اذا كان لكل ميدان بهلوانه فان بيل غيتس يستحق بجدارة لقب بهلوان المعلوماتية وساحرها، فهو لا يخرج على العالم بجديد، الا وفي جعبته اكثر من مشروع اختراع نضج ودخل فعلاً كواليس المختبرات. ولا ادل على ذلك من وصفه اجهزة الكومبيوتر الحالية بالجمود والعقم خلال افتتاح معرض Comdex في لاس فيغاس حيث قدم نظام التشغيل الجديد Windows XP واكد في الوقت ذاته ان هذه الاجهزة ستصبح رائعة خلال عقد من الزمن على ابعد تقدير. اما الترجمة العملية لهذه التصريحات فهي المشروع الذي بدأته مجموعة مايكروسوفت الخاص بتطوير نظام للتفاعل الطبيعي بين جهاز الكومبيوتر ومستخدمه والمعروف باسم Natural User Interface وهو التحدي الجديد الذي يقارعه غيتس بتجنيد 600 باحث في مختبرات مايكروسوفت تتراوح اختصاصاتهم بين الاحصاء والمعلوماتية والميكيانيك والالكترونيات وحقل دلالات الالفاظ ومنطق التشغيل بهدف تمكين المستهلك من التواصل والتفاعل مع جهاز الكومبيوتر ومواقع الانترنت بطريقة عفوية وبسيطة، سواء تعلق الامر بتشغيل البرامج وتلقين الذاكرة بالمعلومات والحصول مثلاً على معلومة ما او اية وثيقة من محتويات الملف المحفوظة في جهاز الكومبيوتر او مجرد ترك ملاحظة سريعة على بعض الوثائق والابحار السريع على احد مواقع الانترنت، وكل ذلك من دون الاستعانة باللوحة الرقمية او الفأرة. ويرى الخبراء المختصون ان الكلام سيصبح الموجه الاساسي لتخاطبنا وتفاعلنا مع اجهزة المعلوماتية خلال السنوات الخمس المقبلة، والدليل ان برنامج Word XP فيما يتعلق بمعالجة النصوص سجل خطوة متقدمة في هذا المجال في نسخته الناطقة بالانكليزية غير ان التأخر الذي تعاني منه البرامج الناطقة بلغات اخرى لن يدوم طويلاً، والسبب حسب اعتقاد الخبراء، ان المعدات والبرامج التي ستخلف Windows XP وجهاز كومبيوتر الجيب PC واجهزة الهواتف النقالةStinger وبرامج Windows الخاصة بالانترنت ستستفيد من تقنيات متقدمة وبما ان نظام التعرف الصوتي لم يعد كافياً في هذه المعدات فإن الآمال معقودة اليوم على تمكين هذه المعدات من فهم الجمل البسيطة، لكن النتائج لن تكون مرضية نسبية الا اذا تركز الحوار على حقل معين من الاختصاصات واقتصر على عدد محدود من الالفاظ والمفردات كما هو الحال في البوابة الصوتية Neurosoft. وفي موازاة الكلام والدلالات اللفظية تسبر مجموعة مايكروسوفت طرقاً اخرى لنظام التفاعل او الاتصال الطبيعي وقد بدأت بالتطبيق الفعلي لاختبار طريقها على كومبيوتر جيب من انتاج كاسيو او كومباك او ساجيم اشبعته بالبرامج فتحول من جهاز عادي جداً الى آخر ذكي بمجرد تزويده ببعض اللواقط الالكترونية وبات باستطاعته التعرف الآلي على الاتجاه الذي يحمله به صاحبه فيقوم على الفور بتغيير وجهة عرض محتويات الصفحة واذا ما نحت الصفحة نحو الميلان النسبي فان صفحة اكسيل تنزل الى اسفل او تصعد آلياً الى ان تأخذ الوضع الصحيح. اما اذا قام المستخدم بمشاهدة صورة على شاشة كومبيوتر الجيب PC وانتهى به الامر بعد تقريبها وابعادها الى وضع الجهاز على اذنه فان الاخير يتحول فوراً الى وظيفة الهاتف منتظراً ان يسمع اسم الشخص الذي يرغب الاتصال به. ان هذه الوظائف ستجتمع في المستقبل القريب في كومبيوتر الجيب وفي اللوح الالكتروني Kezaka الذي يتألف من شاشة لمسية بحجم الورقة العادية وتعمل كأي جهاز كومبيوتر بفضل قلم خاص يقوم بتحويل كل ما تتم كتابته على الورقة الى جهاز الكومبيوتر مطبوعاً، كما ان هذا القلم قادر على التعرف على خطوط الاشخاص وتواقيعهم. ويعكف الباحثون حالياً في مختبرات مايكروسوفت على اختبار برامج لانتقاء بعض الكلمات من مخطوطة يدوية على اللوح الالكتروني وتحويلها الى الخط الغامض او تسطيرها وتصحيحها و كل ذلك بواسطة الصوت. يبقى ان الجهاز الاول الذي سيفتتح المهرجان هو لوح PC من انتاج توشيبا في الاشهر الاولى من العام المقبل.