سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ألغاز رواية "شيفرة دافنشي" ساهمت في الترويج للنظام الجديد . مزايا نظام التشغيل "فيستا" تفرض كومبيوتر قوياً وپ"مركز الميديا" يجعل الحاسوب جهازاً للترفيه البصري
في الثلاثين من كانون الثاني يناير الماضي، أطلقت شركة "مايكروسوفت"، عملاق صناعة برامج المعلوماتية، نظام تشغيل الكومبيوتر "ويندوز فيستا"Windows Vista، الذي يُفترض أن يحلّ محلّ النُظُم السابقة من "ويندوز" في 94 في المئة من أجهزة الحاسوب في العالم. ورافق إطلاق "فيستا"، وهي كلمة تعني "المنظر"، حملة اعلانية مُبهرة، شملت 70 بلداً وتكلفت عشرات الملايين من الدولارات. وبلغت التكلفة النهائية لصنع نظام"فيستا"6 بلايين دولار، انفقت على مدار 5 سنوات. وتتوقع الشركة أن يوضع النظام الجديد على 100 مليون حاسوب مكتبي. وبحساب بسيط، يتبيّن أنه إذا بلغ سعر"فيستا"120 دولاراً، فإن ذلك يدر للشركة 12 بليون دولار، وربحاً بنسبة مئة في المئة! والحق أن الشركة طرحت"فيستا"بسعر يفوق ال120 دولاراً بأضعاف. فإذا توقفت الشركة، بعد بضع سنوات، عن دعم نظام"فيستا"، كما فعلت قبلاً مع نظام"ويندوز 95"، فكيف ينظر الجمهور والحكومات الى الأموال التي تُدفع اليوم في شراء"فيستا"؟ ألغاز المشهدية الالكترونية شارك بيل غيتس، المؤسس الأُسطوري لشركة"مايكروسوفت"في حملة الترويج لنظام"فيستا". من المتحف البريطاني في لندن، وعلى شاشة عملاقة، قدّم غيتس بعض الصفات البصرية المؤثرة في نظام"فيستا". إذ استعمله للدخول الى الانترنت وپ"تقليب"صفحات الكترونية ثلاثية الأبعاد من النسختين الأصليتين لكتابين يرجعان الى عصر النهضة وضعهما الرسام والمخترع الايطالي الأشهر ليوناردو دافنشي:"كودكس أروندال"وپ"كودكس ليشستر". ويتوافر الكتاب الأول على الانترنت مجاناً، أما الثاني فقد صُنعَت صورته الرقمية استناداً الى مخطوطته الورقية الأصلية التي اشتراها غيتس مقابل 30 مليون دولار في العام 1994. ويتضمن الكتابان ألغازاً مُعقّدة من صنع عبقرية دافنشي، بعضها ذائع الصيت مثل كتابة الكلمات على الورق أمام المرآة. ويعتمد بعضها على عمليات حسابية مُعقّدة، على نحو ما اقتُبس في رواية الكاتب الاميركي دان براون"شيفرة دافنشي"، التي حققت مبيعات اسطورية وجذبت اهتماماً عالمياً، خلال السنتين الأخيرتين. وتتضمن تلك الرواية، التي تتمحور حول لغز لوحة"العشاء الأخير"الشهيرة لدافنشي، مجموعة متتالية من الألغاز، التي تُشكّل جزءاً من حبكتها الدرامية. فأي ألغاز يتضمنها نظام التشغيل"فيستا 2007"؟ وما هي العناصر التي تُميّزه عن النُظُم التي سبقته، وخصوصاً"ويندوز أكس بي"Windows XP، الرائج بقوة راهناً؟ وهل تتمكن أجهزة كومبيوتر الجمهور من التأقلم بسهولة مع"فيستا"، خصوصاً بعد أن أعلنت أكثر من مؤسسة عالمية مُتخصصة أن نسبة الكومبيوترات المؤهلة للتعامل مع"فيستا"لا تزيد راهناً على 15 في المئة! ويفيد اختبار موسّع لمجلة"ميكرو هيبدو"الفرنسية المتخصصة في المعلوماتية، أن الحواسيب التي تستعمل راهناً نُظُم مايكروسوفت"ويندوز 95"وپ"ويندوز 98"وپ"ويندوز ميللينيوم"هي على الأرجح أضعف من أن تتعامل مع""ويندوز فيستا". وقد تستطيع الكومبيوترات التي تُدار بنظام"ويندوز إكس بي"التعامل مع"فيستا"، إذا امتلكت مواصفات تكنولوجية ملائمة، وإذا قدّر مستخدموها أنهم يحتاجون فعلياً للحصول على المزايا التي يُقدّمها النظام الجديد. صفحة الاستقبال عند تشغيل الحاسوب وپ"تقليعه"تظهر صفحة"مركز الاستقبال"، التي تتضمن وصفاً للكومبيوتر، مع مُلخّص للمعلومات المهمّة عنه مثل اسم المعالج الالكتروني وسرعته، وحجم الذاكرة العشوائية، وسرعة نقل البيانات وغيرها، إضافة الى معلومات أولية عن المستخدم الرئيسي للجهاز. كما تُخصّص الصفحة عينها قسماً للوصلات الالكترونية التي تكفل الوصول مباشرة الى الخدمات التي تُعطيها"مايكروسوفت"لمستخدمي"فيستا"عبر موقعها على الانترنت. وتتيح تلك الوصلات تحميل بعض البرامج الإضافية مثل"لايف ماسينجر"للتخاطب الفوري عبر الشبكة الالكترونية العالمية. وتظهر أيضاً لوحة صغيرة، يمكن وضعها على زاوية الشاشة، تُعطي القدرة على الولوج مباشرة إلى مجموعة كبيرة من الوظائف الصغيرة الشخصية والمختلفة، مثل الساعة وتوقّعات الطقس، وصفحة لتدوين الملاحظات السريعة، ولقطات مصغّرة"ثامب نايلز"Thumb Nails للصور المخزّنة على القرص الصلب. وتُذكّر الخاصية الأخيرة ببرنامج"غوغل باك"Google Pack الذي يُعطي ميزة مُشابهة عند تثبيته على سطح المكتب في الكومبيوتر، كما أنه يُظهر تلك الصور ضمن"حافظ الشاشة"Screen Saver. وفي"فيستا"يستطيع المستخدم أيضاً نقل تلك الأدوات من اللوحة المذكورة الى سطح المكتب. قائمة"انطلق" يمكن الوصول إلى قائمة"انطلق"بالضغط على زر في لوحة المفاتيح يحمل علامة"ويندوز"المميزة، أو النقر على تلك الأيقونة في لوحة البداية. وتعتبر هذه القائمة مركز التحكّم بالحاسوب. وتضم أيقونات البرامج كلها في لائحة على القسم الايسر منها. وتضم قائمة الانطلاق في أسفلها حقلاً مخصصاً للبحث يُعطي امكان العثور بسهولة على برنامج أو تطبيق او رسالة في البريد الإلكتروني. وكما في النُظُم السابقة، تحتوي تلك القائمة على أيقونة لايقاف عمل الحاسوب. ولكن يجدر التنبيه إلى أنّ ضغط تلك الأيقونة لا يطفئ الحاسوب بل يضعه في حالة سبات. وتسمح خيارات النظام بتثبيت قائمة بديلة أكثر بساطة تشبه تلك التي تحتويها نُظُم"ويندوز"السابقة. مستكشف"ويندوز" يعتبر"ويندوز اكسبلورر"Windows Explorer "المستكشف" من العناصر المألوفة في نُظُم"ويندوز"المُتعاقبة، منذ"ويندوز 95". وتدأب الشركة على تطويره باستمرار. وفي"فيستا"، بات"المستكشف"معتمداً على لغة بصرية، كمعظم مكوّنات النظام وقوائم برامجه. ويعرض المستكشف محتوى الملفّ قيد الاستخدام، وتعرض أيضاً من خلال شريحة التحكّم، الأعمال التي يمكن تطبيقها على الملف مثل الطباعة والنسخ والنقل وغيرها. وفي ملمح بصري