أعلن مهرجان دبي السينمائي الدولي، الإطلاق الرسمي للدورة الثانية من المهرجان خلال حفل استقبال كبير أقامته اللجنة المنظمة بحضور الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس مهرجان دبي السينمائي الدولي وعدد من كبار الشخصيات وحشد من وسائل الإعلام العربية والعالمية . هذا وتقام فعاليات الدورة الثانية من مهرجان دبي السينمائي الدولي خلال الفترة 11- 17 ديسمبر القادم، بمشاركة نحو 100 فيلم تتراوح بين الأفلام القصيرة والروائية الطويلة. ويتضمن المهرجان في دورته الحالية 12 برنامجاً رئيسياً، تشمل 5 برامج جديدة يركز كل منها على فئة معينة من الأفلام. وقد أكد منظمو المهرجان مشاركة 3 أفلام كوميدية ودرامية لأشهر نجوم السينما في الولاياتالمتحدة وأوروبا في الدورة الثانية من المهرجان، حيث أوضحت إدارة المهرجان أنه من المتوقع استلام نسخ الأفلام الثلاثة، التي تعتبر من أحدث ما أنتجته السينما العالمية وتعرض حاليا في دور العرض الأمريكية والأوروبية، خلال الأسابيع القليلة المقبلة. وفي خطوة ناجحة للمهرجان، تأكدت مشاركة الفيلم الدرامي «في حذائها» (In Her Shoes)، والفيلم الكوميدي «إليزابيث تاون» (Elizabethtown)، اللذين تم إطلاقهما في الولاياتالمتحدة قبل بضع أسابيع، بالإضافة إلى الفيلم الكلاسيكي «الكبرياء والتحامل» (Pride and Prejudice) الذي سيتم إطلاقه في دور العرض الأسبوع المقبل، في تصور جديد لرائعة الروائية البريطانية الشهيرة جين أوستين. وأوضح منظمو المهرجان أن هذه الأفلام الجديدة ما هي إلا نموذج للأفلام التي ستشارك ضمن برنامجي «السينما العالمية المعاصرة» و«المقهى الأوروبي»، إذ سيتم الكشف عن البرنامج الكامل للمهرجان في فترة لاحقة من الشهر الجاري. وتدور أحداث فيلم «في حذائها» حول أختين لا تشتركان في شيء إلا في مقاس الحذاء. وقد حقق هذا الفيلم، وهو من بطولة كاميرون دياز وتوني كوليت وشيرلي ماكلين، نجاحا كبيرا ومبيعات تذاكر ضخمة منذ انطلاقه في أكتوبر الماضي. واستقطبت أحدث إبداعات صانع النجوم كيرتس هانسون جمهوراً عريضاً ممن تابعوا إخراجه المتميز في روائعه السابقة «لوس أنجلوس كونفيدينشال» و«وندر بويز» و«أيت ميل». ومن المتوقع أن يحظى فيلم «إليزابيث تاون»، الذي يجسد آخر أعمال المخرج والكاتب كاميرون كرو، باهتمام خاص لدى جمهور السينما في دولة الإمارات، خاصة بعد مشاركة بطل الفيلم أورلاندو بلووم العام الماضي في الدورة الأولى لمهرجان دبي السينمائي الدولي. يلعب بلووم في الفيلم دور مصمم أحذية رياضية تلاقي منتجاته فشلاً ذريعاً، في الوقت الذي يتلقى فيه خبر وفاة والده في «إليزابيث تاون» البعيدة في ولاية كينتاكي. وخلال رحلة العودة إلى بلدته لاستلام جثمان والده، يلتقي بلووم بكيرستن دانست، التي تصمم على مساعدته في محنته. فيلم «إليزابيث تاون» للمخرج كرو، الذي تميز بأسلوبه الخاص وقدراته السينمائية العالية في فيلميه «قريب من الشهرة» و«جيري ماغواير»، تم عرضه لأول مرة خلال مهرجان تورونتو السينمائي الدولي. ومن المنتظر أن يحدث فيلم «الكبرياء والتحامل» صدى كبيراً في الأوساط السينمائية وأن يحرز مكانة متقدمة بين أفلام العام الحالي. ويحتفظ الفيلم بخصائص الزمان والمكان التي اتسمت بها الرواية الكلاسيكية التي يجسدها، والتي تعد من روائع الكاتبة الإنجليزية جين أوستين ومن أبرز كلاسيكيات الأدب العالمي. وتدور القصة حول مفهومي الحب وسوء التفاهم في القرن الثامن عشر عندما كان المجتمع يقيم وزناً كبيراً للفروق الطبقية في إنجلترا. ويلعب بطولة الفيلم، الذي تم إطلاقه في المملكة المتحدة في سبتمبر الماضي ولم يعرض في الولاياتالمتحدة حتى الآن، كل من كيرا نايتلي، وماثيو ماكفادين، ودونالد ساثرلاند، وروزاموند بايك، وديم جودي دينتش، وبريندا بليثين. وفي إطار مهرجان دبي السينمائي الدولي سيتم عرض فيلم «الكبرياء والتحامل» ضمن برنامج «المقهى الأوروبي»، في حين سيعرض الفيلمان «في حذائها» و«إليزابيث تاون» ضمن برنامج «السينما العالمية المعاصرة». ومن