ان الاتصالات الهاتفية عبر الانترنت طريقة معروفة لدى المهنيين والمختصين في قطاع المعلوماتية منذ خمس سنوات، وهي بلغت درجة عالية من الفعالية على الصعيد التقني دفعت بعض الشركات الكبرى الى اعتمادها في مقاسم الاتصالات المركزية لتوزيع المكالمات داخل الشركة وضمن فروعها المختلفة. غير انه باستثناء شركة Nets Phone فإن العروض التي يقدمها موزعو الاتصالات للزبائن على مستوى الاستهلاك الخاص لا تزال نادرة، لكن الأمور ستتغير قريباً بفضل امكانية الاتصال من جهاز كومبيوتر الى آخر على غرار شحن المعطيات الموسيقية بالصوت والصورة المجانية التي بدأت تدك دعائم كبرى دور انتاج الموسيقى والاسطوانات على الصعيد الاقتصادي حيث تراجعت مبيعات الاسطوانات خلال العام المنصرم بنسبة 30 في المئة وتبخر معها جزء كبير من حقوق الملكية الفكرية التي يتقاضاها الفنانون. ان السؤال عن امكان انتشار تقنية الاتصالات الهاتفية المجانية عبر الشبكة هو نفسه الذي اطلق شبكة Kaza A لتبادل المعلومات من جهاز كومبيوتر الى آخر مجاناً، وهي السويديان Zennstrom وFriis اللذان عكفا بعد بيع الشبكة الأولى في العام 2002 على تطوير برنامج معلوماتي يسمى Skype ويتحلى بدرجة عالية من الكفاءة التقنية. ويتيح لمستخدمه اجراء الاتصالات الهاتفية من جهاز كومبيوتر الى آخر مجاناً بنوعية صوت ممتازة ومدة غير محدودة، واطلقت الشركة هذا البرنامج نهاية العام الماضي وبات مترجماً الى اكثر من 15 لغة وشهد حتى الآن اكثر من 900 ألف عملية شحن عن الشبكة، في حين يبلغ عدد مبحري الانترنت الذين يصلون اجهزة الكومبيوتر الخاصة بهم بهذا البرنامج بشكل دائم على الشبكة اكثر من 300 ألف، ويتزايد هذا العدد يومياً بوتيرة استثنائية. صحيح ان فكرة استخدام شبكة الانترنت لإجراء الاتصالات الهاتفية مجاناً ليست جديدة لأنها تعتمد تقنية الرسائل الآلية المسجلة التي تقدمها معظم شركات توزيع الاتصالات غير ان محدودية دائرة الاتصال الهاتفي عبر الشبكة ورداءة الصوت قد نفرت المستهلكين من استخدام هذه التقنية حتى الآن. وتكمن فعالية برنامج Skype في سهولة استخدامه لأنه يدير تصفية الحواجز الموجودة على الشبكة التي تعيق عادة عمل برامج المعلوماتية الخاصة بالاتصالات الهاتفية بشكل شفاف وواضح، كما انه يشتمل على خاصية التفاعل البسيط الحدسي حتى بالنسبة للمبتدئين. تسير الاتصالات عملياً عبر شبكة P2P اي من كومبيوتر الى آخر ولا تحتل اكثر من 16 كيلو اوكتس في الثانية من الشريط العابر. واذا كان جهاز الكومبيوتر مزوداً بمايكرفون وقبعة/ سماعات فإن نوعية الصوت تتجاوز المستوى المعتاد من حيث الجودة حتى مقارنة بالهواتف التقليدية وسواء كان الشخص المطلوب الاتصال به في المبنى المجاور أو في استراليا مثلاً فإن الكلفة تبقى مساوية لسعر الاتصال بشبكة الانترنت مهما كانت المدة التي تستغرقها المحادثة الهاتفية. لكن الاستفادة من برنامج Skype تقتصر حالياً على المشتركين بشبكة الانترنت والمسجلين على لوائح الموقع الذي يحمل اسم البرنامج، ويعكف مطوروه حالياً على التفاوض مع شركات شبكات الهاتف التقليدية لدرس امكان ادخال هذه التقنية من دون الاشتراك بشبكة الانترنت مما ينبئ بأن ثورة حقيقية في عالم كلفة الاتصالات ترتسم حالياً في الأفق، وبدأت بعض الشركات بعرضها جدياً على الزبائن، فيما يفكر البعض الآخر بتقديم هذه الوسيلة للاتصال بواسطة الهاتف الثابت دون الحاجة الى الاشتراك بشبكة الانترنت. ويمكن شحن هذا البرنامج مجاناً من موقع www.skype.com، لكنه لا يعمل حالياً الا على جهاز الكومبيوتر PC الذي يحتوي على "ويندوز 2000" وXP. وقد اعلن الموقع عن نسخة تتناسب مع Tinux, Mac ولا بد ان تتوافر في PC الشروط الآتية: معالج 400 ميغاهيرتز وRAM بقوة 128 ميغااوكتس واتصال بالانترنت بسرعة لا تقل عن 36.6 كيلوبيتس في الثانية، في حين يجب ان يتمتع القرص القاسي بقوة 10 ميغااوكتس. ولاستخدام البرنامج يكفي اقتناء بطاقة صوت وميكروفون وسماعة/ قبعة ووصل هذه العدة بفتحة USB الموجودة في الكومبيوتر وضرب الرقم المطلوب والبدء بالحديث