شرعت إسرائيل صباح أمس بتنفيذ أعمال بناء مكثفة في حي الشيخ جراح في القدسالشرقية شملت هدم فندق «شيبرد» القريب من القنصلية البريطانية من أجل بناء 20 وحدة سكنية استيطانية وذلك رغم احتجاجات دولية. واعتبر وزير الشؤون الدينية والأوقاف الفلسطيني الدكتور محمود الهباش في تصريحات ل«عكاظ»، أن هدم فندق شيبرد لتنفيذ مشاريع استيطانية, يعكس صلف حكومة نتنياهو ويجسد رفضها لجميع النداءات الدولية لوقف المشاريع الاستيطانية. واستنكر بشدة قيام جرافات إسرائيلية بهدم فندق تاريخي في القدسالشرقية، موضحا أن السلطة لن تقبل تحت أي ظرف من الظروف استئناف المفاوضات مع إسرائيل ما دام الاستيطان قائما، وزاد أنه استمرار لسياسة الاستيطان وتهويد القدس ويعكس إمعانا في سياسة تغيير الأمر الواقع التي تنتهجها تل أبيب ويعمل على وأد أي فرصة للسلام ويقوض الجهود الدولية لاستئناف المفاوضات. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن البلدوزرات الإسرائيلية هدمت نصف مبنى فندق «شيبرد»، وهو القسم الذي أضيف إلى الفندق خلال فترة الحكم الأردني على الضفة الغربيةوالقدسالشرقية، علما أن الفندق نفسه، الذي أقامه مفتي القدس في عهد الانتداب البريطاني الحاج أمين الحسيني، يعتبر موقعا تاريخيا ويخضع لمشروع الحفاظ على المواقع التاريخية. إلا أن سلطات التخطيط والبناء الإسرائيلية، وفي إطار سياستها الرامية إلى طمس المواقع والآثار الفلسطينية في القدس خصوصا، قررت في شهر مارس الماضي إقامة بؤرة استيطانية مؤلفة من 20 وحدة سكنية مكان الفندق بناء على طلب منظمة استيطانية يمولها الملياردير الأمريكي اليهودي إرفينغ موسكوفيتش. وأثار إقرار لجنة التخطيط والبناء التابعة لبلدية القدس لمخطط البناء في شهر يوليو الماضي غضبا أمريكيا وبريطانيا وتوقعت جهات إسرائيلية أن يثير بدء تنفيذ الأعمال في المكان احتجاجات دولية خصوصا وأنها تأتي في موازاة استمرار الجمود السياسي. وأصدرت حركة «السلام الآن» الإسرائيلية المناهضة للاحتلال والاستيطان بيانا عقبت فيه على بدء البناء الاستيطاني في المكان بالقول إن نتنياهو ورئيس بلدية القدس نير بركات «قررا نهائيا الانقطاع عن العالم والسماح لموسكوفيتش وأصدقائه في اليمين المتطرف بالسيطرة على القدسالشرقية». ويشار إلى أن إقامة البؤرة الاستيطانية في موقع فندق «شيبرد» هي من سلسلة مخططات استيطانية في حي الشيخ جراح، بينها خطة تقضي ببناء 200 وحدة سكنية على مساحة 45 دونما في وسط الحي الفلسطيني الأمر الذي سيتطلب هدم 28 مبنى يسكنه مئات الفلسطينيين منذ ما قبل قيام إسرائيل في العام 1948.