الناصرة - "الحياة" قالت صحيفة "هآرتس" العبرية انه خلافاً للموقف الرسمي للادارة الاميركية من التطورات الداخلية في اسرائيل وانسحاب حزب "العمل" من الائتلاف الحكومي، وهو الموقف القائل انه شأن اسرائيلي داخلي لا يستدعي اي تدخل لأن الحديث عن تطورات في نظام ديموقراطي، فإن ثمة مخاوف اميركية حقيقية من ان تبادر الحكومة اليمينية الضيقة الى عدوان عسكري واسع على السلطة الفلسطينية أو "حزب الله" "يشوش على العملية العسكرية الاميركية المخططة ضد العراق". وزادت ان مرد هذه المخاوف تعيين الجنرال في الاحتياط شاؤول موفاز وزيرا للدفاع خلفاً لبنيامين بن اليعيزر. ونقلت الصحيفة عن تقرير في صحيفة "نيويورك تايمز" وصف موفاز ب"جنرال الصقور" الذي سيدفع الى تصليب الموقف الاسرائيلي من الرئيس ياسر عرفات والسلطة الفلسطينية. وحذرت الصحيفة في افتتاحيتها امس من نتائج تعيين موفاز، واعتبرته تعييناً مرفوضاً و"ربطاً خطيراً بين منصبي رئيس أركان الجيش ووزير الدفاع". وزادت ان قبول موفاز بالمنصب يعزز الاعتقاد انه لم يقم بواجبه كرئيس لهيئة أركان الجيش "لاعتبارات مهنية محضة" انما بناء لمواقفه السياسية والشخصية. وزادت ان انضمام موفاز سيحول دون توافر "التعددية الفكرية" المطلوبة في الحكومة وانه "غياب الفرامل" في مواجهة الانتفاضة قد يعاظم ضائقة اسرائيل. وختمت بالقول ان المطلوب الآن تقديم موعد الانتخابات بأقصى سرعة ممكنة. لكن صحيفة "يديعوت احرونوت" اختلفت مع زميلتها في تقويم مواقف موفاز، وكتبت انه خلافاً للصورة المرسومة للجنرال في المحافل الدولية ك"صقر جارح" سيتضح سريعاً ان موفاز سيكون في الحكومة "الجهة المعتدلة والمتزنة" لأن أفكاره تميل الى تيار الوسط وهو ليس بحليف للمستوطنين "وليس من شك في ان تعيينه وزيراً للدفاع سيعزز أمن اسرائيل". طالبت حركة "السلام الآن" رئيس الحكومة ارييل شارون بالعدول عن تعيين موفاز وزيراً للدفاع، في أعقاب التقرير الذي نشرته منظمة العفو الدولية واتهم اسرائيل بارتكاب "جرائم حرب" ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية. وقالت الحركة في بيان اصدرته ان واجب القيادة العليا للجيش ليس محاربة الارهاب فحسب، انما ايضاً الحفاظ على "طهارة السلاح وصورة الانسان"، معتبرة ان موفاز فشل في هذه المهمة فشلاً ذريعاً وعليه ليس جديراً بمنصب وزير الدفاع.