بلغ المنتخب السعودي نهائيات كأس العالم ال17 لكرة القدم المقررة الصيف المقبل في كوريا الجنوبية واليابان معاً، وقدم البحرينيون خدمة لن ينساها جيرانهم السعوديون عندما هزموا المنتخب الايراني 3-1. وعاش السعوديون لحظات أقل ما يمكن ان يقال عنها بأنها مميتة، قبل بداية لقائهم مع تايلاند واثناء انتظارهم صافرة نهاية مباراة البحرينوايران، وتنفسوا الصعداء، وفي مقدمهم الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير سلطان بن فهد الذي ظل جالساً في مقعده انتظاراً للحظة "التتويج"، ثم اندفع أكثر من 20 ألف متفرج ناحية استاد الأمير فيصل بن فهد واحتفلوا مع لاعبيهم احتفالاً اسطورياً. ونجح المنتخب السعودي في التأهل للمونديال للمرة الثالثة على التوالي، وهو المنتخب العربي الثاني بعد تونس الذي يبلغ النهائيات المقبلة، والثاني أيضاً على صعيد القارة الآسيوية بعد نظيره الصيني. وذهب المنتخب التايلاندي ضحية التفوق السعودي وتلقت شباكه اربعة أهداف، وقدم "الأخضر" عرضاً ممتازاً خصوصاً في الشوط الثاني، الذي سجل فيه مهاجموه ثلاثة أهداف. وكان الشوط الأول قد انتهى بهدف من توقيع المهاجم عبدالله الشيحان الذي تلقّى تمريرة الظهير الممتاز حسين عبدالغني 40، ووضح تأثر لاعبي المنتخب السعودي بالشد العصبي طوال الشوط الأول، وظهرت العشوائية على تمريراتهم، وظن الجميع ان المنتخب "أهدر" هدف التأهل، مبدين دهشتهم تجاه العرض الذي يقدمه سامي الجابر ورفقاؤه، غير أنهم غيروا جلدتهم في الشوط الثاني بعدما علموا بتقدم البحرين بهدفين، ثم شددوا قبضتهم على المباراة وتوج المهاجم "المدفعجي" عبدالله الجمعان جهوده بتسجيله الهدف الثاني برأسه اثر تلقيه تمريرة الدوخي 50، ثم قلص مهاجم تايلاند بروزبان النتيجة 58، لكن سامي الجابر عاد ووسع الفارق من تسديده ركلة الجزاء التي تسبب بها الشيحان 67. لكن افراح السعوديين شابها بعض الحزن عندما تعرض الشيحان ثم حسين عبدالغني لاصابة بالغة يتمنى السعوديون بألا تبعدهما طويلاً عن الملاعب. وختم ابراهيم ماطر اهداف "الأخضر" بتسجيله الهدف الرابع 73. وعلى رغم اجتهادات التايلانديين الا ان صلابة الدفاع السعودي بقيادة عبدالله سليمان وخلفه الحارس محمد الدعيع أضاعت عليهم تحقيق المزيد من الأهداف. انجاز فريد والتأهل السعودي يُعد انجاز تاريخي، إذ بات "الأخضر" أول منتخب عربي يحظى بشرف بلوغ النهائيات للمرة الثالثة على التوالي. وكانت السعودية بلغت النهائيات للمرة الأولى وفجرت مفاجأة من العيار الثقيل في مونديال الولاياتالمتحدة 1994، بوصولها الى الدور الثاني، ولم توفق في تخطي الدور الأول في مونديال فرنسا 1998. وافتتح المنتخب السعودي مبارياته في التصفيات الحاسمة مع المنتخب البحريني وقدم "الأخضر" مستوى ضعيفاً فتعادل في الرياض 1-1، وراح بعض المراقبين يشككون في امكان تأهله، في الوقت الذي لفت البحرين فيه الأنظار لأنه كان صاحب هدف السبق، في حين عادل "الأخضر" بشق الأنفس بهدف لعبيد الدوسري. ثم توجه المنتخب السعودي الى طهران لملاقاة ايران وخسر في ظل ظروف تحكيمية فاضحة صفر-2. بعدما احتسب الحكم الاسترالي سايمون لايران ركلة جزاء مشكوك في صحتها، وطرد اللاعب السعودي صالح الصقري. ولكن اداء المنتخب السعودي لم يطرأ عليه أي تحسن فما كان من الاتحاد الا ان اتخذ قراراً باسناد مهمة التدريب الى ناصر الجوهر بعدما أقال اليوغوسلافي سلوبودان سانتراتش. وبدأ الجوهر في اعادة ترتيب أوراق "الأخضر" استعداداً لمباراة العراق المهمة في المنامة. وتمكن من اثبات وجوده، وقاد منتخبه الى الفوز 1-صفر، وسجل الهدف عبيد الدوسري. واعتبر هذا الفوز الثمين بمثابة الانتفاضة للسعوديين الذين واصلوا انطلاقتهم الجامحة في التصفيات في ظل منافسة شرسة من ايران. وجمع "الأخضر" ثلاث نقاط أخرى ثمينة بفوزه في بانكوك على تايلاند 3-1، وسجل أهدافه سامي الجابر وعبدالله الشيحان وعبيد الدوسري، واختتم الدور الأول برصيد 7 نقاط وبفارق نقطة واحدة عن ايران. الدور الثاني واستهل "الأخضر" الدور الثاني بلقاء البحرين في المنامة، فقدم أداء لافتاً توّجه بفوز كبير بأربعة أهداف من توقيع الدوسري والشيحان والجابر وعبدالله الواكد. وفي جدة، اصيبت جماهيره بصدمة وهي تراه يخسر نقطتين ثمينتين عندما خطف الايراني سيروس التعادل لبلاده من خطأ لمحمد نور، علماً ان "الأخضر" تقدم عبر الواكد وحسن اليامي، وقلّص علي دائي الفارق لايران من رأسية. وفي عمّان، حقق "الأخضر" الفوز على العراق 2-1، وسجل هدفيه الشيحان، لكن التشكيلة لم تقدم العرض المنتظر منها، ما أقلق جماهيرها خشية أن تفقد أي نقطة في المباراة الأخيرة مع تايلاند، وانتظرت تعثر ايران امام العراق لكنها فازت 2-1 وتصدرت بفارق نقطة عن السعودية، ما جعل الجولة الأخيرة قمة في الاثارة، والتي شهدت فوز السعودية، وسقوط ايران أمام البحرين في المنامة، فانتقل "الأخضر" 17 نقطة الى النهائيات مباشرة، وبات على ايران 15 خوض الملحق الآسيوي مع الامارات ثانية المجموعة الثانية في 25 الجاري في أبو ظبي و31 منه في طهران. والفائز منهما يواجه جمهورية ايرلندا ثانية المجموعة الثانية في 10 تشرين الثاني نوفمبر في دبلن، وفي 15 منه في طهران، ويلحق الفائز منهما بقطار النهائيات المتوجه الى كوريا الجنوبية واليابان.