هي عشرة أفلام من بين المئات التي تعتبر الأكثر شهرة ومكانة في تاريخ الفن السابع. لم نخترها لأنها الأفضل فنياً، ولا لأنها الأنجح تجارياً، فبعضها ثانوي الأهمية من الناحية الفنية وبعضها لم يحقق النجاح الجماهيري الذي كان متوقعاً له. اخترناها لأنها أفلام - علامات، كل منها لعب دوره طوال القرن العشرين، ومنذ السينما الصامتة، في تثوير فن السينما، شكلاً ومضموناً وفي تبديل علاقته مع جمهوره. هنا "ذهب مع الريح" بعد "التعصب" لغريفيث و"الدارعة بوتمكين" لايزنشتاين. وماذا لو كان "المشهد" الأهم في "أكثر الأفلام شعبية في تاريخ السينما"، مشهداً لم يره أحد أبداً على الشاشة، وكان، بالتحديد، مشهداً يدور بين ثلاثة: منتج مغامر لن ينسى أحد بعد ذلك أبداً انه هو العامل الأساس والفعال وراء ذلك الفيلم ونجاحه، حتى من بعد نسيان اسم مخرجه، وشقيق له يعمل وكيل أعمال للفنانين عاش في ظله وخدمه طوال حياته، وأخيراً فتاة في العشرينات من عمرها، لا يتجاوز طول قامتها المتر ونصف المتر، وبالكاد يعرفها أحد في طول أميركا وعرضها؟ لنحدد: الفيلم هو "ذهب مع الريح" الذي كان، حتى ظهور سبيلبيرغ ولوكاس وأخوانهما، يصنف الأول بين أكثر الأفلام نجاحاً - جماهيرياً - في تاريخ السينما. والمنتج هو ديفيد او. سلزنيك، أما أخوه فهو ميرون، أما الفتاة فهي فيفيان لي، الانكليزية الخجول الحسناء التي تروي الحكاية ان وصولها الى ذلك المشهد كان صدفة، فيما تروي حكاية أخرى انها في الواقع دبرت ذلك كله، بعد ان تدربت عليه طوال سنتين. "الآنسة لي..." يبدأ المشهد هكذا: في أطلانطا، ديفيد سلزنيك منهمك في تصوير واحد من أصعب مشاهد الفيلم: مشهد حريق المدينة خلال الحرب الأهلية. لم يكن هو المخرج، لكنه كان في الحقيقة المشرف على كل شيء، لا سيما على الكاميرات السبعة التي تتولى تصوير مشهد الحريق. لذلك حين ناداه أخوه بلهفة قائلاً له: "ديف... أريدك ان تتعرف على الآنسة لي..." امتعض أول الأمر، لكنه ما ان نظر الى الفتاة، حتى استجاب الى دعوة أخيه كلياً، وسيقول لاحقاً انه على الفور قال في نفسه: "يا الهي... لقد وجدتها". وجد سكارليت أوهارا. والحقيقة انه بتلك العبارة وضع نهاية... سعيدة لتنافس وبحث داما ثلاث سنوات. وشغلا أميركا كلها، جمهوراً وصحافة وأهل فن. والحقيقة ان سلزنيك الذي وجد نفسه "محشوراً" بعد سنوات من اعلان انتاجه ل"ذهب مع الريح" كان اضطر الى الخوض في التصوير، حتى قبل ان يعثر على الفتاة المنشودة التي ستلعب الدور الرئيس في الفيلم. ومع هذا لم يكن ثمة من بين فاتنات هوليوود، من لم تحلم بلعب الدور وتسعى لذلك. بل ان الأمر لم يقتصر على النجمات الكبيرات، من كاترين هيبيرن الى هايدي لامار، ومن نورما شيرر الى بيتي ديفيز وصولاً الى بوليت غودارد، فاتنة تشارلي شابلن وبطلة "الأزمنة الحديثة". هذا الحلم بالدور كان بدأ منذ العام 1936، حين استجاب