استمر أمس تراجع مؤشرات أسواق المال العربية بسبب العدوان الإسرائيلي على لبنان، فتأرجح التعامل في بورصتي القاهرة والاسكندرية وانخفض مؤشر الأسهم القطرية، بينما تباينت الآراء حول أداء الأسواق في أبوظبيودبي. هبوط 10 في المئة في مصر فقد اصدر رئيس ادارة بورصتي القاهرة والإسكندرية ماجد شوقي قراراً بوقف التداولات في البورصة مدة ساعة بهدف تهدئة المستثمرين بعد التراجعات الحادة التي شهدتها اسعار الاسهم في بداية تعاملات امس، متأثرة بتصاعد العدوان الاسرائيلي على لبنان. وعزا شوقي قرار الوقف الى عمليات البيع غير المبررة التي يقوم بها المستثمرون في السوق، مشيراً الى ان عوامل الهبوط خارجية، لا تمس الاقتصاد المصري والبورصة في شكل مباشر. واضاف ان القرار يعطي فرصة للمستثمرين لمراجعة قراراتهم وعدم التسرع في البيع من دون مبرر منطقي، واشار الى أن المستثمرين المحترفين هم من يقومون بعمليات الشراء عند الأسعار الحالية، سواء من المؤسسات أو الصناديق أو حتى الافراد. وشهدت البورصة المصرية في بداية تعاملات امس تراجعاً حاداً وسط عمليات بيع مكثفة من قبل المستثمرين العرب والاجانب على رغم اتجاه المؤسسات والصناديق المحلية للشراء. وهبط المؤشر الرئيس"كاس 30"بنسبة 10.22 في المئة او ما يعادل 523 نقطة في اللحظات الاولى من التعاملات ليصل الى 4602.33 نقطة، فيما قامت ادارة البورصة بوقف التداول على 18 سهماً مدة نصف ساعة لتجاوزها نسبة الهبوط المسموح بها البالغة 10 في المئة. ... و6 في المئة في قطر انخفض مؤشر الاسهم القطرية أكثر من ستة في المئة أمس مع تزايد القلق ازاء استمرار الحرب على لبنان. وهبط المؤشر الرئيس في بورصة قطر 6.08 في المئة مسجلاً 7704.52 نقطة. وسجلت كل بورصات الخليج هبوطاً أمس، ما عدا السوق السعودية، التي شهدت انتعاشاً بعد خسارتها أكثر من تسعة في المئة أول من أمس. تأرجح في سوق الإمارات وتدل نتائج التداولات في أسواق الأسهم الاماراتية أمس أنها مازالت بمعزل نسبي عن التطورات العسكرية والسياسية في المنطقة، وذلك بعد أن أعطى الانخفاض الكبير في أسواق الأسهم الخليجية، ومنها سوق دبي التي تراجعت السبت نحو 3 في المئة، أن هذا التراجع ربما يكون بسبب الحرب في لبنان والعنف في فلسطين واحتمال توسعهما وامتدادهما. فقد أيد محللون ومراقبون هذا الاحتمال أول من أمس السبت، فيما رأى آخرون أن اسواق الأسهم الامارتية والخليجية عموماً كانت بعيدة نسبياً عن هذه التطورات ولفتت الى أن السوق الاماراتية لايدرج فيها أي سهم من الأسهم اللبنانية، كما أن المستثمرين اللبنانيين فيها غير ذي تأثير قوي في السوق، وأن استثمارات الشركات الاماراتية في السوق اللبنانية محدودة وتتركز في قطاعات العقار والمصارف والسياحة . غير أن التطورات في السوق الاماراتية التي أبدت تماسكاً أمس، خصوصاً سوق دبي التي كانت خسائرها أمس شبه معدومة، حيث انخفض مؤشرها العام 0.03 في المئة فقط قياساً مع التراجع الكبير أول من أمس على رغم ازدياد حدة الأعمال العسكرية، وعدم بروز أفق لحلول دولية سريعة. وخلص المحللون الى أن عمليات الترقب التي سادت أول من أمس نتائج شركة"اعمار"العقارية شكلت ضغطاً على السوق، والتي سرعان ما أبدت نوعاً من الارتياح بعد اعلان الشركة أن أرباحها للنصف الأول من العام الجاري بلغت 3 بلايين درهم، بزيادة 20 في المئة عن أرباحها في الفترة المماثلة من العام الماضي. وانخفض مؤشر سوق الإمارات المالي الصادر عن هيئة الأوراق المالية و السلع خلال جلسة تداول الأحد بنسبة 0.56 في المئة ليغلق على مستوى 4,350.38 نقطة. وتم تداول ما يقارب 140 مليون سهم بقيمة إجمالية بلغت 780 مليون درهم من خلال 9605 صفقة. و جاء سهم"إعمار"في المركز الأول من حيث الشركات الأكثر نشاطاً، بتداول ما قيمته 340 مليون درهم موزعة على 30.31 مليون سهم من خلال 1,780 صفقة. واحتل سهم"أملاك"المرتبة الثانية بإجمالي تداول بلغ 130 مليون درهم موزعة على 20.43 مليون سهم من خلال 1.216 صفقة.