مجاهد بن حامد الرفاعي – عضو المجلس الأعلى للثورة السورية أجل قُتل أصحاب الأخدود، قتل مسعّرو النيران في بابا عمرو، وقتل معهم من جاءوا تواطؤاً ليكونوا على وحشيتهم شهودا، وقتل من يستمتع بجرائمهم بدم سمج بارد وهم أمام أهوال جرائمهم قعود، ما هذا البرود والخنوع والتبلد أمام الفواجع التي تحدث في بابا عمرو وحمص وسوريا كلها يا ناس؟! ما الذي أعمى أبصاركم؟! ما الذي أصّم مسامعكم؟ ما الذي أخرس ألسنتكم؟ ما الذي حطّب مشاعركم؟ ما الذي أمات ضمائركم؟ ما الذي جفف إنسانيتكم؟ ما الذي عطل ووأد شعاراتكم؟! حقوق الإنسان، حقوق الحيوان، حقوق البيئة والديدان، حرية الإنسان، كرامة الإنسان، قدسية حياة الإنسان، خبز الإنسان، دواء الإنسان. كلها هكذا شُطبت وغيّبت ومُسحت أمام أهوال أفران غاز هتلر «العصابة في بابا عمرو»، وأمام محارق نيرون الشام في حمص وحوران وحماة واللاذقية وإدلب والدير والقامشلي ودمشق وحلب وكل أنحاء سورية! ألم يبق فيكم ولو ذرة من ضمير تنبض بالحق والغيرة؟! ألم يبق فيكم أثارة من نخوة إنسانية تتنفس؟! ألم يبق في عروقكم ولو قطرة دم واحدة حرة تتألم؟! لماذا تجلّط الدمُ في عروقكم؟! ما الذي دمّر وجدانكم وفحّم ضمائركم وحجّر قلوبكم؟! أجل قاتل الله أصحاب الأخدود .. وقاتل من هم على عملهم وجرائمهم قعود وشهود.. وقاتل من هم على الباطل معهم عون وجنود.. وقاتل من يصرف عن بشاعة إباداتهم عيون الناس وآذانهم من داخل البلاد وخارج الحدود.. وقاتل من لا يزال يراهن على التفاهم والحوار مع العدو الحاقد اللدود. ووالله وتا الله إنه لعار كل العار وخسة كل الخسة وخيانة ما بعدها خيانة.. أن ترى وتسمع على قناة بردى من يتشدق بمشاريعه الإعلامية الفنية لما بعد النصر وبابا عمرو تُذبح والدماء تسيل والأجساد مبعثرة ذات اليمين وذات الشمال والنساء تولول والأطفال يصرخون.. والجرحى يئنون، ووالله وتا الله إنه لخزي ما بعده خزي ووقاحة ما بعدها وقاحة.. أن تسمع شاباً ينتمي لما يسمى ( المجلس الوطني ) يتفاصح بالسياسة على قناة أورينت وقناة البي بي سي فيقول: ( إنه ليقلقنا هذا الذي يحدث في بابا عمرو ) فقط يقلقك يا بني ما يجري من مذابح وحرائق وسحق وزهق للأرواح وفرم للأجساد في بابا عمرو ؟! ويقلق معلميك الذين علّموك البرودة والسماجة السياسية الخانعة، يقلقك فقط ما يجري في سوريا، بسيطة يا بني أطلب لنفسك من نادل الفندق كوب ( ليموناده ) برّد به قلبك وخفف قلقك.. لعلك تنام قرير العين أيها الطفل السمج المسيس.. أما الثورة والثوار وكل الشرفاء من أبناء شعبنا السوري الأبي فسيؤكدون للجميع بكل عزيمة وشمم أنهم ماضون في تحرير كرامتنا وعزتنا وسيادتنا، وموعدنا مع الخونة الصبح .. أليس الصبح بقريب..؟ بلا ورب العزة إنه بعونه ونصره لقريب. ويومئذ يكرم المرء أو يهان. والله أكبر والعزة والمجد للثورة السورية ولشعبنا السوري البطل الأبي الأشم .. والمذلة والقهر والموت والاندحار للعصابة القرداحية وحلفائها والمتواطئين معها والصامتين على جرائمها وحرائقها .