ما هو الشيء المشترك الذي يجمع بين الفول واللحم؟ البروتينات، فكلاهما غني بها، وبسبب ذلك يطلقون على الفول اسم "لحم الفقير". و"لحم الفقير" هذا عرفه الانسان منذ أقدم العصور حتى أن الرومان كانوا يُضفون عليه صفة "القدسية" ويستخدمونه في احتفالاتهم الدينية. والفول كان وما يزال الركيزة الأساسية للتغذية عند سكان حوض البحر الأبيض المتوسط نظراً الى ما يتمتع به خصوصاً الفول اليابس من قيمة غذائية. ويحتوي الفول على نسبة جيدة من البروتينات، ومع ذلك لا يجب الاعتماد عليه فقط للتغذية بشكل دائم لأن بروتينات الفول تفتقر الى بعض الأحماض الأمينية الأساسية التي تتوافر في اللحم والبيض فقط، فهذه الأحماض لا يقدر الجسم على تصنيعها ولهذا لا بد له من توفيرها من مصادر خارجية لتأمين احتياجاته الضرورية منها. وإذا كان بعضهم يعتمد على الفول كوجبة أساسية ورئيسية بشكل دائم ومستمر فنصيحتي الى هؤلاء أن يضيفوا الجبن الى وجباتهم من أجل مد الجسم بما ينقصه من الأحماض الأمينية غير المتوافرة في الفول. والفول فقير بالمواد الدهنية، وهو لا يحتوي على الكوليسترول بتاتاً، ويعتبر من أهم الأغذية المخفضة للكوليسترول في الجسم هذا ان لم يكن أفضلها على الاطلاق. فالفول غني بالألياف التي تعمل على حجز مادة الصفراء مادة تفرزها الكبد المشحونة بالكوليسترول فتحول بذلك دون امتصاصه من الأنبوب الهضمي وتراكمه على جدران القلب والأوعية الدموية، ان أكل حصة واحدة يومياً من الفول ولمدة اسبوعين تكفي لخفض الكوليسترول بنسبة تعادل 10 في المئة وهي نسبة ممتازة خصوصاً إذا علمنا بأن خفض الكوليسترول بمعدل واحد في المئة يساهم في خفض نسبة الأمراض القلبية الوعائية بمعدل 2 في المئة. والفول وعلى الأخص اليابس خير معين للمصابين بالداء السكري، إذ انه يسمح لهم بالحصول على مستوى ثابت لسكر الدم وعدم تأرجحه صعوداً وهبوطاً، والفضل في ذلك يعود الى احتواء الفول على السكريات المعقدة التي يمتصها الجسم ببطء، وهذا ما يساهم في وصول الغلوكوز الى الدم رويداً رويداً وليس دفعة واحدة كما هو الحال مع السكاكر البسيطة التي يهضمها الجسم بسرعة ويمتصها بسرعة وهذا ما يخلق نوعاً من البلبلة في الحفاظ على مستوى السكر في الدم. والفول يزود الجسم بكميات لا بأس بها من الفيتامينات ومنها الفيتامين أ المقوي للنظر والمفيد للبشرة، والفيتامين ب الذي يلعب دوراً مهماً في نشاط الجسم وحيويته، والفيتامين ب2 الضروري للنمو وتجديد الأنسجة، والفيتامين ب3 حامي الجلد والدماغ والجهاز الهضمي، والفيتامين ب5 الذي يساهم في ترميم ما دمرته السنون، والفيتامين ب9 الضروري لتجديد كريات الدم الحمراء، والفيتامين ب12 المضاد لفقر الدم، والفيتامين ث المضاد للالتهابات والمقوي للمناعة والند العنيد للجذور الحرة المخربة، والفيتامين د المهم للعظام والأسنان، والفيتامين و E المساعد للاخصاب والتناسل والنمو الطبيعي والمضاد للسرطان. واضافة الى البروتينات والفيتامينات والألياف يعتبر الفول مصدراً لا يستهان به من المعادن، أهمها معدن البوتاسيوم الذي يلعب دوراً مهماً في وظيفة العضلات عامة والقلب خاصة. وقد أجمعت الأبحاث على دور هذا المعدن في المحافظة على ضغط الدم الطبيعي وفي الوقاية من ارتفاع الضغط الشرياني. والى جانب البوتاسيوم توجد في الفول معادن أخرى كالحديد والفوسفور والصوديوم والمغنيزيوم. بالمختصر المفيد، الفول غذاء ممتاز وهو إذا اجتمع مع البصل والبندورة والثوم والزيت والخبز والطحينة والجبنة يشكل وجبة من الطراز الرفيع تمد الجسم بكل ما يلزمه من عناصر النشاط والقوة. رب سائل، ولكن الفول يسبب النفخة وحس الامتلاء؟ هذا الكلام مصيب، وسبب الشعور بالامتلاء يعود الى صعوبة هضم قشر الفول الذي يحتاج لفترة طويلة كي تنال منه العصارات المعدية، ولهذا ينصح من يعاني من بعض المشاكل الهضمية باللجوء الى تقشير الفول أي أكله من دون قشر.