في بلاد العام سام العم بوش حالياً اظهر استطلاع شمل الف اميركي ان الذين تخطّوا عتبة الخامسة والستين يفضّلون الحصول على الفيتامينات على شكل حبوب دوائية بدلاً من تناولها عن طريق الطعام، كما كشف الاستطلاع النقاب عن ان اكثر من نصف الذين تجاوزوا هذا العمر وثلث الذين تراوح اعمارهم ما بين 18 و35 سنة يتناولون مكملات فيتامينية بهدف وقاية اجسامهم من المرض اللعين، السرطان. لكن السؤال الذي يُطرح هو: هل تقي الفيتامينات حقاًَ من السرطان؟ في الحقيقة لا توجد حتى الآن ادلة دامغة يمكن الاعتماد عليها لاعطاء جواب قاطع، ولكن هناك اشارات ايجابية الى ان للفيتامينات دوراً على هذا الصعيد اي الوقاية من السرطان، وان نتائج الدراسة الفرنسية "سوفيماكس" المعلنة اخيراً جاءت لتصبّ في هذا الاتجاه. الدراسة الفرنسية بدأت قبل سنوات وطاولت اكثر من 13500 شخص ينتمون الى الجنسين وتراوح اعمارهم بين 35 و60 عاماً توزعوا فئتين: الفئة الاولى اخذ افرادها حبة واحدة كل يوم من الفيتامينات والمعادن المضادة للاكسدة، بينما تناولت الفئة الاخرى مادة البلاسيبو العديمة النفع وجاءت النتائج لتدلّ على ان حبة الفيتامينات ساهم في ابعاد شبح خطر السرطان بنسبة 31 في المئة بالمقارنة مع افراد المجموعة الثانية، واللافت ان الحبة كانت مفيدة للجنس الخشن فقط بينما لم تسجل اي فائدة تذكر لدى الجنس اللطيف. ومن باب التنويه فإن حبة الفيتامين تحتوي على اثنين من الفيتامينات هما: الفيتامين C والفيتامين E، اضافة الى اثنين من المعادن هما: الزنك والسيلينيوم. طبعاً هذه الدراسة ليست الوحيدة التي لفتت الى فائدة الفيتامينات والمعادن في الوقاية من السرطان اذ سبق لدراسات اخرى ان اشارت الى اهمية الفيتامين في الوقاية من سرطان البروستاتة، واهمية معدن السيلينيوم في الحماية من سرطان الرئة والبروستاتة. وتعقيباً على الدراسة الفرنسية يمكن ان نذكر الآتي: 1- ان الفيتامينات والمعادن المستعملة هي مركبات مضادة للاكسدة. بمعنى انها مشهورة بدعم الجسم في نضاله المستمر ضد الجذور الكيماوية الحرة الناتجة عن عمليات الاكسدة، فهذه الجذور ضالعة في اثارة شيخوخة الخلايا وفي تحويل وجهة بعض الخلايا لتسير في الاتجاه الخبيث. 2- ان الجرعات المستعملة في الدراسة تتجاوز تلك التي ينصح بها في العادة، فجرعة الفيتامين C بلغت 120 ملغ مقابل 110 ملغ وجرعة الفيتامين E وصلت الى 30 ملغ مقابل 12 ملغ، اما جرعة معدن السيلينيوم فكانت 100 ميكروغرام بدلاً من 60 الى 80 ميكروغرام بينما جرعة الزنك كانت 20 ملغ مقابل 12 ملغ. 3- لم تستفد النساء من الدعم بالفيتامينات والمعادن، لماذا؟ لا احد يعلم، القائمون على الدراسة وعدوا بنشر بعض التفسيرات حول هذا الأمر في الاشهر المقبلة. 4- ان الدعم بالفيتامينات والمعادن لم يسجل اية بوادر وقائية على صعيد الامراض القلبية والوعائية. وفي نهاية المطاف لا بد من لمحة خاطفة عن الخواص الاساسية لمضادات الاكسدة وعن اهم مصادرها الطبيعية: الفيتامين C وهو مضاد اكسدة قوي جداً يعمل يداً بيد مع الفيتامين E وأنزيم "غلوتاتيون بيروكسيداز" لايقاف سلسلة التفاعلات التي تتمخض عن الجذور الحرة، وتقدر حاجة الانسان اليومية منه بحوالى 110 ملغ، ومن اهم مصادره الطبيعية الخضروات والفواكه الطازجة. الفيتامين E، يعمل هذا الفيتامين على جبهات عدة، فهو يمنع الجذور الحرة من مهاجمة الادهان الموجودة في أغلفة جدران الخلايا، كما يحول دون اكسدة فيتامين A ويسهم في حماية الجسم من السرطان ويعرقل مسيرة الشيخوخة، عدا هذا وذاك فهو يحدّ من الاثار الضارة بالكوليسترول وبالتالي يقي من مرض تصلّب الشرايين. ويتواجد الفيتامين E في الزيوت النباتية خصوصاً، وكذلك في الحبوب والفواكه الجافة. بيتا كاروتين طليعة الفيتامين A ان هذا الفيتامين مهم جداً للنظر وللجلد ولإنجاز التكاثر الخلوي. يعمل هذا الفيتامين على حماية الخلايا من الهجمات الضارة للجذور الحرة. يتوافر هذا الفيتامين بغزارة في الفواكه والخضار البرتقالية اللون، والفواكه الجافة والخضروات الورقية. السيلينيوم، يدخل هذا المعدن في تركيب أنزيم "غلوتاتيون بيروكسيداز" الذي يحمي الخلايا من عمليات الأكسدة، ايضاً يقوم السيلينيوم بوقاية الانسجة من التسمم بالمعادن الثقيلة مثل الزرنيخ والرصاص والكادميوم والزئبق. من اهم مصادر السيلينيوم: الحبوب، انواع معينة من الخميرة، الثوم، البصل، البيض، الاجبان، الفواكه الجافة، القواقع والقشريات البحرية. الزنك، يدخل هذا المعدن في بناء المادة الوراثية والبروتينات وهرمون الأنسولين، وحتى في الحيوانات المنوية، وهو ضروري للتكاثر والنمو والنضوج الجنسي ولشفاء الجروح، ويشكّل احد الدعائم الاساسية التي يعتمد عليها الجسم في معركته ضد الجذور الحرّة. يتوافر الزنك في منتجات البحر واللحوم والبيض والحليب ومشتقاته والحبوب وانواع من الخميرة والفاصولياء