يُعد اختيار اسماء الأعمال الفنية من الأمور الصعبة لأي مؤلف عمل درامي فني، سواء أكان مسرحياً أو سينمائياً أم تلفزيونياً وحتى إذاعياً، حيث ان الاسم الذي يقع في كلمة أو اثنتين أو ثلاث كلمات على أقصى تقدير، لا بد أن يعبر عن المضمون الذي يحمله العمل. وتكمن الصعوبة في ضرورة اختيار اسم لم يسبق اختياره من قبل، ويمكنه ان يجتذب الجمهور. وكثيراً ما حدث وتم تغيير اسم فيلم بعد الانتهاء من التصوير لا لشيء إلا لأن عملاً آخر حمل العنوان نفسه. وهناك نوعية من المؤلفين ترجئ اختيار الاسم حتى الانتهاء من كتابته وجاهزيته الى التصوير الفعلي. وهناك من يضع بدائل عدة يختار الأنسب منها بعد مشاورات مع المخرج والمنتج وغيرهما. وظهرت خلال الآونة الأخيرة اسماء غريبة لأفلام سينمائية عُرضت تجارياً أو انتهى تصويرها أو يجري التحضير لها. والمدقق فيها قد لا يرى أي ارتباط بينها وبين مضامين هذه الأفلام ومواضيعها، كما أن العديد منها في حاجة إلى تفسيرات من أصحابها. وقد يكون مرجع هذه الاسماء الغريبة نوعية الأفلام التي تقدم منذ فترة ويقبل عليها عدد كبير من الطلبة والشباب والحرفيين. وقد تلعب الموضة دورها في اختيار الاسماء مثلما حدث مع فيلم "صعيدي في الجامعة الاميركية" لمحمد هنيدي وإخراج سعيد حامد، فتبعه فيلم "صعيدي رايح جاي" لهاني رمزي وماجد المصري ونادين وإخراج محمد النجار، ويجري حالياً استثماراً لنجاح هذين الفيلمين التحضير لتصوير فيلم "صعيدي في مدرسة البنات" المرشح لبطولته أحمد بدير وهو من تأليف محمود الطوخي وإخراج ابراهيم عفيفي. وكان الأمر نفسه تكرر مع اسماء الأفلام التي حملت عناوين وجبات وأكلات شهيرة عربية أو أجنبية مثل "يا مهلبية يا" لليلى علوي و"سمك لبن تمر هندي" لمحمود عبد العزيز و"كابوريا" و"استاكوزا" لأحمد زكي ورغدة و"آيس كريم في جليم" لعمرو دياب وسيمون، و"بيتزا.. بيتزا" لجالا فهمي و"قشر البندق" لحسين فهمي ورانيا محمود ياسين. وقد ترتبط العناوين في فترة من الفترات بأسماء أغنيات شهيرة مثلما حدث في فيلم "لولاكي" لمعالي زايد الذي اختير بعد الأغنية الشهيرة "لولاكي" للمطرب علي حميدة أوائل التسعينات، وفي العام الماضي اختار المؤلف فايز غالي اسم "وحياة قلبي وأفراحه" لفيلمه الذي لعبت بطولته الهام شاهين وأخرجته نادية حمزة، واختار أيضاً يوسف فرنسيس اسم "حبيبتي من تكون" عنواناً لفيلمه الذي لعبت بطولته آثار الحكيم وفاروق الفيشاوي والاسمان لاغنيتين شهيرتين لعبدالحليم حافظ. وتجري حالياً المنتجة هدى رمزي اتصالات مع المطربة نوال الزغبي للقيام ببطولة فيلم "زيديني عشقاً"، وهو عنوان أغنية لكاظم الساهر، ويلجأ أحياناً بعض اصحاب الأفلام إلى عناوين ذات نهايات موزونة مثلما حدث في أفلام "همام في امستردام" لمحمد هنيدي وإخراج سعيد حامد و"عبود على الحدود" لعلاء ولي الدين وإخراج شريف عرفة، ويجري التحضير حالياً لتصوير فيلم "نادر وسُمعة رايحين لجمعة" لإيهاب توفيق وأحمد آدم الذي انتهى من تصوير فيلم "الرجل الأبيض المتوسط" أمام سمية الخشاب وعزت أبو عوف وشمس واخراج شريف مندور. وقد يلجأون إلى اسماء رنانة وكلمات حربية كبيرة لا لشيء إلا لجذب المتفرج ومحاولة شد انتباهه مثلما حدث في فيلم "حرب الفراولة" ليسرا ومحمود حميدة و"غزو الأرانب" لإسعاد يونس وسعيد صالح و"حرب السمك" الذي يحضر له حالياً المخرج طارق العريان بعد فيلمه "السلّم والثعبان" وهو عن اسم لعبة للاطفال. ويعرض حالياًَ فيلم "أصحاب ولا بيزنس" لهاني سلامة. ويتردد أن الممثلة نهى العمروسي انتهت من كتابة فيلم عنوانه "شمهورش"، كما يبدأ قريباً أحمد راتب تصوير أول بطولة سينمائية له من خلال فيلم يحمل عنواناً غريباً جداً هو "استنجلينا" من تأليف وليد سيف وإخراج سيد سيف. وكان أحمد السقا صاحب فيلم "شورت وفانلة وكاب" انتهى أخيراً من تصوير فيلم "أفريكانو" أمام منى زكي وإخراج عمرو عرفة. ومعروف أن اسماء الأفلام عبر تاريخ السينما المصرية سارت في اتجاهين متوازيين ففي الوقت الذي حملت عناوين عدد كبير من الأفلام اسماء مهذبة وقريبة إلى العقل والمنطق وذات قيمة فنية تعبر عن المضامين والمواضيع التي تحويها هذه الأفلام وما تزال راسخة في صورة كبيرة ويحفظها الجمهور عن ظهر قلب مثل أفلام "نهر الحب" لفاتن حمامة وعمر الشريف و"شروق وغروب" لسعاد حسني ورشدي أباظة و"الأرض" و"ابن النيل" و"شيء من الخوف" و"الزوجة الثانية" و"شباب امرأة" و"المستحيل" و"أين عقلي" و"شيء من العذاب" و"غزل البنات" و"حكاية حب" و"سيدة القصر" و"اللص والكلاب" و"بئر الحرمان"، ظهرت اسماء أخرى كوميدية وبعيدة عن المنطق ولم يعلق معظمها بأذهان الجمهور مثلما حدث مع النوعية الأخرى من هذه الأفلام مثل "أمريكاني من طنطا" و"لهاليبو" لنعيمة عاكف ورشدي اباظة و"شنبو في المصيدة" لفؤاد المهندس وشويكار و"مرسي فوق... مرسي تحت" لمحمود ياسين وسهير رمزي و"الستات عفاريت" و"احترسي من الرجال يا ماما" و"بص شوف سكر بتعمل إيه؟" و"نعيمة فكاهة محرمة" و"مملكة الهلوسة" و"فيفا زالاطا" و"تنابلة السلطان" و"ألو أنا القطة". وكانت مجموعة أفلام عادل إمام حملت اسماء غريبة في الثمانينات منها "شعبان تحت الصفر" و"رجب فوق صفيح ساخن" و"رمضان فوق البركان" و"حنفي الأبهة" وغيرها.