ألوف النيجيريين من النيجر يشدون الرحال كل يوم الى أقصى غرب البلاد لاعتقادهم بأن هناك يكمن خلاصهم. وخلاص سكان النيجر، بالنسبة اليهم، يعني الحصول على أي مبلغ من المال ليستطيعوا به مواصلة العيش. فبلادهم تحتل المرتبة ما قبل الأخيرة على لائحة البلدان الأكثر فقراً في العالم، حسب برنامج الأممالمتحدة للنمو، اذ لا يتجاوز دخل الفرد دولارين يومياً. وفي أقصى غرب النيجر قرب الحدود مع بوركينا فاسو يبدو "الخلاص" ممزوجاً بالعرق والدم، واحياناً بالموت، فعلى عمق عشرات الأمتار يتسابق الباحثون عن الذهب وسط الغبار الكثيف والحرارة التي لا تطاق والظلمة، في تعبئة أوعية البلاستيك بمسحوق لماع يتضمن كمية قليلة جداً من الذهب، لا تتجاوز قيمتها، في معظم الأحيان 15 دولاراً، واحياناً تكون أقل بكثير، بعد اكثر من 8 ساعات من العمل المرهق والمحفوف بالمخاطر. لكن مبلغ 15 دولاراً يشكل "ثروة" بالنسبة الى غالبية سكان النيجر. لذلك نهضت قرب المنجم مدينة من الصفيح وأغصان الشجر، تفتقر الى كل شيء. اذ لا ماء ولا كهرباء ولا طرقات، وفي المقابل مخدرات وكحول وجرائم ودعارة وأوبئة، في مقدمها الايدز. فبدلاً من ان يكون المنجم مصدراً للسعادة تحول مصدراً للبؤس. والطريف في الأمر ان كثيرين استقدموا معهم "مرابطين" سحرة يعتقدون بأنهم يكشفون الغيب، أي غيب الثروة، أو حتى يستقدمون الثروة من دون كبير جهد. لكن، حتى الآن، لا الثروة هبطت ولا أحوال النيجر تحسنت.