الفتيامين ب 9 هو الاسم الذي يطلق على حامض الفوليك، وهذا الأخير مشتق من الكلمة اللاتينية"فوليوم"، وقد استطاع البحاثة عزله للمرة الأولى عام 1941 من أوراق السبانخ، وحامض الفوليك هو فيتامين ينحل في الماء ويمتصه الجسم من الامعاء الدقيقة ليذهب بعدها الى الدم، ومنه الى الكبد واعضاء اخرى حيث يخزّن، ولكن هذا الاحتياطي لا يكفي إلا لأشهر ضئيلة، من هنا ضرورة التزود به في شكل منتظم ومستمر. يدخل الفيتامين ب 9 في عدد من التفاعلات الاستقلابية المهمة التي تجري في الجسم، فهو يعمل كمساعد انزيم لصنع المادة الوراثية، ويشارك جنباً الى جنب، مع أخيه الفيتامين ب 12، في صنع الهيموغلوبين خضاب الدم في الكريات الحمر، والى جانب هذا وذاك، فهو يسهر على صحة الجهاز العصبي والانبوب الهضمي، ويساهم في صنع عدد من النواقل العصبية الدماغية، خصوصاً السيروتونين الذي يتحكم بالمزاج والنوم والشهية. ان نقص الفيتامين ب 9 شائع جداً، بل هو الأكثر شيوعاً في العالم بين الفيتامينات، والعوز بهذا الفيتامين يلحق ضربة قوية بوظائف الخلايا، ويؤثر في النمو الطبيعي، وأكثر الخلايا تأثراً بنقص الفيتامين ب 9، هي خلايا الجهاز التناسلي. ان نقص حامض الفوليك ينتج عنه الاضطرابات الآتية: - زيادة خطر التعرض للاصابة بالتشوهات الخلقية العصبية. -حدوث فقر الدم بسبب الخلل الطارئ في الكريات الحمر التي لا تقدر على اداء واجبها كاملاً في نقل الاوكسجين. -الاصابة بالتعب، والانهاك والضعف العام، والنزق والعصبية وحصول التشنجات العضلية. - ظهور مشكلات قلبية. - المعاناة من اضطرابات عصبية. أما عن الناس الأكثر تعرضاً لخطر نقص الفيتامين ب 9 فهم: 1-النساء الحوامل. 2-الاشخاص الذين يعانون من سوء التغذية. 3- المدخنون والمدمنون على المشروبات الروحية. 4- المتقدمون في السن، وهؤلاء إما أنهم لا يأكلون جيداً، أو انهم يعانون من مشكلات على صعيد الامتصاص في الامعاء، أو لكثرة ما يتناولون من العقاقير التي تؤثر في شكل أو بآخر في امتصاص الفيتامينات. 5- الناس المصابين بانتاج مفرط لكريات الدم الحمر. 6- الأفراد الذين يعانون من نقص في الفيتامين ب 12. لماذا يعتبر الفيتامين ب 9 مهم للحوامل؟ ان الفيتامين ب 9 ضروري للغاية في بداية الحمل، لأنه يشرف على انقسام الخلايات الجنينية وتكاثرها، وتكوّن الاعضاء عنده، خصوصاً تشكل الانبوب العصبي الذي يعطي في ما بعد الدماغ والعمود الفقري في الأسابيع الأولى للحمل. لقد ثبت علمياً أن نقص حامض الفوليك عند الحامل يعرض جنينها الى الاختلاطات الآتية: الإصابة بالشوك المشقوق أو الشق الظهري، عدم التحام القحف، وغياب الدماغ كلياً، من هنا ضرورة اهتمام الحامل بأخذها ما يكفيها يومياً من الفيتامين ب 9، والافضل من هذا هو تشحن الحامل جسمها بهذا الفيتامين حتى قبل وقوع الحمل بفترة، لتجنب أي خطر من ناحية نقص الفيتامين. على صعيد آخر، فان الدراسات الحديثة كشفت ان للفيتامين ب 9 أهمية في الحماية من بعض الامراض: - أشارت دراسات عدة الى فائدة الفيتامين ب 9 في الوقاية من حدوث تشوهات وتحولات خلوية تقود الى سرطان عنق الرحم. - بين الباحثون من جامعة بوسطن الاميركية أن المستوى المتدني من حامض الفوليك يرفع من مادة الهيموسيستيئين في الدم، وبالتالي الى زيادة فرص التعرض للحوادث القلبية الوعائية. - لاحظ علماء من جامعة هارفارد أن شاربي الكحول الذين يعانون من نقص الفيتامين ب 9 هم أكثر اصابة بسرطان القولون بمعدل ثلاث مرات مقارنة بغيرهم. - حصل فريق طبي من جامعتي اوكسفورد وبيرجين هولندا، على مؤشرات تفيد بأن قلة الوارد بالفيتامين ب 9 يقود الى ارتفاع نسبة زيادة داء الزهايمر. أخيراً، أن أهم مصادر الفيتامين ب 9 هي: خميرة البيرة، الكبد، السبانخ، البقول الجافة، الخضار الورقية الخضراء، البندق والجوز.