تشهد دول المغرب العربي اتصالات معلنة وغير معلنة تهدف الى بعث الروح في اتحاد دول المغرب العربي الذي ظل في حالة ركود تام منذ العام 1994، عندما قرر المغرب آنذاك تجميد نشاطه في الاتحاد لكنه لم ينسحب منه. وللمرة الأولى يتحرك المغرب الى جانب تونس في محاولة لاحياء الاتحاد. ويجد هذا المسعى تأييداً جزائريا، بيد ان ليبيا، التي بدأت تسترجع علاقاتها مع الدول الغربية لم تعد متحمسة للاتحاد. كما انها تبدو منجذبة اكثر نحو افريقيا حيث يسعى العقيد معمر القذافي الى تكريس نفسه "قائداً افريقيا". وباتت طرابلس تفضل تطوير علاقاتها ثنائياً مع دول المغرب العربي. وفي هذا الاطار ستنعقد اللجنة العليا المشتركة المغربية الليبية التي يرأسها رئيسا حكومتي البلدين في غضون الاسابيع المقبلة في الرباط. وفي هذا السياق زار الرباط محمد ابوالقاسم الزوي وزير الداخلية والعدل الليبي وبحث مع المسؤولين المغاربة التحضير لاجتماعات هذه اللجنة. وطبقاً لمصادر مطلعة في الرباط فان كلاً من المغرب وتونس سيستغلان فرصة انعقاد اللجنة العليا المشتركة بين البلدين في العاصمة التونسية يومي 21 و22 من الشهر الحالي. لاطلاق مبادرة لتنشيط الاتحاد الذي يعرف حالة بيات شتوي وسبات صيفي. وقالت مصادر مطلعة إن موضوع اعادة احياء الاتحاد ستبحث خلال هذه الاجتماعات.وسيرأس عبدالرحمن اليوسفي رئيس الحكومة وفداً رفيع المستوى إلى تلك الاجتماعات. وفي موضوع لصيق انعقد في الرباط اجتماع لخبراء من اتحاد دول المغربي العربي في مجال اعداد التعمير والبيئة تمهيداً لاجتماع وزاري مغاربي في هذا المجال. وكان محمد اليازغي وزير الاسكان والبيئة المغربي دعا في شهر حزيران يونيو الماضي خلال زيارته لكل من الجزائروتونس إلى عقد اجتماع لوزراء دول المغرب العربي في الاسكان والبيئة والتعمير يستبق اجتماعاً لدول غرب حوض البحر الابيض المتوسط يضم خمس دول اوروبية والدول المغاربية لبحث التنسيق بين الجانبين في هذا الموضوع.