انقسم الصوت اليهودي بين اسرائيلي وأميركي في تأييد الرئيس جورج بوش ومنافسه جون كيري. وعلى رغم مواقفه الداعمة لاسرائيل بدا ان بوش فشل في استرضاء اليهود الأميركيين الذين التزموا خطهم التاريخي واعطوا تأييدهم الساحق للديموقراطيين ومرشحهم جون كيري. واشار استطلاع للرأي صادر عن المجلس الوطني اليهودي الديموقراطي الى تأييد 75 في المئة من الجالية اليهودية لكيري، في حين لم تتعد نسبة التأييد لبوش ال22 في المئة. وانقلبت الأرقام على الساحة الاسرائيلية في آخر استطلاع لجامعة تل أبيب والذي أظهر تقدماً للرئيس الجمهوري على منافسه بفارق 31 نقطة، بحصوله على تأييد نسبته 49 في المئة. وترتفع هذه النسبة في صفوف حزب الليكود حيث يفضل 69 في المئة من انصاره ولاية ثانية لبوش، بخلاف حزب العمل الداعم للديموقراطيين بنسبة 44 في المئة، و36 في المئة للجمهوريين. ورأى ديفيد هاريس المدير الاعلامي للمجلس الوطني اليهودي الديموقراطي في الولاياتالمتحدة أنه "لا تجوز المقارنة بين الاثنين" لأن "الأولويات والرؤية السياسية مختلفة بين اليهود الأميركيين والاسرائيليين". واوضح ل"الحياة" ان قضيتي أمن اسرائيل والحرب على الارهاب تشكلان "حلقة محورية في جدول اعمال الناخب اليهودي الذي لا يصوت على قضية بمفردها، بل على مجموعة مسائل متعلقة باسرائيل وبالسياسة الضريبية والبيئية، والتي تلتقي معظم الأحيان مع الحزب الديموقراطي". واستعاد المثل الشعبي الأميركي الذي يصف اليهود بأنهم "يعيشون مثل الأساقفة ويصوتون مثل الفقراء"، وذلك في اشارة الى الميول التقدمية والليبرالية لجاليتهم والتي تبرز بقوة في ولايات نيويورك وكاليفورنيا وفلوريدا. وصوت 76 في المئة من اليهود للمرشح الديموقراطي آل غور، في مقابل 19 في المئة لبوش عام 2000. وساعد تعيين كيري عضو الكونغرس السابق والناشط في حماية مصالح اسرائيل ميل ليفين رئيساً للجنة الشرق الأوسط في حملته، في جذب الصوت اليهودي، اضافة الى مواقفه الداعمة بقوة لمصالح الدولة العبرية والوعود المتكررة بضمان أمنها والعودة الى طاولة المفاوضات. وساعدت هذه السياسة في كسب 64 في المئة من تبرعات اليهود الأميركيين أي ما يبلغ المليون ونصف دولار في مقابل 795 ألف دولار ذهبت للجمهوريين. ويستفيد كيري من الشرخ القائم بين المرشح المستقل رالف نادر والجالية اليهودية في شأن الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي والذي ساعد في ابقاء نادر خارج السباق في ولاية كاليفورنيا معقل اليهود الأميركيين. وأخفق نادر أمس، في جمع الاصوات العشرة آلاف المطلوبة للنزول على لائحة كارولينا الجنوبية. واتهم الديموقراطيين ب"وضع المطبات في طريق مسيرته الانتخابية". كما تواجه حملة نادر اللبناني الأصل اتهامات بالفساد والغش في ولاية أوريغون الحاسمة، بعد تقديم نقابة الاتحاد العمالي في الولاية اعتراضاً لدى اللجنة الفيديرالية للانتخابات والتي وافقت بدورها على مراجعة الاصوات ال15 ألفاً التي حصل عليها هناك والتأكد من صحتها.