لطالما كان الديموقراطيون ضامنين للأصوات اليهودية في فلوريدا لكن كاميرون كيري شقيق المرشح الديموقراطي زار تامبا في فلوريدا لأن الديموقراطيين لم يعودوا ضامنين لذلك. فقبل خطاب ألقاه أمام عدد كبير من الشخصيات اليهودية البارزة في الولاية، اعترف كاميرون كيري بأن حملة شقيقه الأكبر كانت بطيئة في استدراك نتائج اندفاعة بوش نحو اليهود، "علينا أن نلحق بالأمر"، قال كاميرون الكاثوليكي الذي تحول إلى الديانة اليهودية حين تزوج بامرأة يهودية قبل عشرين سنة. وعن حملة الحزبين لكسب أصوات يهود فلوريدا يقول كيل سينغر وهو محام في التحالف اليهودي مع بوش: "إن السبب الأول لقلق الديموقراطيين، ويجب أن يكونوا قلقين، هو أن الرئيس الحالي كان صديقاً لاسرائيل". في العام 2000 تمكن بوش من نيل 10 في المئة فقط من أصوات يهود فلوريدا لكن هذه السنة فإن حملته الجمهورية ستحقق رقماً أكبر بكثير حسب سينغر الذي يشير إلى أن أصواتاً قليلة ليهود فلوريدا أو أوهاويو أو بنسلفانيا يمكنها أن تخلق فرقاً في الانتخابات. ويسعى كاميرون كيري وهو محام من بوسطن ولديه شركة مهمة وبارزة لناحية عملها مع مصالح يهودية واسرائيلية إلى تسليط الضوء على سجل أخيه الذي هو "صديق أفضل لليهود من بوش". ويلفت في خطاباته الموجهة إلى الناخبين اليهود إلى دعم شقيقه لحق اسرائيل في الرد على الهجمات وبناء جدار عازل. ويواصل كاميرون مواقف من نوع أنه لا يعتقد بأن عرفات لديه الشرعية السياسية للتفاوض في السلام، وأن جون كيري سيعمل على نقل السفارة الاميركية إلى القدس ويحافظ على التفوق العسكري الاسرائيلي ويمنع إيران من الحصول على أسلحة نووية، "لقد دعم كيري اسرائيل من دون كلل على مدى 19 عاماً"، يقول كاميرون. وتحاول حملة الحزب الديموقراطي الترويج لكيري بين اليهود الأميركيين من خلال تعميم فكرة أن كيري لديه مشاعر عميقة تجاه اسرائيل وقناعة راسخة في الحفاظ على قوة الدولة العبرية. لكن الجمهوريين ينادون أيضاً ويعملون من أجل اليهود. كاميرون كيري وهو مستشار مقرب لشقيقه المرشح حث الديموقراطيين في اسرائيل والذين يملكون حق التصويت أن يسجلوا أسماءهم في الوقت المحدد ليتمكنوا من الاقتراع في الانتخابات المقبلة. وإلى هؤلاء توجه كيري بقوله، "أرجو أن يتذكر الأميركيون المنتشرون عبر البحار أن لدى كيري عشرين سنة من السجل المهم حين يتعلق الأمر باسرائيل. لديه التزام عميق وعلاقات قوية مع اسرائيل كما لديه فهم عميق لحاجات اسرائيل الأمنية. لقد تعلمنا عام 2000 أن كل صوت مهم لذا فإن الأصوات المهاجرة مهمة جداً فنحن نتوقع سباقاً متقارباً خصوصاً في ولايات مثل فلوريدا". وحسب استطلاع أجراه ستيفن كوهن من الجامعة العبرية تبين أن نصف اليهود الذين اختاروا غور عام 2000 هم تقريباً غير واثقين من خيارهم في الانتخابات المقبلة. أما جاك روزن وهو رئيس الكونغرس الأميركي اليهودي وداعم تقليدي للديمقراطيين فقد أرسل شيكاً بقيمة 100 ألف دولار للجنة الوطنية الجمهورية، ويقول "سيكون من الخطأ لليهود ألا يظهروا أي تقدير للرئيس بوش". إيرا فورمان المدير التنفيذي للمجلس الوطني الديموقراطي اليهودي يقول: "إن اليهود هم أكثر جماعة عرقية مسيسة في أميركا... إنه المال بشكل كبير لكن الأمور تذهب بشكل كبير أبعد من ذلك". وفي هذا السباق المحموم على استقطاب الأصوات اكتشف كيري أخيراً أن لديه جذوراً يهودية، أما الجنرال المتقاعد ويسلي كلارك فكثيراً ما يتحدث عن والده اليهودي، وزوجة حاكم فيرمونت السابق هاورد دين وأبناؤه يهود ايضاً. وفيما يبدو أن الناخبين العرب الأميركيين يميلون إلى هاورد دين إلا أن تصريحه الأخير بأن أميركا يجب أن تكون متكافئة في تعاملها بين العرب واسرائيل جلب له الكثير من الانتقاد من داعمي اسرائيل ما دفعه لتعيين مستشار يهودي لتحسين علاقاته العامة، هو مات دورف. "يا إلهي الجميع حتى أمهاتهم، ينتقدوننا بسبب اسرائيل" يقول دورف.