وصف سفير كوبا لدى تونس غابريال تيال كابوت الحصار الذي تفرضه أميركا على بلاده منذ نحو 48 عاما ب»المحرقة».وقال الديبلوماسي الكوبي خلال مؤتمر صحافي عقده في تونس، إن هذا الحصار جعل كوبا معزولة عن العالم، ولا تستطيع توفير سبل الحياة لشعبها من دواء أو غذاء، وهي مضطرة لاستيراد تلك المواد الضرورية بأضعاف أسعارها الحقيقية. وأشار إلى أن هذا الحصار كلف بلاده خسائر تقدر بنحو 96 مليار دولار، كما ساهم بشكل كبير في عرقلة نمو البلاد، وتطوير اقتصادها لتلبية حاجيات سكانها، وبخاصة في المجالات الصحية، والزراعية. وتفرض الولاياتالمتحدة الأميركية حصارا ماليا وتجاريا شاملا على كوبا منذ العام 1962 بذرائع متعددة منها «انتهاك حقوق الإنسان»، و»دعم الإرهاب». غير أن الديبلوماسي الكوبي رفض بشدة هذه الذرائع، وقال إن إمعان واشنطن على الإبقاء هافانا على القائمة الدول التي تعتبرها أمريكا داعمة للإرهاب «دليل على سعي واشنطن لاستمرار الحصار»، لا سيما وأن الجميع يعرف بأن كوبا كانت دائما ضحية للإرهاب، وبخاصة منه «إرهاب الدولة الذي تمارسه أمريكا علينا». وانتقد غابريال تيال كابوت عدم التزام الرئيس الأميركي باراك أوباما بتصريحاته السابقة التي أشار فيها إلى أنه سيعمل على تخفيف الحصار المفروض على كوبا. وقال إن أميركا في عهد أوباما لم تغير شيئا من إجراءات الحصار المفروض، بل أنها أصبحت تتعقب المبادلات التجارية بين كوبا وباقي الدول وتعمد إلى معاقبة الشركات التي تتعامل مع هافانا. واعتبر أن الإدارة الأميركية الحالية لا تريد تغيير سياساتها تجاه كوبا وهي أيضا لا تحترم قرارات الأممالمتحدة تماما مثل بقية الإدارات الأميركية السابقة، وهي بذلك تريد تحويل الحصار إلى «إبادة جماعية» للشعب الكوبي بالجوع والمرض. ولكن الديبلوماسي الكوبي أكد في المقابل أن أهداف الإدارة الأمريكية من وراء استمرارها في هذا الحصار الظالم، «ستفشل»، حيث تمكنت بلاده رغم ذلك من تحقيق إنجازات متعددة شملت مختلف الميادين، داعيا في الوقت نفسه المجموعة الدولية إلى الضغط بكل الوسائل على الإدارة الأميركية لإنهاء هذا الحصار» الجائر».