لعبة الكراسي الموسيقية وتبادل الأدوار تتجسد في صورة لا مثيل لها حاليا في التلفزيون المصري. وبعيداً عن عمليات التجديد في مناصب المسؤولين عن العملية الفنية، فإن خططاً تكتيكية يقوم بها فنانون ومخرجون ومؤلفون للفوز بنصيب الأسد بدأت تظهر الى العلن، وها هم النجوم يسعون الى الحصول على سيناريوهات من المؤلفين الكبار وهو ما يسعى اليه المخرجون، في حين أن المؤلفين، مع الطلب المتزايد على أعمالهم وتعاقدهم على غير عمل في آن واحد، يحاولون استقطاب مخرجين قادرين ونجوماً معروفين. أما المنتج فيحاول بلوغ الجودة في مقابل كلفة انتاجية ضئيلة. وكانت اللعبة بدأت عقب عروض شهر رمضان الماضي حين أسند إخراج مسلسل "البحار مندي" عن قصة صالح مرسي وسيناريو وحوار محمد الباسوسي الى مجدي أبو عميرة الذي كان انتهى لتوه من مسلسل "الرجل الآخر" لنور الشريف وميرفت أمين. وقام أبو عميرة بترشيح صابرين وأحمد عبدالعزيز لبطولة "البحار مندي"، علماً بأن صابرين بعد النجاح الذي حققته في مسلسل "أم كلثوم" صارت كثيرة التردد قبل القبول بأي دور، وقيل إنها باتت تطلب اجرا كبيراً. ثم تردد أن أبو عميرة مرشح لإخراج مسلسل "بنات افكاري" من تأليف محسن زايد والذي كان مقرراً أن يتولى إخراجه يحيى العلمي منذ أكثر من ثلاثة أعوام ولكن حالت ظروف ترؤسه لقطاع الإنتاج من ممارسة عمله الإخراجي، وكان آخر اعماله "الحاوي" من تأليف محسن زايد وبطولة إلهام شاهين وفاروق الفيشاوي ومعالي زايد، وهو عِوَضاً عن "بنات أفكاري" سيتولى إخراج المسلسل الذي يكتبه اسامة أنور عكاشة حالياً وعنوانه "حياتي بكرة" والمرشح لبطولته سميرة أحمد. وكان التفكير بدأ منذ فترة في إسناد الأجزاء التالية من مسلسل "الحرافيش" عن قصة نجيب محفوظ وسيناريو وحوار محسن زايد الى مخرج آخر غير وائل عبدالله الذي تولى إخراج الجزء الأول بسبب خلافات في وجهات النظر الانتاجية بين زايد باعتبار أنه المؤلف وعبدالله باعتبار أنه المخرج والمنتج في آن، وكان مقرراً أن يتولى عبدالله إخراج عمل جديد لمحمد جلال عبدالقوي الذي قدم معه أولى تجاربه الإخراجية بعنوان "حياة الجوهري" ليسرا ومصطفى فهمي ونرمين الفقي. والعمل الجديد عنوانه "طرح البحر" وقد تقرر إسناده إلى المخرج هاني اسماعيل الذي انتهى أخيراً من تصوير مسلسل عبدالقوي "سوق العصر" لمحمود ياسين وأحمد عبدالعزيز وفادية عبدالغني وكمال أبو رية وغادة عبدالرازق، ومعروف أن المخرج سعيد الرشيدي أكمل الجزء الثاني من مسلسل "الأبطال" بدلاً من حسام الدين مصطفى لخلافاته مع المؤلف سامي غنيم. وبعيدا عن المخرجين فإن تبادل الأدوار يحدث حالياً بين عدد من النجوم ابرزهم هالة صدقي التي رشحها المخرج جمال عبدالحميد لاستكمال تصوير الجزء الثاني من مسلسل "زيزينيا" من تأليف اسامة أنور عكاشة عقب اعتذار آثار الحكيم عن استكمال المسلسل في الوقت الذي تردد أن الحكيم شرحت لعكاشة سبب اعتذارها، وفي الوقت نفسه طلبت منه أن يكتب لها عملاً يتناول مذبحة قانا. وكان كمال أبو رية حل بدلا من محمد رياض في مسلسل "سوق العصر" لظروف انشغال رياض بأكثر من عمل منها "ألف ليلة