كشف السفير فوق العادة ومفوض كوبا في السعودية لوريانو رودريغز كاسترو، أن بلاده تسعى إلى تطبيق سياسة اقتصادية جديدة تخفض موازنة الحكومة وتحفز القطاع الإنتاجي والاستثمارات الخارجية وتقلل الواردات موضحاً أن بلاده تكبدت 975 بليون دولار خسائر جرّاء الحصار الأميركي لبلاده على مدى 50 عاماً. وقدر في مؤتمر صحافي عقده في الرياض أمس، السيجار الذي يشتريه السعوديون من كوبا بشكل مباشر بمليون دولار، موضحاً أن هناك مساعٍ لزيادة التبادل التجاري بين البلدين، وأن «وفداً من وزارة الزراعة السعودية قام بزيارة لكوبا منتصف شهر أيار (مايو) الماضي لدراسة إمكان الاستثمار في الزراعة»، رافضاً إعطاء أي تفاصيل أكثر حول هذه الزيارة. ويبذل رودريغز مساعي حثيثة لتعزيز التعاون المشترك بين السعودية وكوبا إذ التقى أخيراً وزير الصحة السعودي الدكتور عبدالله الربيعة، وقال عن هذا الاجتماع: «تناقشنا في أمور عدة، لدينا مواطنون على درجة عالية من التأهيل الأكاديمي وعرضنا الاستفادة من قدراتهم وإمكاناتهم في المجال الطبي ومن بينهم الممرضات، إضافة إلى أننا تناقشنا في أمور أخرى عدة». ولفت إلى أن هناك 60 سعودياً قاموا بزيارة سياحية إلى كوبا، مؤملاً أن يزيد العدد في المرحلة المقبلة بعد وجود تمثيل ديبلوماسي رسمي للسعودية في هافانا، قائلاً: «الآن هناك ممثل ديبلوماسي سعودي في هافانا وهذا بلا شك يمنح الراغبين في السياحة في كوبا المزيد من الطمأنينة لوجود مرجعية ديبلوماسية، وأعتقد أن هناك زيادة متوقعة في عدد السياح في المرحلة المقبلة». وأضاف السفير متحمساً لزيادة التبادل التجاري بين السعودية وبلاده: «كوبا اشترت من السعودية معدات الري والأسمدة وغيرها من المنتجات، والسعودية لديها العديد من الفرص للاستثمار في كوبا في إنتاج التكنولوجيا الحيوية والسياحة والزراعة وغيرها، وبإمكان كوبا أن تكون مقصداً سياحياً للمواطنين السعوديين بسبب مناخها الرائع وحسن الضيافة والأمن». وهاجم السفير الكوبي الحصار الذي تطبقه الولاياتالمتحدة على بلاده، وقال إنه «أثّر بشكل كبير في التبادل التجاري مع مختلف الدول»، موضحاً أن التعقيدات المتعلقة بمعاقبة أي جهات تتعامل مع كوبا أدى إلى صعوبة التعاقدات والتعامل التجاري مع مختلف الأطراف الراغبة في ذلك، ضارباً المثل بإلغاء شركة «باي بال إي باي» إرسال صندوق مالي إلى فريق الدعم الكوبي في أيرلندا لحساب كوبا والموجه لجمع التبرعات لهايتي بعد الزلزال، إضافة إلى إلغاء الشركة نفسها حسابات أكثر من 16 شركة ألمانية كانت تبيع المنتجات الكوبية من خلال الإنترنت. وتابع: «الحصار أثر في مجالات عدة منها الإنسانية إذ لم تتمكن كوبا من توفير العلاج المعتاد للأطفال والشباب الذين يعانون من أورام العظام الخبيثة وذلك بسبب أن الأجزاء الاصطناعية القابلة للتمديد والتي يتم استخدامها لاستبدال أجزاء العظام في جراحة الأورام تباع من الشركات الأميركية التي يحظر عليها القيام بأعمال تجارية مع كوبا». واستطرد: «الحصار يشكل عقبة رئيسية أمام التنمية في كوبا، وخسرت كوبا 975 بليون دولار على مدى 50 عاماً من الحصار الأميركي، ولابد للولايات المتحدة أن ترفعه من جانب واحد من دون تأخير، لأنه ينتهك القانون الدولي وميثاق الأممالمتحدة وقواعد التجارة الدولية، فهذا الحصار هو سياسة أحادية الجانب وغير أخلاقي والكل يرفضه سواءً المجتمع الدولي أو حتى الشعب الأميركي في الداخل». ولفت إلى أن كوبا ستقوم بتقديم مشروع قرار بضرورة إنهاء الحصار الاقتصادي والتجاري والمالي الذي تفرضه الولاياتالمتحدة على بلاده، قائلاً: «أميركا تكرر الأكاذيب ضد كوبا بشكل متكرر ودائم ونأمل في دعم السعودية والدول العربية والخليجية خصوصاً في ظل العلاقة الوطيدة التي تربط بين كوبا وهذه البلدان، فكوبا قدمت دعماً تاريخياً للقضية العربية الفلسطينية».