بدأت الحاجة المتزايدة الى امتلاك اجهزة كومبيوتر PC اكثر قدرة على الاستيعاب واسرع معالجة للمعطيات تصطدم بارتفاع اسعار المنتجات الجديدة. وقد فكر الخبراء في مركز الابحاث التابع لشركة IBM منذ فترة بإنتاج اجهزة كومبيوتر يمكن تركيبها على غرار لعبة المكعبات، مستفيدين من تقنية المكعبات والالواح "الذكية" كالقرميد المولد للكهرباء انطلاقاً من اشعة الشمس وما الى ذلك. وبالفعل فقد وضع خبراء IBM اللمسات الاخيرة على ما يسمى بالمكعبات الجماعية الذكية القادرة على تحويل عملية بناء مراكز لتخزين المعلومات والمعطيات الى لعبة تركيب المكعبات، وليس مستبعداً ان يحدث هذا الاختراع ثورة حقيقية في عالم صناعة اجهزة الكومبيوتر العملاقة من حيث السرعة والتخزين. تحتوي كل من هذه المكعبات الذكية على مشط من الحسك يبلغ طوله حوالي 20 سنتيمتراً، ويوجد في الداخل 12 قرص ذاكرة يستوعب كل منها 80 غيغا اوكتس من المعطيات، كما تشتمل المكعبات المذكورة على معالج لتشغيل اقراص الذاكرة وبرغوث الكتروني يتولى ارسال الاشارات للروابط التي تصل المكعب بجيرانه. وتشكل هذه الروابط بحد ذاتها تجديداً مهماً على الصعيد التقني حيث يكسو كل وجه من وجوه المكعب 16 وتداً معدنياً تتكيّف مع المكعبات المجاورة بغية تكوين مراكمات صغيرة مهمتها تخزين الطاقة الكهربائية. ان الاشارة الكهربائية المولدة عن احد وجوه المراكم تحدث اشارة مماثلة على الجانب الآخر وهذا ما يتيح للمراكمات جعل المكعبات تتفاعل وتتصل في ما بينها من دون الحاجة الى وصلها بالاسلام والكابلات. ان ما يسمى باللغة التكنولوجية بتجميع السعة قادر على نقل المعلومات والمعطيات بمعدل 3 غيغا اوكتس في الثانية وهو رقم يضاهي سرعة النقل في افضل الألياف البصرية. ولا يستبعد مدير المشروع Menon ان يتمكن من عرض هذا الاختراع وتشغيله تجريبياً قبل نهاية العام الحالي على ان يتخذ الكومبيوتر المكعبات الحجم التالي 3×3×3 مكعبات. وتساوي قدرة هذا البناء الاستيعابية حوالي 25 تيرا أوكتس ما يعادل محتويات مكتبة الكونغرس الاميركي. وينطوي هذا الاختراع الى جانب الادماجية او التراصية على ميزة الحشو التي يعلق عليها المهندسون اهمية خاصة، فاذا ما طرأ عطل في احد المكعبات تقوم شبكة الاتصالات في ما بين المكعبات الاخرى بالقفز على هذا الحاجز اي العطل، كما يسمح نظام التخزين في هذا الكومبيوتر الجديد بالاحتفاظ بنسخة من محتويات قرص الذاكرة في اكثر من مكعب، مما يعني ان حدوث عطل في الجهاز لا يؤدي الى اتلاف او محو المعطيات المحفوظة في ذاكرة الكومبيوتر. ويؤكد مخترعو هذا الجهاز ان هذا النظام يتحمل الاعطال المتعددة على مدى السنين، بمعنى آخر ان هذا الجهاز لا يحتاج الى تصليح الا اذا اقتضت الضرورة ذلك ويستطيع الاستمرار في العمل حتى ابداله بإنتاج جديد اكثر تطوراً. ويعترف مصممو هذا الجهاز انه لا يشتمل على حسنات فقط فهو يعاني من صعوبة التبريد بسبب انعدام التماس بين الهواء والمكعبات المركزية. ويحاول الخبراء تطويق نقطة الضعف هذه بوضع شبكة من الانابيب تضخ الماء عبر هذه المكعبات لتبريد الحرارة، ولكن اذا ما تعطلت هذه المضخات او توقفت فإن الجهاز بكامله يصاب بالشلل. ومع ذلك يبدو مدير المشروع متفائلاً جداً حيال مستقبل هذا الاختراع بحيث لا يقتصر استخدامه على تخزين المعطيات بل يتعداه الى صنع اجهزة الكومبيوتر PC بعد تزويد هذه المكعبات بمجموعة من المعالجات. ويمكن تطوير هذه الآلات بتركيب المكعبات الذكية الواحد فوق الآخر مما سيضع حداً لعملية تبادل المعلومات بين المعالجات ووحدات الفترة اللازمة كي تنتقل الاشارة من قطعة الى اخرى داخل جهاز الكومبيوتر بغية ايصال المعطيات مما يعني ان فاعلية الجهاز ستزداد على صعيدي السرعة والقدرة الاستيعابية على نحو منقطع النظير.