الحسناء الايطالية الأصل الفرنسية الاقامة مونيكا بيللوتشي وزميلتها الاسبانية بينلوبي كروز، نجمتان سينمائيتان اوروبيتان ستشعّان في سماء مدينة كان الفرنسية الثلثاء 13 أيار مايو الجاري، وتخطفان قلوب عشاقهما الذين سيتوافدون امام قصر السينما الكبير الذي يعد أحد درر الكروازيت الأنيق ل"صيد" طلّتهما وبهائهما. النجمة الايطالية الأكثر إثارة ستفتتح الدورة 56 لمهرجان كان السينمائي بخطاب، كما هو التقليد الذي دأبت عليه ادارته في تكليف اسماء لامعة في عالم السينما لإلقائه أمام الحشد الدولي، إيذاناً ببدء ايام مجنونة من العروض السينمائية والحفلات الصاخبة والعقود التي تسيل لها اللعاب. بيللوتشي لن تتطرق الى السياسة في كلمتها، خلافاً لما كتبه مدير المهرجان جيل جاكوب متأسفاً على نهب متاحف بغداد، وهي تميل الى كلمات تنتصر الى الفن والسينما. اما كروز فستتبختر ربما مع زوج المستقبل نجم هوليوود توم كروز فوق البساط الاحمر، لكي تقدم فيلم الافتتاح "فانفان زهرة التوليب" للمخرج الفرنسي جيرار كرواتزيغ الذي تقوم فيه بأداء الشخصية الرئيسة، وهو النسخة الجديدة لفيلم قديم انتج في العام 1952، وأُعيد انتاجه من اجل مشاهدي الألفية الثالثة الذين لا يطيقون مشاهدة أشرطة الابيض والاسود. ستتلبّس الحسناء الاسبانية امرأة شابة تكافح من اجل حياتها وحبها وسط عالم مليء بالأوغاد، وتشهر طوال الفيلم سيفها لتواجه مجرمي فرنسا القرن الثامن عشر. لكن هذا لا يعني ان بيللوتشي ستلقي كلمتها وتختفي، بل ستكون ليلتها الكبيرة في اليوم الثاني للمهرجان حيث ستتألق في شريط الخيال العلمي الاميركي "إعادة تلقيم ماتريكس" للاخوين واتشويسكي خارج المسابقة، وهو الحلقة الثانية من الثلاثية السينمائية التي نال فصلها الاول نجاحاً منقطع النظير. وتلعب مونيكا دور امرأة شريرة ذات قدرات خارقة تحاول النيل من كيانو ريفز الذي يحاول الوصول الى مركز الارض الحقيقية، بعدما فلح أشرار "ماتريكس" الكومبيوتريون في استعمار أطراف عدة من كوكبنا. وستظهر بيللوتشي مفاتنها من خلال زي ابتُكر خصيصاً لها عبارة عن رداء تغلب عليه الشفافية. غريمة بينلوبي كروز النجمة الاسترالية نيكول كيدمان التي انفصلت عن توم كروز، ستحضر العرض الرسمي لفيلمها "دوغفيل" للمخرج الدنماركي لارس فان تريير الذي أسند لها دور امرأة عصامية تعيش في جبال روكي الاميركية خلال فترة الثلاثينات وتعيش قصة حب مع رجل غريب، والطريف ان هذا الشريط صوّر بالكامل داخل مستودع مهجور فرضه تريير على ممثليه أمثال المخضرمة لورين باكول وبن غازارا وجيمس كان وشول سيفيني وتأدية أدوارهم باسلوب الايماء، الامر الذي جعل النقاد يتحسبون لهذه التجربة التي سبقتها قبل اعوام اخرى مماثلة في "الراقصة في الظلام" الذي حصد السعفة الذهبية. اهل النميمة الصحافية يأملون ان تلتقي الغريمتان، إن لم تحدث المفاجأة بلقاء الزوجين المطلقين في أروقة المهرجان او أجنحة فندق "المارتنيز" حيث إقامة النجوم! على صعيد آخر ستضفي النجمة الكوميدية الاميركية ميغ رايان بطلة "حينما التقى هاري بسالي" مسحة من المرح على اجواء المهرجان على رغم عدم وجود اي فيلم لها فيه، لكنها ستصبح من الوجوه الأليفة كونها عضوة لجنة التحكيم التي يترأسها المخرج السينمائي والمسرحي الفرنسي باتريس شيرو، فيما سيتركز الاهتمام والاعجاب على الحسناء الهندية ايشواريا راي ملكة جمال الكون التي حوّلت مهنتها الى التمثيل لتصبح إحدى أشهر نجوم بوليوود، وهي اول نجمة هندية تشارك في هذه اللجنة المرموقة، وكانت في الدورة الاخيرة بطلة الفيلم الغنائي الشهير "ديفيداس". الايرانية الشابة سميرة مخملباف التي قدمها مهرجان كان كأصغر مخرجة سينمائية قبل اعوام عبر "التفاحة" وكرَّمها بجائزة كبرى عن "السبورات" ستحقق اختراقاً جديداً بمشاركتها في المسابقة الرسمية بفيلمها الثالث "الساعة الخامسة بعد الظهر" الذي صوّرته في افغانستان بعد انهيار نظام "طالبان" وتركز فيه على أحوال نساء بلد لم يتعاف بعد من حروبه. من الآخرين الذين سيشاركون النجم الاميركي المخضرم كلينت ايستوود الذي سيعرض آخر اعماله "النهر الغامض" داخل المسابقة حول ثلاثة اصدقاء من ايام الدراسة فرّقتهم الظروف، تجمعهم ثانية جريمة قتل ابن احدهم على يد سفّاح. وسيقدم الممثل والمخرج فنسنت غالو شريطه "الدب الاسمر" عن رجل غريب الاطوار يعشق سباقات الدراجات النارية ويطارد حبيبته السابقة بعنفه. البرازيلي هكتور بابنكو الذي اشتهر منذ "قبلة المرأة العنكبوت" سيعرض جديده "كارانديرو" عن اكثر الاعتصامات دموية في تاريخ السجون البرازيلية تُحكى على لسان الطبيب درازو فاريلا أرّخ لتجربته في كتاب اقتبس عنه الفيلم الذي كان يطبّب سجناء مصابين بالايدز خلال ثمانينات القرن الماضي. وستقدم تركيا التي تشارك للمرة الاولى في المسابقة شريط المخرج نوري بيلجي جيلان "بعيد" Uzak عن يوسف الذي يقدم الى اسطنبول من قريته للعمل في العبارات البحرية ويستقر عند قريب بعيد النسب يعمل مصوراً، ليكتشف عوالم جديدة تقلب حياته القروية، حيث النساء والمؤامرات والعزلة