المتوقع أن يتم الإعلان النهائي عن أسماء الأفلام والشخصيات المشاركة في المهرجان في نهاية نوفمبر الجاري، أي بالتزامن مع افتتاح شباك التذاكر الخاص بحجوزات عروض المهرجان، بيد أن منظمي المهرجان وعدوا بالكشف خلال الأسابيع القادمة عن معلومات إضافية حول الأفلام التي تم تأكيد مشاركتها. حضور إماراتي هذا ويستأثر المخرجون الإماراتيون الشباب بحضور بارز في الدورة الثانية لمهرجان دبي السينمائي الدولي، حيث سيكرس لهم برنامج خاص تشارك فيه خمسة أفلام مهمة تعكس التجربة السينمائية الصاعدة في الإمارات . وتنبع أهمية البرنامج الجديد «مواهب صاعدة من الإمارات»، الذي انبثقت فكرته عن مسابقة «أفلام من الإمارات» في الدورة الافتتاحية للمهرجان العام الفائت، من أنه يتيح للمخرجين الإماراتيين فرصة الاطلاع على تجارب السينما العالمية وتبادل الخبرات في محفل سينمائي إقليمي وعالمي جديد يضم مخرجين كبارا من السينما الأمريكية والأوروبية والأفريقية وشبه القارة الهندية. وتعكس الأفلام الخمسة التي سيتم عرضها في المهرجان ضمن برنامج «مواهب صاعدة من الإمارات» التراث الثقافي الغني للمنطقة، حيث سيتم افتتاح البرنامج بفيلم «يوم عادي» للمخرج عمر إبراهيم الذي فاز بجائزة مسابقة «أفلام من الإمارات» المقدمة من مهرجان دبي السينمائي الدولي لفئة المواهب الاستثنائية في الإخراج خلال دورة 2005. وتشمل هذه الجائزة، التي أطلقت خلال الدورة الافتتاحية للمهرجان لتكريم جهود المخرجين المحليين، مكافأة نقدية وفرصة المشاركة في برنامج المهرجان. ويروي فيلم «تحت الشمس»، وهو أول فيلم للمخرج الإماراتي الشاب علي مصطفى، قصة فتى مسلم في الثالثة عشرة من عمره مع أول تجربة صيام له خلال شهر رمضان. ويتناول الفيلم تجارب الشاب الأخرى خلال ممارسته لشعائر الإسلام في مدينة عصرية، كما يلقي الضوء على فهم دول العالم الغربي للإسلام وما لديه من أفكار مغلوطة عنه. وتضم قائمة الإفلام المشاركة أيضاً الفيلم الاجتماعي «أمين» للمخرج عبد الله حسن أحمد. وتدور قصة هذا الفيلم حول العلاقة الهشة بين أب وابنه، وتعلق قلب هذا الابن بفتاة معاقة. كما سيتضمن برنامج «مواهب صاعدة من الإمارات» فيلم «الموت للمتعة»، للمخرجة ندى محمد الكريمي، والذي حاز إعجاب الجمهور أثناء عرضه في مهرجان بيروت للأفلام الوثائقية. ويروي الفيلم حكاية فراخ مصبوغة منذ لحظة خروجها من البيضة وتلوينها وحتى موتها المبكر في المنازل. ومن الأفلام التي ستعرض أيضاً فيلم قصير بعنوان «هبوب»، للمخرج سعيد سالمين المري. ويروي الفيلم إحدى حكايات الأشباح التخيلية التي تدور أحداثها حول شاب يحاول حفر بئر في قرية نائية. و قد تم اختيار هذه الأفلام الأربعة من أصل 145 فيلماً الأمر الذي لم يكن بالمهمة السهلة، على لجنة الاختيار، علماً بأن الفيلم الفائز في مسابقة «أفلام من الإمارات» قد دخل تلقائياً ضمن الأفلام الخمسة التي سيتم عرضها. وقد أبدى مخرجو الأفلام التي تم اختيارها حماسة ورغبة كبيرتين بالمشاركة في المهرجان، كما أعربوا عن أملهم في إنتاج المزيد من الأفلام للمشاركة بها في دورة العام المقبل ضمن فقرة «مواهب صاعدة من الإمارات». ومن المتوقع أن يتم الإعلان النهائي عن أسماء الأفلام والشخصيات المشاركة في المهرجان في نهاية نوفمبر المقبل، أي بالتزامن مع افتتاح شباك التذاكر، بيد أن منظمي المهرجان وعدوا بالكشف خلال الأسابيع القادمة عن معلومات إضافية حول الأفلام التي تم تأكيد مشاركتها. الجدير بالذكر أن مهرجان دبي السينمائي الدولي هو حدث سنوي انطلق في ديسمبر 2004، ويعد مؤسسة غير ربحية ضمن إطار رؤية شاملة ترمي إلى تفعيل دور دبي كمركز إقليمي جديد لصناعة السينما. ويتلخص الهدف الرئيس للمهرجان في استثمار السينما كمنصة لطرح ومعالجة القضايا العالمية الهامة، وتعزيز التفاهم والحوار بين العرب وشعوب العالم الأخرى تحت شعار «ملتقى الحضارات والأفكار». وأما الهدف الثاني الذي لا يقل أهمية، فيتمثل في الاحتفاء بالإبداعات السينمائية العربية المتميزة.