كان انفجاراً حقيقياً في عالم النجومية في هوليوود، ظهور جوليا روبرتس في 1990، بطلة لفيلم "المرأة الحسناء" أمام ريتشارد غير. غير ان أحداً لم يجرؤ يومها على ان يتوقع لجوليا ان تصبح خلال السنوات التالية نجمة النجوم وان تصل الى مكان ومدخول يضاهيان ما لأعتى النجوم الذكور واكثرهم نجاحاً. لكن جوليا فعلتها، وجذبت مئات الملايين من المتفرجين الى معظم الأفلام التي قامت ببطولتها. حققت كل الأشياء التي يمكن لامرأة ان تحلم به: مثلت تحت ادارة اكبر المخرجين. مثلت الى جانب اكبر النجوم. قادت نساء هوليوود في ثورة على استشراء الادوار الرجالية. وربحت مئات ملايين الدولارات. كل شيء تحقق لتلك اليتيمة، باستثناء شيء واحد: الأوسكار. ذلك التكريس الأكبر في عالم هوليوود. ولئن كانت الصحف الاميركية تتحدث اليوم عن جوليا روبرتس بوصفها نجمة العام 2000 وتحديداً نجمة آخر القرن واضعة اياها في صفوف تشغلها مارلين مونرو وغريتا غاربو ولانا تيرنر، فإن هذه الصحف تجمع على ان الأوسكار هذا العام سيكون من نصيب جوليا. ووصل الأمر بالعديد من الصحف الى حد تخيلها وهي واقفة تحمل التمثال الصغير وتلقي خطبتها. ترى ماذا ستقول عند ذاك؟ لا أحد يدري. وهي نفسها حين يطرح عليها هذا السؤال تبتسم وتقول: "في الحقيقة لم اعد نفسي بعد". غير ان ما لا تخفيه جوليا هو سعادتها بأن تنال الأوسكار، تحديداً عن دورها في فيلم "ايرين بروكوفيتش" لماذا؟ "لأنني ألعب هنا دور امرأة عادية من بنات الشعب تتبنى قضية وتدافع عنها". وجوليا اذ تؤكد هذا تقول انها هي نفسها لم تكف عن تبني القضايا طوال حياتها. ومن هنا تعتبر نجاح "ايرين بروكوفيتش" نجاحاً لتاريخ طويل من العمل النضالي. "أما الأوسكار، فجائزة اضافية سيسرني الحصول عليها". مهما يكن الأمر، فإن جوليا ترى انها حصلت على جائزتها، و"احتفال الصحافة والنقاد بي عند نهاية هذا العام هو جائزتي الحقيقية"، وتضيف، وهي تنظر بسرور متأملة السنوات العشر التي انقضت على حضورها الهوليوودي. فجوليا المولودة في العام 1967، كانت في الثانية والعشرين حين بدأت مغامرتها بعد ان سبقها الى ذلك اخوها اريك، ودلتها صديقتها الممثلة سالي فيلد على الطريق. أول نجاح كبير لها كان في "المرأة الحسناء" وأحبها الناس بسرعة، وراحوا يتابعون افلامها. صحيح ان نكوصاً مؤلماً أصابها حين لعبت في افلام مثل "ماري ريلي"، وصحيح انها ظهرت في زمن كان عليها فيه ان تدخل في منافسة مع نجمتين كبيرتين أخريين هما شارون ستون ومادونا، لكن ذلك كله لم يخفف من حماسها، اذ في كل مرة كانت تضعف فيها "مكانة"، كانت سرعان ما تستعيد حضورها، ولا سيما عند آخر العقد حين راحت تراكم النجاح تلو الآخر، من "نظرية المؤامرة" الى "زواج صديقي المفضل" الى "العروس الهاربة" وصولاً الى "نوتنغ هيل". وهكذا وصلت الى نقطة اللاعودة، وختمت القرن العشرين نجمة كبيرة يعشقها الملايين. غير ان حرقة ظلت تتآكلها: النقاد. هؤلاء الذين نظروا اليها دائماً بوصفها امرأة جميلة لها مقومات النجومية، لكنهم ظلوا عاجزين عن تصورها ممثلة وفنانة كبيرة. لكن "ايرين بروكوفيتش" غير رأيهم. واليوم ها هي جوليا روبرتس وقد حققت معظم أحلامها، وفي امكانها ان تراهن على أوسكار هذا العام الجديد، وهي اذ لا تتوانى عن مساندة ستيف سودربرغ، عبر لعب دور صغير في فيلمه الجديد "من المحيط"، مكافأة على الدور الذي رسمه لها في "ايرين بروكوفيتش"، تستعد لمرحلة جديدة من حياتها، وأخيراً، حين قيل لها "ما رأيك في الصحافة التي احتفلت بعشر سنوات من نجاحك، معتبرة إياك نجمة العام..." ردت بابتسامة ماكرة: "عساني أكون نجمة العام المقبل ايضاً".