فتحت لجنة برلمانية في ميامي التحقيق في مصادر اموال المليونير "الدكتور المتقاعد" أرفين موسكوفيتش، المتطرف الديني الذي يحمل جنسية اسرائيلية الى جانب جنسيته الاميركية، والذي كسب شهرة من تمويل عمليات استيطان المتطرفين اليهود في الضفة الغربية، واشهرها عملية بناء مجموعة سكنية في رأس العمود في القدسالمحتلة كانت وراء توقف مفاوضات السلام في عهد بنيامين نتانياهو لفترة غير قصيرة. والمعروف ان موسكوفيتش جمع ثروة طائلة من ممارسة الطب في المناطق الراقية في ولاية فلوريدا قبل ان يتقاعد ليؤسس شركة خاصة بلعبة "البينغو"، وهي لعبة قمار مشهورة في اوساط المتقاعدين الاميركيين الذين يشكّلون غالبية سكان الولاية ذات المناخ الجميل والمقصودة لمنتجعاتها البحرية المنتشرة حول ميامي. وقد كسب موسكوفيتش شعبية بين المتحمسين لاسرائيل بسبب حماسه لتمويل المشاريع الاستيطانية التي يعتبرها انها تدعم "حقوق شعب اسرائيل في ارض الميعاد" وبات محطّ حفاوة الجمعيات الخيرية المتطرفة في الولاياتالمتحدة وذا شعبية كبيرة في اوساط المستوطنين في الضفة الغربية والاوساط اليمينية، يفرشون له السجاد الاحمر، ويستقبله الوزراء عندما يزور اسرائيل. وكذلك شرعت بلدية القدس ابواب المدينة امامه ليستقبله رئيسها اليميني ايهود اولمرت، وكانت تراخيص البناء المتعلقة بالمستوطنات التي يبنيها موسكوفيتش تصدر ممهورة بتوقيع رئيس البلدية بصورة استثنائية وبسرعة لافتة الى درجة انها شكّلت احدى اكبر العقبات في مفاوضات السلام. غير ان عمل "الدكتور موسكوفيتش" لم يكن يقتصر على "ارض الميعاد" بل هو من كبار منفّذي المشاريع العمرانية في ولاية كاليفورنيا ايضاً. وقد شحذ همته لوضع اليد على مدينة هافيان غاردنز في ضاحية لوس انجليس، وسعى الى بناء كازينو في هذه الرقعة الهادئة من الشاطئ الغربي للولايات المتحدة. ويعتبر بعضهم ان طمع موسكوفيتش الذي لا يكتفي بتملّك نصف المدينة، شكّل الشعرة التي قصمت ظهر بعير صمت السلطات على تصرفاته. فقد تشكلت لجنة من سكان "هافيان غاردنز" تندد بمشروع الكازينو، وأنشأت موقعاً على شبكة الانترنت www.stopmoskowits.com بهدف وقف العمل ببناء الكازينو وللكشف عن مصادر تمويله. وقد فتح البرلمان المحلي في كاليفورنيا تحقيقاً في مصادر تمويل موسكوفيتش. وعلى رغم ان نتائح التحقيق لم تنشر حتى الآن غير ان الكثير من المطلعين على حيثياته يطرحون تساؤلات كثيرة حول نظافة مصادر التمويل هذه. ويتحدث بعضهم عن "حلقة مغلقة" يمكن وصفها كما يلي: يتبرع موسكوفيتش بأموال لبناء مستوطنات في الاراضي المحتلة. وهذه التبرعات معفاة من الضرائب الاميركية حسب قوانين خاصة. ويقوم اقرباء موسكوفيتش في اسرائيل صهره وشقيق صهره بشراء اراضٍ في مناطق تقع ضمن دائرة اهتمام السياسة الاستيطانية للسلطات الاسرائيلية. وبعد الحصول على اذونات البدء بالبناء على الاراضي المستملكة بطرق اقل ما يمكن ان يقال عنها انها "غير نظيفة" من اصدقائه في بلدية القدس التي يسيطر عليها اليمين المتشدد، ترتفع اسعار الاراضي تلقائياً. وبعد ذلك تقوم السلطات المتخصصة بتشجيع الاستيطان، وعلى رأسها بلدية القدس، بتقديم معونات مالية لموسكوفيتش تعادل اضعاف ما دفعه ثمناً للارض. فيعود الدكتور ويحوّل هذه الاموال الى الولاياتالمتحدة على اساس انها ريع ما استثمره في اسرائيل… اي انها اموال غير خاضعة للضرائب… ويشتري بهذه الاموال اراضي جديدة في لوس انجليس. وحسب صحيفة "هآرتس" فإن التقرير خلص الى الاقرار بأن الكازينو أقيم خلافاً للقانون. وقد أمر البرلمان موسكوفيتش بإعادة كل الاموال التي حصل عليها الى بلدية القدس