حسناً فعلتم في تخصيص غلاف "الوسط" العدد 519 حول التصعيد العسكري بين الهندوباكستان، والذي اختزل عنوانه "القنبلة الاسلامية تحت الرقابة الاميركية" حجم المخاطر التي تدفع بمنطقة شبه القارة الهندية الى حدود الدمار والكارثة العسكرية التي ما فتئت تطل برأسها بين الحين والآخر بين نيودلهي واسلام آباد. وعلى رغم التدخلات الدولية لنزع فتيل الانفجار في كل مرة والتي يذهب عند أية مواجهة فيها عشرات القتلى من الأبرياء، الا ان العاصمتين ظلتا مصرتين على سباق القوة العسكرية. فالهند شبه قوة عظمى في المنطقة، محصنة بالأعداد السكانية الكثيفة والمراس العسكري طويل الأمد، فيما تكاد باكستان الوليدة تهجس خطر امحاقها على يد الساسة الهنود، فعجلت بناء ترسانتها النووية، ونجحت في خلق توازن استراتيجي معقول، ولا أقول حاسم. فالهند تمثل ثقلاً تاريخياً واقتصادياً وجغرافياً على الرقعة الباكستانية، خصوصاً ما بدا واضحاً خلال حرب افغانستان، فالدعاوى الهندية الضاغطة في شأن تفكيك المنظمات الارهابية، تعكس خطاباً يُقلد مثيله الاميركي أو الغربي، فيبدو ان موضوع تهديد أي نظام اسلامي بعد انفجارات 11 ايلول سبتمبر لا يتحقق الا في الاصرار على تلك المنظمات والارهاب، وهذه المنظمات الاسلامية على غرار الحركة الداعية لاستقلال كشمير تحولت الى منظمات مشبوهة، لا يكفي اميركا أو الهند أو غيرهما اعتقال عناصرها أو تصفية قياداتها، فلا بد من ان يكون الثمن بعد 11 ايلول اكثر من رؤوس المعارضات، وهي الآن تطال المحركين الفعليين لسياسات دول وأنظمة. التصعيد الهندي - الباكستاني يؤشر الى ان مرحلة حاسمة بدأت تطل برأسها في المنطقة، وهي ليست بعيدة عن عواصمنا العربية، فهل أعددنا خططنا واستراتيجياتنا العربية لمواجهة مخاطرها وتداعياتها؟ أيمن عبدالهادي شمس باريس - فرنسا