المعروف أن الدم يحتوي على خلايا حمراء، في قلبها مادة بروتينية تسمى ب"خضاب الدم" هيموغلوبين تتولى مهمة نقل الاوكسجين الى أنحاء الجسم. في الحالة العادية يبقى خضاب الدم في حدود ثابتة متعارف عليها، وعند نزوله أي الخضاب عن حد معين عندها يقال ان الشخص مصاب بفقر الدم. والأمهات الحوامل كثيراً ما يعانين من فقر الدم نتيجة ضخ الجنين للحديد والفيتامينات من الأم فهو أي الجنين سيأخذ حاجته منه شاءت الحامل أم أبت لأنه بحاجة ماسة اليه من أجل صنع الكريات الحمراء الخاصة به خلال فترة الحمل. يزداد حجم مصل الدم عند الحامل بمعدل 50 في المئة، بينما تزداد الكريات الحمر بنسبة 25 في المئة، الأمر الذي يقود الى هبوط نسبة خضاب الدم في الكريات التي تبلغ ذروتها في الاسبوع ال24. ان هذه التبدلات الفيزيولوجية تعرض الأم الحامل للاصابة بفقر الدم الذي يتظاهر بالعوارض الآتية: شحوب الوجه اللافت للنظر. التعب والارهاق. نقص الشهية للطعام. صعوبة التنفس. الدوخة. زيادة ضربات القلب. الصداع وآلام الصدر في حالة فقر الدم الشديد. يحدث فقر الدم الحملي لسببين رئيسيين هما: نقص الحديد، ونقص الفيتامين حامض الفوليك. ان فقر الدم بنقص الحديد غالباً ما يحدث لدى النساء اللاتي دخلن حملهن وهن يعانين من شح في مخزون الحديد نتيجة توافر أجواء مناسبة مثل النزوف الطمثية الغزيرة، أو الحمول المتكررة من دون استراحة، أو بكل بساطة نتيجة تناول أطعمة فقيرة بالحديد. ان فقر الدم بنقص الحديد يؤدي الى تشكل كريات حمر صغيرة ناقصة الخضاب. ويتم علاج فقر الدم بنقص الحديد بناء على الآتي: 1- تناول أغذية غنية بالحديد وأهمها الكبد، أصداف البحر، اللحوم، الحبوب، البقول، الأسماك. 2- تناول الخضار والفواكه الغنية بالفيتامين "ث" الذي يسهل ويساعد على امتصاص الحديد من قبل الأمعاء. 3- تناول أدوية الحديد. أما فقر الدم بنقص حامض الفوليك فتنتج عنه كريات حمر كبيرة الحجم ناقصة الخضاب. ان احتياجات الحامل من حامض الفوليك تصل الى الضعف خلال فترة الحمل، إذ تقفز من 400 ميكروغرام الى 800 ميكروغرام، ويمكن للحمل التوأمي، وسوء الامتصاص المعوي، والأدوية المضادة للصرع، والأمراض الانتانية الحادة، أن تزيد الطين بلة فتعجل في استيطان نقص حامض الفوليك في الجسم. على الحامل أن تتحاشى نقص فيتامين حامض الفوليك لأن العواقب الناتجة عنه على الجنين وخيمة جداً، فنقصه يخلف وراءه تشوهات عقلية وعصبية خصوصاً الاصابة المعروفة باسم "الشوك المشقوق"، لهذا فالمتعارف عليه حالياً هو تزويد الحامل بالفيتامين منذ بداية الحمل لا بل قبل ذلك، أي قبل حدوث الحمل. يتواجد حامض الفوليك في أغذية كثيرة، منها: - بعض أنواع الخميرة. - رشيم القمح والنخالة. - فول الصويا. - الجوز والبندق والذرة. - الخضار الورقية الخضراء. - الفول السوداني. - عصير البرتقال. - الكبد وصفار البيض. - الجبنة. يبقى أن نعلم ناحية مهمة هي أن طبخ الغذاء وتخزينه يؤديان الى دمار القسم الأعظم من حامض الفوليك ان لم يكن كله