تعقد قمة الدول الصناعية الثماني الكبرى في مدينة سان بطرسبورغ الروسية غداً في اجواء ساخنة بين موسكووواشنطن بسبب تزايد الملفات الخلافية بينهما على عدد من الملفات منها قضايا ثنائية أهمها التحركات الروسية القوية للانضمام الى منظمة التجارة العالمية والتي تواجه عقبة الرفض الأميركي، على رغم إعلان مسؤولين روس ثقتهم بان الطرفين سيتوصلان الى اتفاق بهذا الشأن. لكن اوساطاً روسية أعلنت ان واشنطن تسعى الى"استخدام هذه الورقة لممارسة ضغوط على موسكو في ملفات اخرى اقليمية ودولية" ويبرز الموقف من كوريا الشماليةوايران على رأس الخلافات الدولية بين روسياوالولاياتالمتحدة، على رغم حدوث تقارب طفيف في الأيام الأخيرة ظهر عبر موافقة موسكو على نقل الملف الايراني الى مجلس الأمن، في حال امتنعت طهران عن تقديم جواب واضح على المطالب الدولية. واستبق وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف القمة التي سيعقد لقاء ثنائي بين الرئيس الروس فلاديمير بوتين ونظيره الاميركي جورج بوش على هامشها، باعلان ان العقوبات الدولية المتوقعة ضد ايران"يجب ان تتناول اعادة طهران الى التعاون وليس معاقبتها فقط". وتوقع ديبلوماسيون روس ان يؤدي تصعيد العدوان الاسرائيلي في الشرق الاوسط، خصوصاً على لبنان الى زيادة التباين بين موقفي البلدين حول هذا الملف، بعدما حملت ردود فعل الطرفين اختلافاً واضحاً. وأشار مصدر ديبلوماسي ل"الحياة"عن نائب وزير الخارجية الروسي الكسندر ياكوفينكو قوله ان المحادثات الروسية - الاميركية حول هذا الملف"لن تكون سهلة". ويتوقع الخبراء ان تكون علاقات روسيا مع جاراتها في الجمهوريات السوفياتية السابقة عنصر"مواجهة روسية - اميركية"، بحسب ما افاد خبير الشؤون الأميركية الكسندر روغوف، خصوصاً في ما يتعلق بالوضع في جورجيا وأوكرانيا. وكانت جهات روسية حذرت من احتمال شروع الجورجيين خلال عقد القمة في تنفيذ عملية عسكرية ضد اوسيتيا الجنوبية التي تسعى الى الانفصال عن جورجيا، و"ذلك تجسيداً لضوء اخضر اميركي حصلت عليه تبيليسي خلال زيارة الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي الى واشنطن قبل ايام قليلة". وفي الملف الأوكراني اتهم بوتين قبل يومين واشنطن ب"تفجير ازمة الغاز الروسي مع كييف"مطلع السنة الحالية، فيما صرح بوش اخيراً بأن قضية الغاز الروسي لا تقلق بلاده،"اذ انها تخص زعماء أوروبا والاتحاد الاوروبي الذين يجب ان يتوصلوا الى صيغة توفر ضمانات تفادي حصول تغيير في المعادلة القائمة مع روسيا". ويرى مراقبون ان ملف الأوضاع الداخلية في روسيا سيطرح على طاولة البحث، بعدما انتقدت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس اخيراً"تضييق موسكو على حرية الكلمة والديموقراطية"، وقالت ان واشنطن تنوي طرح هذا الملف خلال اللقاء التالي. وأعلن ستيفان هادلي، مستشار الرئيس الاميركي للامن القومي، ان بوش لن يخفف من مخاوفه من تراجع الديموقراطية في روسيا، و"هو يعتزم تأكيد أهمية إنشاء مؤسسات ديموقراطية قوية واقتصاد سوق يعتمد الشفافية"، علماً ان بوتين تعرض لانتقادات كبيرة في السنين القليلة الماضية بسبب قمع حكومته وسائل الاعلام التي تعارضها، ومحاولته دعم سلطات الكرملين على حساب الحكومات المحلية. وفي مقابل الملفات الخلافية، يناقش الرئيسان الروسي والاميركي مسألة توقيع اتفاق للتعاون في المجال النووي يسمح لروسيا للمرة الاولى في تاريخ العلاقات بين البلدين بتصدير تكنولوجيات نووية الى الولاياتالمتحدة، ويفسح في المجال امام بناء محطات نووية مشتركة، لكن خبراء ربطوا تحقيق تقدم على هذا الصعيد بإبداء موسكو مرونة اضافية في التعامل مع الملف الايراني. وتتناول قمة الدول الثماني ملفات التجارب الصاروخية التي نفذتها كوريا الشمالية الاسبوع الماضي، وحظر انتشار اسلحة الدمار الشامل والوضع في العراق وافغانستان والشرق الاوسط . وفي سياق مكافحة الارهاب، ستشدد روسيا التي اعلنت تصفية زعيم الحرب الشيشاني شامل باساييف مطلع الاسبوع الجاري, على حقها في حماية مواطنيها من هجمات ارهابية، علماً ان الرئيس بوتين أمر اجهزته الخاصة بتصفية قتلة الديبلوماسيين الروس الاربعة الذين قتلوا في العراق.