تشهد الدراما التلفزيونية خلال شهر رمضان المقبل عودة الفنان محمد هنيدي إلى حلبة السباق بعد غياب سبع سنوات منذ أن قام ببطولة مسلسل «مسيو رمضان مبروك أبو العلمين حمودة»، الذي عرض في 2011، بتوقيع المخرج سامح عبدالعزيز. وكان هنيدي قد اختار العودة إلى الموسم الدرامي في رمضان بعملٍ من إخراج عبدالعزيز نفسه، مستنداً إلى قدرته على استخراج طاقاته الكوميدية منه كما حدث في «مسيو رمضان»، وفي فيلم «تيتة رهيبة». وعلى رغم اتفاق المخرج وهنيدي مع المؤلف أحمد عبدالله على الخطوط العريضة للعمل، وبداية تصوير بضع حلقات منه، أتت الرياح بما لا يشتهي هنيدي، بحيث ألقي القبض على المخرج سامح عبدالعزيز، وحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات لاتهامه بحيازة المواد المخدرة وتعاطيها. ويُعدّ مثل هذا الأمر تحدياً كبيراً ومباشراً لهنيدي في استكمال تصوير العمل مع مخرج آخر هو محمد جمال العدل. واللافت أن حضور هنيدي الدرامي- مقارنة بأبناء جيله- يعتبر محدوداً جداً. فهو منذ صعود نجمه السينمائي في فيلم «اسماعيلية رايح جاي» (1997)، وثم مع «صعيدي في الجامعة الأميركية»، لم يحضر هنيدي في الدراما التلفزيونية إلا عبر مسلسل الرسوم المتحركة «سوبر هنيدي» الذي قدم منه جزءين في 2008 و2009، ثم «مسيو رمضان» الذي كان قدمه في فيلم سينمائي حقق نجاحاً لافتاً عام 2008. مع العلم أن هنيدي شارك في بدايته الفنية في عدد من المسلسلات الكوميدية، مثل «البخيل وأنا» و «العرضحالجي» و «ع الأصل دور» و «ناس وناس» وغيرها. وتمكنت بعض شركات الإنتاج في نهاية العقد الأول من الألفية الجديدة من استغلال نجومية شباب السينمائيين بالعمل في الدراما، وحاولت إقناع هنيدي بأكثر من سيناريو، وراقت له فكرة تحويل فيلمه الشهير «رمضان مبروك أبو العلمين حمودة» إلى مسلسل بالعنوان نفسه، لكنه لم يحقق النجاح المأمول، وهو ما جعل هنيدي يفكر طويلاً قبل الموافقة مجدداً على نص تلفزيوني، إلى أن أقنعته شركة «العدل غروب» التي تعاون معها في «صعيدي في الجامعة الأميركية» بالعودة عبر مسلسل «أرض النفاق» المأخوذ عن قصة للأديب يوسف السباعي، وقدمت في فيلم يحمل العنوان نفسه، قام ببطولته فؤاد المهندس الذي أدّى فيه واحداً من أفضل أدواره، وهو ما تجلى في تعبيرات وجهه وجسده ووقفته، ونظرته المنكسرة التعيسة في أول الفيلم، التي استحالت بعد جرعة النفاق السحرية، نظرة دهاء واحتيال. ويشكل أداء فؤاد المهندس في الفيلم التحدي الأول لهنيدي، ومن التحديات التي يواجهها أيضاً محاولة استعادة بريقه الذي تراجع كثيراً في السينما، إضافة إلى اعتماد المسلسل على الكوميديا، في وقتٍ ترتكز فيه معظم المسلسلات الأخرى على التراجيديا والأكشن والإثارة والتشويق. تشارك في بطولة المسلسل هنا شيحة، التي تجسد شخصية الزوجة «جميلة»، وهو الدور الذي جسدته في الفيلم الفنانة شويكار، ومعها أيضاً دلال عبدالعزيز وهاجر الشرنوبي وسمير العصفوري وسلوى محمد علي ومحمد ثروت. تدور الأحداث حول عامل مطحون من عمّال الإنارة في الحي اسمه مسعود، دخله ضئيل وحياته بائسة، ودائماً ما يواجه خلافات مع زوجته وحماته اللتين لم تعودا قادرتين على العيش معه. وفي يوم تستدرجه الحياة ليتعرف إلى الدكتور ماضي (يجسد دوره الصحافي إبراهيم عيسى)، فيقدم له أخلاقاً للبيع على هيئة حبوب. يبدأ في تناول الحبوب تباعاً، ليكتشف معها حياة جديدة، بشخصيات جديدة. وعلى رغم أنه يشتري في البداية حبوب الأخلاق والخير، يخسر كل شيء، فيلجأ إلى شراء حبوب الصفات القبيحة مثل النفاق الذي يساعده على تولي أفضل المناصب، ويصبح من الأغنياء وترضى عنه زوجته، ولكنه بالصدفة وعن طريق الخطأ يبتلع حبة الصراحة ليفضح كل شيء عن المحيطين به. ويبقى السؤال قائماً حتى عرض المسلسل: هل يتجاوز هنيدي كل هذه التحديات ويكسب رهانه على «أرض النفاق»؟