طاولت مواقع الانترنت المخصصة للتبادل الحر بين المبحرين للقطع الموسيقية قطاع صناعة السينما وبدأت تزحف الى ميدان الانتاج التلفزيوني، ومن شأن الأنظمة المعلوماتية التي تعكف شركة مايكروسوفت على تطويرها الآن ان تسرع وتيرة انتشار ظاهرة قرصنة البرامج التلفزيونية. فقد كشف عملاق المعلوماتية اخيراً عن صيغة جديدة لنظام استخدام وندوز يمكن تطبيقها على عدد محدود من اجهزة الكومبيوتر التي قام بتطويرها اكثر من ستة مصنعين، ويحمل هذا الجهاز اسم X P Media Center ويحتوي على اكثر من ذاكرة ومعالج قوي جداً اضافة الى جهاز نسخ للأقراص المدمجة CD وآخر لاسطوانات الفيديو DVD وجهاز تحكم عن بعد لضبط وظائف هذا الجهاز الإعلامية، الذي يتيح وقف البرنامج التلفزيوني واعادة عرضه عند الطلب، اضافة الى تسجيل البرامج المفضلة وعرضها لاحقاً. وسيتمكن المستهلكون بفضل Windows Media Player ان يستعرضوا جميع البرامج المسجلة في مركز الإعلام لأن شركة مايكروسوفت ستكشف قريباً عن الأرقام السرية للعبور الى هذا المركز كي يستطيع مستخدمو بعض الماركات الأخرى مثل Real Networks استعراض هذه البرامج وتسجيلها على اسطوانات مدمجة وتوزيعها ونشرها على أي جهاز لقراءة اسطوانات DVD، وبذلك سيصبح بمقدور مركز الاعلام التابع لمايكروسوفت ان يرسل البرامج المتلفزة لأشخاص لا يملكون النوع نفسه من اجهزة الكومبيوتر وذلك بواسطة الطرق التقليدية أو الانترنت. لقد أدخلت شركة مايكروسوفت طرقاً لحماية ما يحتويه مركز الاعلام غير انه لا يوجد حالياً أي برنامج يتمتع بالحرية، لذلك فإن ما يتم تسجيله على الجهاز يمكن تبادله، ويرى المتفائلون من خبراء المعلوماتية ان قرصنة البرامج التلفزيونية تواجه مشكلة اتساع الحيز الذي تحتله على قرص الذاكرة. ولن تلاقي النجاح الذي حققته ولا تزال القطع الموسيقىة المخزنة بتقنية MP3. ويستند الخبراء في حججهم الى ان تسجيل برنامج تلفزيوني لا تقل مدته عادة عن 30 دقيقة يحتاج على الأقل الى 600 ميغابتس من قرص الذاكرة والى معرفة حقة بتشغيل الاجهزة الالكترونية. غير ان مدير التسويق لدى مايكروسوفت يرد على هذه الحجج، بالقول ان معدات الشركة الالكترونية تعمل بشكل ذاتي، اما في حال بلوغ قرص الذاكرة مرحلة الاشباع فباستطاعة المستهلك اضافة قرص اضافي. وهناك امكانية نسخ البرامج على أقراص مدمجة من طراز DVD أو تحويلها الى جهاز كومبيوتر آخر في شبكة المنزل أو المكتب أو أي موقع مجاني للأرشفة على شبكة الانترنت. ولهذا السبب اعتمدت مايكروسوفت طريقة للحماية تقوم على دمج رمز مشفر اثناء بث البرنامج الملتفز تشرح فيه طريقة استخدام هذا المحتوى، واذا ما تضمن البرنامج عبارة هذه النسخة محمية فإن قراءة هذا البرنامج لا تتم إلا على الجهاز الذي قام بتسجيله، ومن دون هذا النظام يصبح تحويل هذا البرنامج الى أي جهاز كومبيوتر أمراً سهلاً للغاية. ويرى خبراء صناعة البرامج التلفزيونية انه بات يتحتم على محطات التلفزة التفكير جدياً بتطوير أنظمة لحماية انتاجها. وقد بدأت بالفعل بتشكيل مجموعات مطالبة لجنة الاتصالات الفيديرالية بفرض اشارات لدى عرض البرامج على محطات التلفزة الرقمية تجعل تحويل البرامج الى اجهزة الكومبيوتر مستحيلة. وحتى ذلك الحين فإن قرصنة البرامج التلفزيونية آخذة بالإزدهار وباتت تشكل مصدر ربح متواضع لبعض الطلاب وربات المنازل الذين يقومون بتسجيل المسلسلات على أقراص DVD وبيعها بأسعار معقولة جداً لعشاق المسلسلات الذين تمنعهم ساعات عملهم من متابعتها. واكثر ما تخشاه صناعة البرامج التلفزيونية من ظاهرة تسجيل البرامج المتلفزة وتخزينها وتبادلها عبر الانترنت هو ان تخسر المشاهدين لدى عرض المسلسلات التي يتوقف بيع المساحات الاعلانية للشركات على عددهم. واذا ما هجر المشاهدون الشاشة الصغيرة فإن المعلنين بدورهم سيبحثون عن وسائل جديدة للترويج لمنتجاتهم