جديد، يُعطي"المستكشف"إمكان التنقل بين الملفات الموضوعة في الاستخدام، من خلال أيقونتين"السابق"وپ"اللاحق"، إضافة الى شريحة تحتوي على عناوين تلك الملفات. كما تعرض نافذة المستكشف معلومات كاملة عن الملفّات المُخزّنة على القرص الصلب، مع تفاصيل مثل الاسم وتاريخ إنشاء الملفّات المختارة، وقسم للبحث يعمل داخل الملف المفتوح، كما ينتقل الى الملفات الأخرى. والحق أن معظم تلك الأمور متوافرة في نظام"ويندوز اكس بي". مركز الأمن ركّزت الحملة الترويجية لنظام"فيستا"على قدراته الأمنية، التي ما زالت موضع اعتزاز صُنّاعه، على رغم الضربة التي تلقوها من محترفي اختراق النُظُم الالكترونية"هاكرز"، عندما تبيّن أنه قابل للاختراق عبر"نظام التعرّف الصوتي"، خصوصاً عندما يُستخدم الكومبيوتر من بُعد. ويعتمد مركز الأمن في"فيستا"على نسخة متقدمة من حزمة الأمن"سيرفس باك 2"Service Pack 2 ، التي طوّرتها الشركة في خضم صراعها مع الضربات المُتلاحقة التي حاقت بنظام"اكس بي"، فكشفت هشاشته أمنياً. ويجمع هذا المركز قدرة الدخول إلى إعدادات تهيئة الحاسوب، وپ"حاجز النار"Fire- Wall وهو نظام أمني يفترض أن يحجب المواد المُضرّة ويساهم في مناعته. ومع"فيستا"، بات"حاجز النار"قادراً على مراقبة الوصلات التي تُرسل الى الكومبيوتر، سواء عبر البريد الالكتروني أو"تُلصق"من قبل بعض مواقع الانترنت. وأُضيف اليه برنامج"ويندوز ديفندر"Windows Defender المقاوم لبرامج التجسّس Spy-Ware. والحق أن معظم الخبراء يعتبرونه نظاماً متوسط الأداء والقدرات في مكافحة التجسس. وأبدى بعضهم ضيقه من تكرار ظهور تلك الفقاعات التي تتضمن تحذيرات أمنية، في شكل مُفرط بحيث يُشتت ذهن المُستخدم. وتجدر الإشارة الى أن نظام"فيستا"لا يحتوي برنامجاً لمكافحة الفيروسات الالكترونية، بل يجب شراء مثل ذلك البرنامج في شكل مستقل. وفي العادة، تنصح مايكروسوفت جمهور نُظُمها ببرامج مُعيّنة لمكافحة الفيروسات الالكترونية، مثل برنامج"ماكافي"، إذ تراها أكثر توافقاً مع منتجاتها. مركز الميديا احتل"مركز الميديا"Media Center مكانة كبيرة في نظام"اكس بي". ويميل رأي الخبراء للقول إنه لم يخضع سوى لتحسين شكلي. وتضمه نسختا"انتغرال"Integral وپ"فاميلايل"Familial من"فيستا". ويبقى القول إنه يجيد انجاز مهماته الأساسية، أي"إدارة"الملفّات المتعدّدة الوسائط ميلتي ميديا في الحاسوب، والتي تتلاءم ملفاتها الرقمية مع نُظام"ويندوز". وبذا، تتضمن مهماته عرض الصور، وقراءة أفلام الفيديو والأسطوانات الرقمية المتعددة الأغراض دي في دي، وقراءة الملفّات الموسيقية، وتنظيم كلّ الملفّات داخل مكتبة، وحتّى مشاهدة التلفزيون إن كان الحاسوب مجهزّاً بأداة لتحويل البث التلفزيوني من الشكل التقليدي الى الرقمي. كما يستطيع العمل على تلك المواد في أدواتها الأصلية التي توصل الى الكومبيوتر، مثل مُشغل الموسيقى الرقمية والخليوي والكاميرا، شرط توافقها مع نظام"ويندوز". وفي"فيستا"، يستطيع المستخدم