يعيش الحراك السوري الثوري شهره السابع وهو فتي شاب لم تدكه آلة القمع والتشبيح السورية، على رغم الجراح التي ألمت به وعلى رغم الخذلان الذي لاقاه من أشقائه العرب، لكنه بقي قوي العزيمة كامل الإيمان ثابت القلب. وربما الجهة الوحيدة التي تعاطفت مع الثورة السورية ووقفت مساندة رحيمة بها هي بعض القنوات الإعلامية العربية، فهي تلعب دوراً كبيراً في شد عزائم الثوار وفضح العار والخزي الذي يقوم به النظام السوري من تفنن بالقتل والذبح باحترافية ومهارة غير معهودة في السلوك البشري، لا القويم ولا السقيم..! ولكن الفاجعة التي تدمي صدورهم هي تغيب الأنظمة العربية الهزيلة تجاه هؤلاء المجاهدين بكل ما يحمله المعنى من ألم وقتل، الصمت العربي الذي أفجع الحكيم والأخرس، ولم يتوقع الشارع السوري أن يطول الهوان والخذلان بإخوته العرب إلى حد مثل هذا. فما كان من قطيع شريد إلا أن يلجأ إلى إيمانه وقوة يقينه بالله عز وجل، فراح يسلي نفسه ويقوي إيمانه بنصر الله وصدق وعده. وهذه على شدة فاجعتها إلا أنها تعتبر أعظم انتصار للثورة السورية، وهي أنه تخلى عن كل سبب خارجي ولم يأخذ إلا سبب جهاده ونضاله، ووكل أمر نصره ونجاحه إلى الله تعالى. فالسوري الآن يقدم للعالم دروساً متعددة ومواد مختلفة، إن شئت علمك الصبر والثبات وقت الخذلان والقطيعة. أو شئت علمك الجهاد والمناضلة بلا سيف ولا حجر أمام أكبر قامع مستبد في التاريخ. أو شئت علمك الاعتماد على النفس وحسن التوكل على الله بكل أصنافه وأشكاله. إني لا أظنها ثورة فحسب بل مدرسة وطنية ودينية وأخلاقية.