لم أكن في حياتي من هواة قراءة الروايات، خصوصاً العربية منها، ولم أكن أفهم لماذا تثور أحياناً ضجة مع صدور رواية لهذا الروائي أو ديوان شعر لهذا الشاعر. كنت أقرأ اسم أحلام مستغانمي أحياناً، مقروناً بوصفها بالكاتبة الجديدة الجريئة. لكنني لم أكن أعرف مكمن جرأتها الى أن قرأت الحديث المنشور معها في "الوسط" العدد 495 في 23/7/2001 وهو حديث ممتع وشيّق أكد لي مرة أخرى انها ليست فقط كاتبة جريئة بل انسانة من قماشة أخرى. وهل يمكن إلا تكون الكاتبة الجريئة انسانة أولاً من قماشة مختلفة؟ إنها تقول في حديثها الى "الوسط" انها لا تفهم شيئاً من مسألة رواج كتبها وأنها نسيت ما كتبت. وتعترف بأنها لا تبحث عن شيء ولا تركض وراء شيء. وتصل الى أقصى حدود التواضع عندما تقول "حتى الآن لا أعرف إذا كنت كاتبة أو لا" وهل أرقى من هذه الشفافية التي يفتقر إليها كثيرون من المثقفين العرب أو من مدعي الثقافة؟ تساءلت وأنا أقرأ حديث السيدة أحلام، كم عدد النساء في العالم العربي اللواتي وصلن الى هذه المرحلة من النضج والثقافة؟ وكم عدد النساء اللواتي ينشرن كتباً وكم عدد النساء اللواتي يقتنين كتباً؟ وتساءلت عن السبب أو الأسباب وبحثت طويلاً، فلم أجد إلا الرجل، فهو المسؤول عن عدم تحفيز المرأة على تحقيق نفسها من خلال المعرفة التي تبدأ أولاً في المنزل. وفي المنزل من هو الآمر الناهي؟ من هو المسؤول الأول غير الرجل. عارف أحمد الديك دبي - الإمارات