اختارت "لجنة التنشيط السياحي" في منطقة عسير، مجموعة من الرواد الذين ساهموا بمنجزاتهم في تنمية البرامج المتعلقة بمستقبل السياحة في هذه المنطقة الجبلية من السعودية. وبين الذين وقع عليهم الاختيار لتسلم جائزة "المفتاحة" عبدالرحمن بن أحمد المفرح، مؤسس نادي تدريب الفروسية في أبها. وسلمه أمير منطقة عسير خالد الفيصل الجائزة وسط احتفال حضره أكثر من ألف مشارك. ونوّه الأمير خالد بالدور المتقدم الذي لعبه صاحب فكرة "نادي الفرسان" باعتباره الباعث لنهضة النادي الذي يضم شريحة كبيرة من الشبان المنتظمين بقواعد الفروسية وأساليبها الرياضية. واطلق الأمير خالد الفيصل اسم "المفتاحة" على الجائزة نسبة الى اسم قرية "المفتاحة" التي تعتبر موقعاً نموذجياً للسياح. كذلك اختار عدداً من قرى منطقة عسير لكي يصنفها مراكز مميزة تحتضن جزءاً من التاريخ القديم للمملكة. وبين هذه المراكز قرية الحبلة التي أخذت اسمها من الوسيلة التي كان يستعملها سكانها القدامى للوصول اليها عن طريق استخدام "الحبلة" أي الحبل. ذلك ان القرية تقع في قعر واد سحيق، وهي محاطة بقمم شديدة الانحدار يتعذر النزول اليها أو الصعود منها بسبب عدم وجود طرقات. وأمر الأمير خالد الفيصل بضرورة ايصال خط "التلفريك" اليها لتسهيل انتقال الأهلين اليها وكذلك السياح. وهكذا نمت هذه القرية المعزولة، وأصبحت قبلة الزوار من داخل المملكة وخارجها. وانسجاماً مع الحملة السياحية الواسعة التي تقوم بها الحكومة السعودية لتنشيط السياحة الداخلية، قام عبدالرحمن المفرح بتأسيس ناد للفروسية. ومع أنه يعمل في ادارة الأعمال لإحدى الشركات التجارية، إلا أن حماسه لفكرة النادي شجعه على تخطي عقبات التنفيذ. واختار عبدالرحمن الصيف السابق - أي آخر صيف للقرن العشرين - لكي يعلن موعد الافتتاح. وحظي النادي بدعم المسؤولين، خصوصاً انه أضاف الى منطقة عسير، مؤسسة جديدة للنشاط الرياضي. والطريف انه خلال مدة قصيرة استقطب النادي عدداً كبيراً من الشبان الراغبين في الانضمام الى صفوف التدريب والاستعراض. إثر افتتاح النادي رسمياً أجرى المؤسس اتصالا بالمسؤولين داخل الاتحاد السعودي للفروسية، وذلك بهدف ضم النادي للاتحاد العام. وبعدما أجرى فريق من المراقبين الاختصاصيين معاينة كاملة لنشاطات النادي، اعلن تسجيله رسمياً في عضوية "الاتحاد السعودي للفروسية". في حديث ل"الوسط" اختصر مؤسس النادي ورئيسه الأهداف الأساسية على الشكل الآتي: أولاً - ان يكون النادي مركزاً لتدريب الفروسية وتعليم فنونها وأصولها. ثانياً - ان يكون النادي مركز تعليم لطلاب المعاهد المختلفة بحيث تتم الزيارات الدورية ويصار خلالها الى تقديم شرح واف عن الفروسية كرياضة قديمة وعريقة. ومن المؤكد ان هذه الحلقات الثقافية شجعت ادارات المدارس على تكثيف الزيارات المفيدة. ثالثاً - ان يكون النادي مركزاً ممتعاً للزوار الذين يأتون من خارج المنطقة حيث تتسنى لهم مشاهدة الاستعراضات الخاصة بالفروسية، والتعرف الى مهارات الأداء التي يقوم بها المدربون والمتمرنون. اضافة الى هذا، فإن ادارة النادي قامت بتنظيم رحلات على الخيل عبر جبال عسير حتى منتزه "الهضبة". ولقد لاقت هذه الرحلات استحسان المصطافين الذين وفرت لهم فرصة التعرف الى منطقة جبلية ترتفع عن سطح البحر مسافة ثلاثة آلاف متر. وبسبب الشبه الذي تحمله جبال أبها لجبال لبنان، اطلقت الامارة اسم "لبنان" على أجمل أحيائها. ولقد شارك النادي في مختلف النشاطات السياحية التي قدمت ضمن برنامج عروض الفروسية. ويقوم عادة فرسان نادي أبها بالاشتراك مع فرنسان "نادي الخيل" في مدينة الملك فيصل العسكرية، بتقديم استعراضات للجمهور، كمهارة استخدام الرمح في التقاط الهدف عن الأرض، ومهارة تدريب الخيل على أداء حركات طريفة