سلزنيك، الذي كان استقل حديثاً بشركة انتاج خاصة به، لرغبة سكرتيرته الفنية واشترى حقوق رواية مرغريت ميتشل "ذهب مع الريح" مقابل 50 ألف دولار من دون ان يعرف حقاً ما الذي سيفعله بتلك الرواية. ذلك ان الكاتبة وروايتها، وعلى عكس ما يتصور الناس الآن، كانتا مجهولتين تماماً. بالصدفة قرأت السكرتيرة نسخة منها فشغفت بها. أما استجابة سلزنيك فكانت من باب "المسايرة". لكن الذي حدث عند ذاك، هو ان الحديث عن الرواية وشراء سلزنيك لحقوق تحويلها فيلماً، صار شغل الصحافة الشاغل، ما دفع سلزنيك - الذي اشتهر دائماً بكونه يعرف من أين تؤكل الكتف - الى عقد مؤتمر صحافي أعلن فيه انه ينوي بالفعل انتاج الفيلم ليجعل منه أضخم فيلم يتحقق في أميركا بعدما تحدث عن شخصية سكارليت، أوحى على الفور ان "السباق" مفتوح بين الممثلات للحصول على الدور. وهكذا، خلال الشهور التالية، باعت المكتبات أكثر من مليون ونصف مليون نسخة من تلك الرواية المجهولة. وكان من بين الذين اشتروا، كل نجمات هوليوود، وربما كل فتاة أميركية حلمت بأن تلعب دور سكارليت. السباق الذي تحدث عنه سلزنيك، دام عامين تبدلت اثناءهما أمور كثيرة على ضوء مزاجية سلزنيك: غيّر كتّاب السيناريو مرات عدة، مع ان الفيلم سيحمل في النهاية اسم سيدني هوارد كان من بين الكتّاب المتعاقبين، سكوت فيتزجيرالد وبن هشت...، وجرّب مخرجين عديدين حتى استقر الأمر على جورج كيوكر لكنه عاد وغيّره بعد أيام التصوير الأولى ليصبح فكتور فليمنغ مخرج الفيلم، وجرّب عدداً من المصورين: كان من الواضح طوال عامين ونصف عام ان سلزنيك قلق، وانه يريد أن يكون المسيطر الوحيد على الفيلم. أما من حيث الممثلين فلقد استقر الأمر بالتدريج على كلارك غايبل، لدور روث باتلر، كما على لسلي هاورد لدور آشلي واوليفبادي هافيلاند لدور ميلاني... وبتنا الآن نعرف ما الذي حدث لدور سكارليت. واذا كان سلزنيك باشر تصوير "ذهب مع الريح" قبل العثور على سكارليت، فإن العثور عليها، جعل كل شيء ممكناً. وهكذا استغرق تصوير الفيلم شهوراً عدة، ليصبح جاهزاً في نهاية العام، حيث أقيم عرض أول له في حديقة أطلانطا نفسها، التي هي مسرح الجزء الرئيس من أحداث الرواية والفيلم. والعرض الذي أقيم تحديداً يوم 15 كانون الأول ديسمبر من ذلك العام، كان في حد ذاته حدثاً تاريخياً، فاجأ الجميع. اذ ان سلزنيك الذي كان خلال الأعوام الماضية، وقبل البدء بتصوير الفيلم قد أطنب في الحديث حوله والدعاية له، لا سيما في مجال تنافس الفاتنات للعب دور سكارليت، سرعان ما قرر، ما ان بدأ التصوير، ان يحيط كل ما يحدث بكتمان تام. والحال ان هذا القرار أدى الى اثارة الصحافة والرأي العام، ما خلق هالة مدهشة حول الفيلم، وجعل ترقبه شغل هواة السينما الشاغل. فهل يمكننا ان نرى في هذا تلك الحملة الدعائية التي عرفت عبقرية سلزنيك كيف تنظمها وتستثمرها الى أقصى حد؟ بالتأكيد. لأن "ذهب مع الريح" هو فيلم مناخ كمنت حياته في الجو الذي أحاط به، حتى قبل تصويره، وفي معرفة منتجه - الذي كان وبقي سيده النهائي - كيف يستفيد من ذلك المناخ، الى درجة ان صار هناك فيلمان لكل منهما استقلاله الذاتي: الفيلم الذي يشاهد على الشاشة، والذي نقل خلال أكثر من ثلاث ساعات أحداث رواية مارغريت مينشل بكل أمانة، والفيلم الآخر الذي انطبع في أذهان الناس، وظل راسخاً عنيداً، حتى حين كانوا يشاهدون الفيلم ويلمسون الفوارق الأساسية بين "الفيلمين". ومن هنا، حتى نقول ان سمعة "ذهب مع الريح" قامت دائماً على مجموعة من ضروب سوء التفاهم، خطوة لا بأس ان نخطوها هنا: فالفيلم، بالنسبة الى الانطباع العام عنه، هو فيلم استعراضي عن الحرب الأهلية الأميركية بين الشمال والجنوب. نظرياً هذا صحيح، لكننا في الفيلم بالكاد نرى مشاهد استعراضية ضخمة أو معارك طاحنة. هناك فقط مشهدان ضخمان: حريق أطلانطا، وألوف الجرحى الممددين على الأرض، فيما سكارليت تجول بينهم. أما الباقي فمشاهد حميمة وعائلية داخلية تليق بفيلم اجتماعي ضئيل الموازنة. والفيلم يقدّم، أميركياً، على أساس انه صاحب مواقف أخلاقية - الى درجة ان رابطات نسائية ودينية وأخلاقية أميركية كانت هي التي حالت دون لعب بوليت غودارد دور سكارليت، "على أساس انها امرأة ساقطة" بسبب علاقتها بتشارلي شابلن - لكن النظرة الى الفيلم كفيلم وعظ اخلاقي نظرة خاطئة تماماً، ذلك ان سكارليت أوهارا وروث باتلر، شخصيتان انتهازيتان تماماً، وهذا واضح في كل موقف، وصولاً الى استحالة قيام حالة حب حقيقية بينهما. والفيلم الذي يروي جزء من التاريخ الأميركي، ليس في حقيقته سوى فيلم يدافع عن مواقف الجنوبيين الرجعية والعنصرية. وفي السياق نفسه هل علينا ان نقول ان المتفرج - وعلى عكس الشائع - من المستحيل له ان يتماهى مع أية شخصية من شخصيات الفيلم. الانتصار العقيم صحيح ان الفيلم يختتم مشاهده على سكارليت، وحيدة، وقد قررت ان تبني حياتها وحياة مزرعتها من جديد، تقف في شكل ملحمي يليق بمسرحية لبريخت، صارخة: "ان غداً ليوم آخر". لكن "انتصارها" هذا يبدو عقيماً، اذ ان كل من قرأ التاريخ الأميركي يعرف ان انتصار الشماليين في الحرب الأهلية هو الذي وضع حداً لذلك النوع من الحلم الأميركي المبكر. فهل معنى هذا اننا لسنا هنا أمام واحد من أكثر نتاجات السينما الأميركية تناقضاً بين المظهر والجوهر: الجوهر الذي هو ما نراه على الشاشة أمامنا ونخرج وكلنا يقين منه، والمظهر، الذي هو ما قيل لنا دائماً عن هذا الفيلم وصدقناه؟ مهما يكن من أمر، يمكن القول ان "عبقرية" سلزنيك ليست هي المسؤولة عن هذا التناقض. فالرجل حين قرر انتاج "ذهب مع الريح" بعدما وجد في الرواية كل العناصر التي تؤهل العمل للنجاح، كان في ذهنه ان يحقق فيلماً تجارياً ضخماً... وفيلماً جميلاً أيضاً. ولم يخطر في باله انه يحقق عملاً ايديولوجياً من نوع ذلك الذي يكمن خلف "التعصب" أو "الدارعة بوتمكين". وسلزنيك حقق في نهاية الأمر حلمه. وكما أراده تماماً: "ذهب مع الريح" فيلم ناجح تجارياً وفيلم جميل كذلك، بألوانه وملابسه، وديكوراته، وبالروعة التي تتجلى من أداء ممثليه ومصوريه وكل التقنيين الذين عملوا فيه، وصولاً الى المؤلفين، الذين تمكنوا، من دون المساس بجوهر الفيلم، من اختصار الثماني ساعات التي كانت زمن أول توليف للفيلم، الى ست ساعات، ثم الى ثلاث ساعات و45 دقيقة، هي زمنه النهائي. جمال الفيلم أمر لا يمكن التشكيك فيه على الاطلاق، اذ انه، حتى يومنا هذا، لا يزال في الامكان اعتباره من أجمل الأفلام في تاريخ السينما، وحتى من دون ان يعتبر فيلماً كبيراً، من طينة "أوديسا الفضاء" أو "التعصب" أو "الهجمة على الذهب". من هنا لم يكن غريباً ان تغدق عليه، بعد شهور من بدء عرضه، جوائز الأوسكار، اذ نال 11 جائزة، من بينها أوسكار أفضل فيلم للعام 1939، وأوسكار أفضل ممثلة لفيفيان لي، وأفضل دور نسائي ثانوي لهاتي ماكدانييل... اضافة الى أوسكارات للاخراج والسيناريو... وغيرهما. أما سلزنيك فنال جائزة كانت في ذلك الحين تعادل الأوسكار أهمية وهي الجائزة التذكارية للانتاج المعروفة باسم "ارفنغ تاليرغ". ولكن ماذا يقول الفيلم؟ وما هي أهمية الحكاية التي تدور أحداثها في ولاية جورجيا الأميركية في العام 1861، وتبدأ عشية وصول الحرب الأهلية بين الجنوب والشمال، الى تلك الولاية؟ تبدأ الحكاية في مزرعة تارا، مع ابنة صاحب المزرعة، الحسناء سكارليت ذات الستة عشر ربيعاً، والتي تحتفل بعيد ميلادها ويتحلق من حولها جمع من شبان يخطبون ودها، لجمالها وثرائها وشخصيتها. لكن سكارليت مغرمة بآشلي ويلكنز، الذي لا يعيرها اهتماماً بل يعلن خطوبته من ابنة عمها ميلاني. وهنا لا يعود أمام سكارليت الا ان توقع في غرامها تشارلز، شقيق آشلي، الذي ما ان يتزوجها حتى ينخرط في الجيش ويشترك في الحرب ويقتل. أما هي، التي أضحت أرملة ولا تزال مراهقة تقريباً، فإنها تتوجه الى حديقة أطلانطا حيث يجذب جمالها كل الشبان، لكنها لا تنجذب إلا الى الوحيد الذي لا يبالي بها: روث باطلر المغامر الشمالي الآفاق، الذي يكتفي بالرقص معها، ثم يرحل تاركاً اياها مغرمة به. وبعد فترة ينهزم الجنوبيون وتحترق أطلانطا، فيما تكسد الأعمال في مزرعة تارا التي أضحت سكارليت مسؤولة عنها ما يدفعها الى الاقتران - للمرة الثانية - وهذه المرة بتاجر ثري، سرعان ما يموت هو الآخر. وهنا من جديد تعود سكارليت الى لقاء روث باطلر ليبدو لهما انهما اتحدا الى الأبد. لكنها كانت واهمة لأن الأحداث سرعان ما تغرقهما من جديد، مبقية سكارليت وحيدة، وانما غير قابلة بالهزيمة. أو هذا على الأقل ما يقوله المشهد الأخير، الذي يختتم الفيلم كما الرواية، على سكارليت وقد عزمت على خوض الحياة والعمل والنضال من جديد. وللعلم هنا، نذكر ان الكاتبة