إدارة"مركز الميديا"من بُعد عبر"ريموت كونترول"خاص به، ما يعطي امكان أن يُصبح الحاسوب جزءاً من أجهزة الترفيه السمعي- البصري في المنازل. نظام التعرّف الصوتي على رغم النقاش المُثار عنه، فإن"نظام التعرف الصوتي"Voice Recognition System ربما مثّل إضافة بارزة في"فيستا". ويُعطي المستخدم القدرة على التحكّم بالحاسوب صوتياً، كما هو موصوف في كتاب"الف ليلة وليلة"بالنسبة لمغارة"علي بابا"! ولا يتوقف الأمر عند التعرّف الى هوية مستخدمه، بل يستطيع تحويل الكلام الى نصوص تطبع على الشاشة فورياً. ولم تظهر بعد نتائج واسعة عن قدرة هذا النظام على التجاوب مع الكلام المنطوق باللغة العربية. ويتوافر نظام التعرف الصوتي في نُسخ"فيستا"المختلفة. ويُفترض ان يساهم في حماية الكومبيوتر عند تشغيله، إذ يُفترض أن لا يعمل الكومبيوتر إلا بصوت صاحبه. وأثبت"بلوغر"اسمه جورج أوي أن من الممكن مخادعة النظام، عندما يعمل على الشبكة، فيفتح عند تلقيه شريطاً صوتياً يأمره بالعمل، حتى لو لم يكن صوت صاحبه! وقد توقع كثير من الخبراء أن تُضيف مايكروسوفت تلك الخاصية، أي التعرّف الصوتي، الى نُظُمها، منذ ما يزيد على عشر سنوات. ويحتاج الكومبيوتر الى"تدريب"على صوت مستعمله، خصوصاً إذا أراد استعماله أثناء أداء مهمات مُعقّدة، مثل الإبحار على الانترنت. "صانع الأفلام لاسطوانات الفيديو الرقمية" ما كادت مايكروسوفت أن تنتهي من حملة اطلاق"فيستا"، حتى واجهت سيولاً من الاحتجاجات على برنامج"صانع الأفلام لاسطوانات الفيديو الرقمية"Windows DVD Maker. ويعتبر تطويراً لبرنامج"صانع الأفلام"Windows Movie Maker، الذي تضمنه نظام"ويندوز اكس بي". وجوبه باعتراض من شركات أميركية كبرى في المعلوماتية والاتصالات والترفيه الرقمي، مثل"ريل نتوركس"وپ"آي بي أم"وپ"نوكيا"وپ"صن مايكروسيستمز"وپ"أدوبي"وپ"أوراكل"وپ"ريد هات"وپ"لينسباير"وپ"أوبرا"وپ"كوريل". واعتبرت تلك الشركات أن ربطه في صلب نظام"فيستا"يُشكّل محاولة من مايكروسوفت للهيمنة على سوق الترفيه الالكتروني. واحتجت تلك الشركات بالمنازلة القضائية حول برنامج"ميديا بلاير"Media Player في نظام"اكس بي" والذي يُشغّل المواد المسموعة والمرئية. وقد افضت تلك المنازلة الى فرض الاتحاد الأوروبي على مايكروسوفت أن تفصل"ميديا بلاير"عن بقية مكوّنات"ويندوز اكس بي". السبب؟ سوق الموسيقى والأفلام والصور باعتبارها فائقة الأهمية، وتُساهم في صنع موادها شركات عدّة، تستعمل تقنيات متنوعة. ولاحظت الشركات المُحتجة أن"ميديا بلاير"لا يتعامل إلا مع المواد التي تتوافق مع تقنية"ويندوز"، ما يُهدد بپ"قتل"المواد غير المتوافقة معه، خصوصاً مع انتشار"ويندوز"على 95 في المئة من كومبيوترات العالم. هل يشهد"ويندوز فيستا"نزاعاً مماثلاً بصدد برنامج"دي في دي مايكر"، خصوصاً بعدما اعتبرته شركة"آبل"تقليداً لبرنامج"تايغر"المُتضمن في نظام"ماك اوس اكس"؟ لننتظر ولنر. القسم العلمي - بالتعاون مع مركز الترجمة في"دار الحياة"