وليلة" و"أحلام العمر". وكانت إلهام شاهين حلت بدلا من آثار الحكيم في الجزء الثاني من مسلسل "ليالي الحلمية" أمام يحيى الفخراني وصفية العمري وصلاح السعدني وممدوح عبدالعليم وهشام سليم وتأليف اسامة أنور عكاشة وإخراج اسماعيل عبدالحافظ. والشيء نفسه حدث مع جيهان نصر التي كانت استكملت تصوير الجزء الثاني في مسلسل "المال والبنون" تأليف محمد جلال عبدالقوي وإخراج مجدي أبو عميرة بدلا من فايزة كمال لخلافات بينها وبين المؤلف بسبب طلبها تعديل دورها. وهو ما تكرر مع شريف منير في العمل نفسه، وأكمل دوره في الجزء الثاني وائل نور. ومن الطريف أن هناك ممثلين يستكملون أدوار زملائهم ليس في مسلسلات الأجزاء ولكن في المسلسل المكون من جزء واحد فقط. وحدث ذلك مع إيمان الطوخي التي لعبت بطولة مسلسل عنوانه "صباح الورد" عرض قبل فترة عن قصة لنجيب محفوظ وسيناريو وحوار ماجدة خير الله وإخراج عادل صادق ومن إنتاج شركة صوت القاهرة. وكانت منى عبدالغني جسدت أكثر من نصف مشاهد العمل لكن خلافاتها المستمرة مع المخرج والشركة المنتجة حالت دون إكمالها بقية التصوير فأعيدت جميع المشاهد التي كانت صورتها ايمان الطوخي بعد اسناد الدور إليها. والأمر نفسه تكرر مع مسلسل "ذئاب الجبل" تأليف محمد صفاء عامر وإخراج مجدي أبو عميرة حيث صور الراحل صلاح قابيل جزءاً كبيراً من دور "علوان البكري" ولكنه توفي فجأة فأسند الدور الى الراحل عبدالله غيث الذي توفي أيضاً في العمل نفسه، عقب تصوير جزء كبير من المشاهد، وتم حذف ما تبقى من مشاهد قليلة. وحدث ذلك أيضاً في مسلسل "السيرة الهلالية" فبعدما صورت شيرين سيف النصر عدداً من مشاهد الجزء الأول قررت اعتزال الفن وأكملت نرمين الفقي التصوير بدلاً منها وكان سبباً في معرفة الجمهور بها ونقطة تحول في حياتها الفنية. وبعيداً عن التلفزيون شهدت السينما والمسرح ظروفا مماثلة، ففي مسرحية "ريا وسكينة" بطولة شادية وسهير البابلي وعبدالمنعم مدبولي وإخراج حسين كمال، كان حمدي أحمد يؤدي دور الشاويش "عبدالعال" وعندما قرر المنتج عرض المسرحية في الاسكندرية تعذر سفر أحمد لارتباطاته بأعمال تلفزيونية في القاهرة وقدم اعتذاراً عن الاستمرار في المسرحية. فكان ترشيح أحمد بدير الذي كان أدى أدواراً بسيطة. وبعد "عبدالعال" لعب بدير بطولة مسرحيات عدة منها "الصاعيدة وصلوا" و"جوز ولوز" و"تكسب يا خيشة" و"دستور يا اسيادنا" و"كرنب زبادي" و"خربشة". إلى جانب قيامه بدور البطولة في أعمال تلفزيونية أبرزها "الزيني بركات" في مسلسل حمل العنوان نفسه، عن قصة لجمال الغيطاني وسيناريو وحوار محمد السيد عيد وإخراج يحيى العلمي وهو الدور الذي كان مرشحا له محمود عبدالعزيز لكنه اعتذر عنه. وكانت نجلاء فتحي مرشحة لدور "عبلة" الذي قامت به الراحلة مديحة كامل في فيلم "الصعود الى الهاوية" أمام محمود ياسين وجميل راتب تأليف صالح مرسي وإخراج كمال الشيخ لكن بعد قراءتها السيناريو خشيت أن يكرهها الجمهور وهي تؤدي دور جاسوسة تخون بلدها في مقابل المال، بعدما أعجب بها في ادوار الرومانسية التي اشتهرت بها وكان دور "عبلة" نقطة الانطلاق لمديحة كامل.