الكسندرا ريبلاي حققت أواسط الثمانينات من القرن العشرين، حلماً راود كتّاباً كثيرين: كتابة تتمة ل"ذهب مع الريح"، والتتمة حملت عنوان "سكارليت"، وفيها أحداث تبدأ بموت ميلاني ودفنها، وتنتهي بسكارليت وقد هاجرت الى ايرلندا بعد زواج قصير من باطلر، الذي يقترن بعدها بامرأة أخرى تنجب له طفلاً ثم يفقدهما، في الوقت الذي كادت فيه سكارليت ان تتزوج من ارستقراطي ايرلندي... وغني عن القول هنا ان هذه التتمة على رغم رواجها، لم تقنع أحداً، اذ فقدت الروح الحقيقية التي كانت جوهر رواية مرغريت ميتشل. ونعود هنا الى "ذهب مع الريح" لنذكر ان سلزنيك انفق على الفيلم، بين العام 1936 - حين اشترى حقوق الرواية - والعام 1939 حين قدم العرض الأول، أكثر من أربعة ملايين دولار، وهو مبلغ ضخم في مقاييس ذلك الوقت. ويومها كان جميع شركائه والمستثمرين والمصرفيين الذين أقرضوه تلك الأموال، يضعون أيديهم على قلوبهم. أما هو فكان يعرف انه سيكسب معركته. لكنه، في الحقيقة، لم يكن يتوقع ان الانتصار سيكون كبيراً الى الحد الذي كانه حقاً، ذلك ان الفيلم ردّ تكاليفه، خلال شهرين أو ثلاثة من بدء عرضه، وخلال العقود الثلاثة التالية، زاد مدخوله الاجمالي عن 80 مليون دولار، ليحتل المرتبة الأولى، قبل دخول "حرب النجوم" و"الفك المفترس" و"العرّاب" و"صوت الموسيقى"... على الخط. انتصار سلزنيك الأخير طبعاً، يمكن القول هنا، أخيراً، ان "ذهب مع الريح" أطلق المسار المهني لفيفيان لي، التي ظلت شخصيتها وحضورها مسيطرين تماماً على الفيلم، وصارت حتى النهاية تعرف باسم "سكارليت"، علماً بأنها، حين وصلت الى أميركا، ملتحقة بحبيبها لورانس اوليفييه، كانت مجهولة تماماً. أما كلارك غايبل، فإنه، على رغم دوره الجميل في الفيلم، ظل يصرح بأنه ندم على التمثيل فيه، لأنه كان اعتاد قبله - وستظل حاله كذلك من بعده - ان يكون نجم النجوم في أي فيلم يمثل فيه. ولم يستسغ أبداً ان تكون شريكته في أي فيلم مهيمنة على دوره. والحقيقة ان هيمنة شخصية سكارليت على "ذهب مع الريح" لم تكن صدفة. اذ ان الرواية بنيت أصلاً من منطلق أنثوي، يعطي المرأة، ولو كانت عاهرة انتهازية، دور البطولة. وهذا الأمر كان جديداً على السينما الأميركية في ذلك الحين، لكنه سيتكرر كثيراً لاحقاً، بحيث انه، بدءاً من "ذهب مع الريح" لم تعد المرأة، دائماً، شخصية ثانوية في الفيلم يتحدد موقعها انطلاقاً من موقع الذكر فيه. وكان هذا، بدوره، تجديداً يحسب لمصلحة الفيلم. فماذا يبقى أخيراً من "ذهب مع الريح"؟ كل شيء، اذ انه على عكس معظم الأفلام الكلاسيكية التي، حين تعرض أو يعاد عرضها، تجذب جمهور النخبة والهواة. لا يزال "ذهب مع الريح" قادراً حتى اليوم على جذب ملايين المتفرجين، الذين يكتشفونه ويعيدون اكتشافه في كل مرة من جديد... ومن جديد يعيدون في كل مرة سوء تفاهم معه. وفي هذا بالذات، يمكن انتصار سلزنيك الأكبر