حميد الشاعري فنان متمرد! منذ خمس سنوات، اتخذ قراراً بالابتعاد عن الغناء، لكن بعد دراسة متأنية لسوق الغناء المصرية عاد بتجربة غنائية مختلفة طرحها في البومه"روح السمارة". في حواره مع"الحياة"، تحدث عن ألبومه، وتعاونه مع المطرب علي الحجار، لنكتشف أنه ما زال مشاغباً متمرداً ضد التيار كعادته منذ ظهوره على الساحة الغنائية منذ أكثر من عشرين عاماً. هجرت الغناء خمس سنوات ما هي أسرار العودة؟ - انشغالي كملحن وموزع موسيقي في ألبومات نجوم زملائي والبحث دوماً عن أغنيات تحمل معاني ولمسات إبداعية تطلّب مني وقتاً طويلاً في التنقيب. وعندما قدمت آخر ألبوماتي، اكتشفت رغبتي في تغيير ملامح الأغنية سواء من ناحية الكلمات أو الألحان في شكل يتناسب مع الإيقاع السريع الذي نعيشه. وعندما توافرت مجموعة أغان لم أتردد في بذل مجهود كبير لتنفيذ 12 أغنية استغرقت مني أكثر من عام ونصف العام للوصول الى أفضل إطار موسيقي يرضي جمهوري الذي اشتقت إليه. طالت فترة التحضير لأكثر من عام؟ - جمهور الكاسيت تغير منذ أكثر من خمس سنوات بالتحديد طوال غيابي. لذلك كنت أعمل ببطء وتفكير عميق كي لا أتخذ خطوة أندم عليها واستغرقت وقتاً لأرسم بانوراما لعالم الأغنية المصرية الذي اختلف اختلافاً رهيباً عن الماضي. فالشباب الذين كانوا يستمعون الي في فترة الثمانيات وأوائل التسعينات تغيرت ملامحهم مع الوقت وظهر جيل شبابي جديد فوجئت به، ما استوجب إعادة ترتيب حساباتي الفنية للارتقاء بذوق الاجيال الشبابية التي تملك القوة الشرائية للألبومات الغنائية. ما الجديد الذي تقدمه في ألبومك الجديد"روح السمارة"؟ - رؤيتي كموسيقي لمشاعر وأحاسيس رومانسية وإنسانية تلمس الوجدان في إطار إيقاعي يمتزج بالفولكلور الشرقي كما في الأغنية"روح السمارة"وهي من كلمات شقيقي وليد الشاعري. كما أقدم أغنيات كنت أتمنى تقديمها منذ فترة طويلة لشعراء كبار منها"يا وعدي ع الايام"للراحل عبد الرحيم منصور وألحان الفنان الراحل أحمد منيب. وتعاقدت ايضاً مع شعراء وملحنين شباب أصحاب رؤية غنائية متميزة منهم أيمن بهجت قمر وربيع السيوفي وأمير طعيمة وعمرو مصطفى والبدري كلباش وناصر المزداوي. ألا تعتبر طرح ألبومك في الصيف مغامرة نظراً الى طبيعة المنافسة الصعبة؟ - حسابات النجاح والفشل أتركها لظروف السوق ورغبات الجمهور. بذلت سنوات طويلة للخروج بعمل غنائي متكامل العناصر الفنية يُرضي المتلقي الذي كان الدافع الرئيس وراء عودتي الى ساحة الغنائية. أتفق معك على أن سوق الألبومات الغنائية في صيف 2006 صعبة جداً خصوصاً أن البومي طرح في التوقيت نفسه لنهائيات المونديال ونتائج امتحانات الثانوية العامة والشهادات الجامعية، لكنني أتوقع نجاحاً طيباً وهذا ما لمسته في ردود أفعال كل من استمع الى ألبومي. تعود بدويتو مع مطربة شابة في الألبوم ما هي تفاصيله؟ - الدويتوات ليست بعيدة مني. فقد قدمت من قبل دويتو مع صديقي هشام عباس"حلال عليك"و"عيني"وشيرين وجدي"النص الحلو"خصوصاً ان الدويتو يكتنف حالاً غنائية رائعة عندما تتوافر كلمات تتناسب أن يؤديها مطرب ومطربة في إطار هارموني وأفضل أن يكون هناك دويتو مفاجأة في كل ألبوم أقدمه. وبسمة التي شاركتي"الدويو"هي مطربة واعدة. كيف ترى تعاونك مع المنتج محسن جابر وشركة"عالم الفن"؟ - تربطني علاقة صداقة وتعاون فني مع المنتج محسن جابر منذ 10 سنوات. جمعنا نجاح مشترك دفعني الى تعامل معه في ثلاثة ألبومات منها البوم"عيني". وحتى الألبوم الذي صدر أخيراً في الاسواق"روح السمارة"يحمل عقلية منتج فني يرى الوسط الغنائي ويقرأ أحداثه بعناية فائقة، ما يطمئن المطرب الذي يتعامل مع شركته الى جانب تاريخه الفني الطويل مع نجوم كبار أمثال وردة وفايزة أحمد وميادة الحناوي ومن بعدهم عمرو دياب، هي عقلية إقتصادية جبارة في صناعة الأغنية. ماذا عن الاشاعات التي ترددت حول وجود خلاف بينك وبين محسن جابر أدت الى تأخر طرح الألبوم؟ - لم تكن هناك أي خلافات أو مشكلات على الإطلاق وكل ما تردد كما ذكرت لا يخرج عن كونه اشاعات لا ألتفت إليها على الاطلاق. فالعلاقة طيبة بيننا وعلى العكس كنت مع تأخير نزول"روح السمارة"بسبب ظروف الامتحانات ومباريات كأس العالم. من وجهة نظرك ألا ترى تدهوراً في سوق الكاسيت؟ - تغيّر العالم وأصبحنا وسط عولمة فضائية وتكنولوجية بدءاً من الستالايت والهاتف الخلوي وما يحمله من اغنيات وفيديو كليب وأخيراً الإنترنت وما يتيحه من مواقع الكترونية تسهل لمستخدمه الاستماع والقيام بتحميل أحدث الأغنيات التي تُطرح. وبالتأكيد كل هذه الأمور أصبحت تؤثر في سوق الكاسيت وفي نسبة المبيعات. تعاونت أخيراً مع علي الحجار في ألبومه الأخير كيف كانت التجربة؟ - اندهش بعضهم من التعاون الذي جمعني بالفنان صاحب الصوت الرائع علي الحجار في ألبومه"غزالة". لكن جمعتنا الرؤية الفنية المشتركة في التوزيع الموسيقي الذي يميل الى الايقاع السريع وصوت الحجار الشجي العذب رمز للأصالة الشرقية، أعجبتني التجربة التي جاءت مختلفة وجريئة. ما سبب عدم تصوير كليب"روح السمارة"في كرواتيا كما سبق وأعلنت؟ - تعطل تصويره مرات عدة لظروف خارجة عن إرادتي. كان من المقرر ان يقوم بإخراجه طارق العريان ونظراً الى إنشغاله في أعماله الفنية والسينمائية، اختير المخرج الشاب ياسر سامي وكان على مستوى رائع أدى إلى خروج الكليب بصورة تقنية مدهشة للجميع وجعلنا نتغلب على عدم إمكان السفر لكرواتيا نظراً الى الكلفة الباهظة في مواقع التصوير هناك. ماذا عن المظهر الجديد الذي ظهرت به مع طرح الألبوم؟ - أنا أعشق التغيير والتطور في الموسيقى أو في مظهري وملامحي الشكلية. وأعتقد بأن المسألة تخضع لاقتراب"اللوك"من ذوق جمهور الشباب وهو أكثر ما يشغلني.