التشوهات الولادية ما زالت واحدة من علامات الاستفهام الكبيرة التي لم يقدر الطب بعد كشف الملابسات المتعلقة بشأنها، وهذه التشوهات تشكل صدمة قوية للأهل اذ غالباً ما تخلف وراءها مآسي ما بعدها مآسٍ. وفيما يلي سنذكر بعض النصائح المتعلقة ببعض العناصر الغذائية التي كشفت البحوث أهميتها في الوقاية من التشوهات الولادية: الفيتامين ب 9. منذ اكثر من 35 سنة يعرف العلماء دور هذا الفيتامين في الحد من حدوث التشوهات الولادية للانبوب العصبي ويجب انتظار العام 1995 حتى يتأكد الوسط الطبي من ان تناول النساء لجرعات داعمة من الفيتامين ب 9 في الفترة التي تسبق الحمل له اثر كبير في انقاص عدد الاصابات بمثل تلك التشوهات الجنينية. وعلى هذا الصعيد اوضحت احدى الدراسات ان دعم الأم بالفيتامين ب 9 ينقص من تشوهات الفم بنسبة 65 في المئة، وفي دراستين اخريين سجل الباحثون هبوطاً واضحاً في التشوهات الولادية القلبية والبولية عند النساء اللاتي زودن بجرعات متممة من الفيتامينات. ما هي الجرعة التي ينصح بها من الفيتامين ب 9؟ العلماء لم يتفقوا على جرعة محددة، ولكن إذا أخذنا في الاعتبار ان الحاجة اليومية هي 300 ميكروغرام فإن الجرعة الاضافية التي يجب على الام الراغبة في الحمل تتأرجح ما بين 200 و400 ميكروغرام في اليوم. الفيتامين أ. هذا الفيتامين يملك سلاحاً ذا حدين فنقصه خلال الحمل يترافق بحدوث التشوهات العصبية أما أخذ فائض منه فيؤدي الى التشوهات الخلقية اضافة الى نشوء طفرات في المادة الوراثية، من هنا يجب الحذر من تناول المتممات الغنية بالفيتامين أ وعدم المبالغة في استهلاك الكبد الغني به، ومن المفضل في هذه الحالة اللجوء الى الاغذية الاخرى الحاوية على طلائع الفيتامين أ كالجزر والمانغو والدراق والمشمش والبطيخ والسبانخ ...الخ. معدن الزنك. اذا عرفنا ان معدن الزنك يشكل جزءاً من فعاليات أكثر من 300 أنزيم وانه يشارك في التكاثر الخلوي وفي صنع العديد من الهرمونات، لادركنا فوراً مكانة هذا المعدن على صعيد صحة الجنين وأن نقصه له تأثيرات سلبية على نمو الجنين وتطوره. الابحاث على الحيوان كشفت ان نقص الزنك الشديد يقف وراء العديد من التشوهات العصبية والعظمية والعينية... الخ. ان نقص الزنك شائع عند الحوامل فقد كشفت دراسة قام بها البرفيسور فافييه من جامعة غرونوبل الفرنسية ان 76 في المئة من الحوامل في الشهر الثالث يملكن مستويات هابطة من معدن الزنك في دمائهن، وان المدخنات وشاربات الكحول هن الاكثر تعرضاً لنقص الزنك. مضادات الاكسدة. بعض الباحثين يقولون ان الجذور الكيماوية الحرة الناتجة عن عمليات الاكسدة الطبيعية في الجسم قد تكون مسؤولة عن عمليات الاجهاض ونشوء التشوهات الولادية، وفي انتظار النتائج التي تتعلق بهذا الأمر فهم ينصحون الراغبات في الحمل التزود بمضادات الأكسدة لإفشال الافعال المستقبلية للجذور الحرة وبناء على هذا فهم يوصون بأخذ كميات داعمة من الفيتامينات والمعادن المشهورة بحماية الجسم من تلك الجذور لعل اهمها: الفيتامين C، والفيتامين E، ومعدن السيلينيوم