اختار الرئيس جورج بوش مسؤول دائرة جنوب شرقي آسيا والشرق الادنى وشمال افريقيا في مجلس الامن القومي زالماي خليل زاد، الافغاني الاصل، موفدا خاصا الى افغانستان التي احيط وصوله اليها بضجة اعلامية كبيرة. درس خليل زاد المولود في مزار الشريف العلوم السياسية في لبنان ثم في الولاياتالمتحدة، واصبح استاذا لهذه المادة في جامعة شيكاغو الاميركية قبل ان يتحول ديبلوماسيا محترفا في 1985، ويعين مساعدا لنائب وزير الدفاع في عهد الرئيس بوش الاب. وقد انضم لاحقا الى معهد ابحاث "راند كوربوريشن" المتخصص في شؤون الدفاع ثم اصبح عضوا في فريق وزير الدفاع دونالد رامسفيلد الانتقالي، لينتقل الى منصبه الحالي في البيت الابيض الذي جعل منه المساعد الرئيسي لمستشارة الامن القومي كوندوليزا رايس للمنطقة الممتدة من المغرب الى افغانستان. وفي موازاة نشاطه الرسمي كان خليل زاد يعمل مستشارا مدفوع الاجر لشركة "يونوكال" النفطية المتعددة الجنسيات وشارك في محادثات مع مسؤولي حركة "طالبان" حول مشروع لمد خطي انابيب للنفط والغاز من تركمانستان مرورا بالاراضي الافغانية الى ميناء كراتشي الباكستاني. وفي العام 1997 عندما وصفت وزيرة الخارجية الاميركية السابقة مادلين اولبرايت نظام "طالبان" الذي استضاف اسامة بن لادن وتنظيمه "القاعدة" بانه ينتهك حقوق الانسان، انبرى خليل زاد للدفاع عن الحركة المتشددة وكتب في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" ان "طالبان لا تمارس اصولية معادية للولايات المتحدة مثل تلك التي تمارسها ايران المجاورة". واضاف: "يجب ان نكون مستعدين للاعتراف بنظام كابول وتقديم مساعدات انسانية اليه وتشجيع الاستثمارات الدولية على المساعدة في اعادة بناء افغانستان". وبعد نسف سفارتي الولاياتالمتحدة في كينيا وتنزانيا في 1998 غيّر خليل زاد قناعاته ونشر مقالا في شتاء العام الفين في الدورية المرموقة "واشنطن كوارترلي" حدد فيه ما أصبح في ما بعد اساسا للسياسة الاميركية في افغانستان. ينتمي خليل زاد الى الجناح اليميني في الادارة الاميركية وهو عمل بشكل وثيق مع نائب وزير الدفاع الحالي بول وولفوفيتز الذي يدعو بشدة الى توسيع الحرب الاميركية على الارهاب لتشمل العراق ودولا اخرى.