بين صقور اسرائيل الصاعدين "شارون" آخر اسمه شاؤول موفاز، وزير الدفاع الحالي الذي لا يكتفي باقتراح طرد الرئيس ياسر عرفات، بل يعرض في جلسة مجلس الوزراء تصفيته، هكذا بكل بساطة. وبالنسبة الى موفاز الذي كان رئيساً لأركان الجيش الاسرائيلي من العام 1998 وحتى العام 2002، الحل الوحيد للنزاع مع الفلسطينيين هو الحل العسكري، لذلك فإن تصفية القادة الفلسطينيين، في رأيه، تجنب اسرائيل العمليات الانتحارية. والخطير في الأمر انه من أصل كل ثلاثة اسرائيليين هناك اثنان يؤيدانه في موقفه. وإذا كانت شعبية موفاز في ارتفاع مستمر، الا أن شارون يبدو مدركاً "الخطر" الذي يهدده، لذلك يحاول كبح جماح الجنرال الذي لم يمض على امتهانه السياسة سوى سنة واحدة، حتى وان كان الاثنان متفقين على موقف واحد من عرفات. إلا ان الجنرال الطامح الى خلافة شارون، وفي أقرب وقت، لا يعتبر في الدوائر المتمرسة بالسياسة جديراً بتسلم الحكومة، فهو بنظرها من دون ايديولوجية، عسكري بارد لا يعرف سوى ميزان القوة ويبالغ في تقدير امكاناته مكتفياً بانتصارات على المدى القصير، ما يعني انه من دون رؤية استراتيجية شاملة، والدليل تصريحاته البدائية التي لا تأخذ في الاعتبار ان هناك شعباً فلسطينياً لا تمكن تصفيته، اضافة الى وجود قوى دولية لا توافق، بأي شكل من الأشكال، على سياسته المتطرفة. لكن، على رغم هذه التحفظات، فإن موفاز اصبح، خلال عام واحد، في مقدم المرشحين لخلافة شارون، لا ينافسه في ذلك سوى بنيامين نتانياهو. والانتخابات المقبلة هي الموعد الذي ينتظره بفارغ الصبر.