اختتمت في الرياض الاسبوع الماضي بطولة الاندية العربية ابطال الكؤوس العربية في دورتها الحادية عشرة، وتوج الهلال السعودي صاحب الضيافة بطلاً لها، وهو اول فريق سعودي ينال كأس هذه البطولة، وجاء التتويج الهلالي على حساب غريمه التقليدي النصر السعودي بنتيجة 2-1. وواصل عرب آسيا كسر احتكار نظرائهم عرب افريقيا، اذ حافظ الهلال على اللقب الذي احرزه الاتحاد القطري حامل لقب البطولة العاشرة. وكعادة البطولات العربية لم تخل البطولة الحادية عشرة من المنغصات. وتمثلت بداية في انسحاب فريق الزمالك المصري. وتم ترشيح المريخ السوداني بديلاً منه، واعتذر فريق الوصل الامارتي، ووجهت دعوة الى الريان القطري للمشاركة، وقبل انطلاق البطولة شهد الاجتماع الفني للفرق اعتراضاً شديداً من النصر السعودي على اشراك فريقين من بلد واحد، هما الاتحاد والريان القطري في مجموعة واحدة، لكن الامانة العامة للاتحاد العربي رفضت الإعتراض النصراوي. وبلغت المنغصات ذروتها بعد الاشتباك الذي حصل بين لاعبي الاتحاد القطري والوحدات الاردني بعد ان حقق القطريون التعادل في الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع الذي احتسبه الحكم الجزائري داحو، وانتهت المباراة 3-3. ازاء هذه الاحداث اصدر الاتحاد العربي لكرة القدم مجموعة من القرارت تمثلت في ايقاف عدد من لاعبي الفريقين ومنعهم من المشاركة في البطولات العربية المقبلة لفترات متفاوتة. وحول ما صاحب البطولة العربية الحادية عشرة وجهت "الوسط" عدداً من الأسئلة الى الامين العام للاتحاد العربي لكرة القدم عثمان السعد في شأن مستقبل البطولات العربية، فرد قائلاً "أن دورة الرياض كانت من انجح البطولات العربية سواء على صعيد التنظيم او العروض التي قدمتها الفرق المشاركة، لا ننكر ان هناك بعض الهنّات، لكن تعاون القائمين على الاندية العربية ذلل الكثير من الصعوبات". وعن مستقبل البطولات العربية قال الامين العام: "ندرس في الاتحاد العربي امكان دمج البطولات العربية الثلاث في بطولة واحدة، قد يكون العام 2002 هو الوقت المناسب لتنفيذ هذه الفكرة. ويعزى ذلك الى كثرة الالتزامات لدى الاندية العربية الآسيوية والافريقية. نجحنا في السنوات الماضية في التنسيق مع الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ونظيره الافريقي، وكان تعاونهما مثمراً، لكن المشكلة تكمن في ان الاتحادين يشرفان على الكثير من البطولات، اذ أنه إضافة الى بطولات الاندية التي ينظمها الاتحادان القاريان، هناك بطولات متعددة للمنتخبات، لذا تجد ان الاندية العربية يهمها التمثيل القاري بغية الوجود في المحافل الدولية والاشتراك في بطولة اندية العالم". وعن تقويمه للبطولة الحادية عشرة، اشار السعد الى انها كانت مثار اعجاب النقاد العرب. وأضاف: "المستوى كان مرتفعاً للغاية، استعنا بافضل الحكام العرب امثال المغربي سعيد بلقولة والمصري جمال الغندور وكلاهما شارك في تحكيم مباريات كأس العالم التي اقيمت في فرنسا العام 1998. النهائي كان خير ختام للبطولة العربية بلقاء الجارين الهلال والنصر. كما ان الدورة افصحت عن بطل جديد لها، وشهدت حصول نادٍ سعودي على كأسها للمرة الأولى في تاريخها". وعن سبب غياب الجمهور، قال السعد: "لا اكذبك القول إننا فوجئنا بعدد الجمهور المتواضع في مباريات المرحلة التمهيدية، خصوصاً مباراة الافتتاح، الامر الذي دعا الأمير سلطان بن فهد الى اصدار قرار يقضي بأن يلعب الفريق المنظم المباراة الافتتاحية دائماً، ومصدر دهشتنا من تواضع إقبال الجمهور هو شعبية الهلال والنصر، لكن حضور المباراة النهائية الذي وصل الى 50 الف متفرج أزال عتبنا على الجمهور". وعن الاحداث التي صاحبت لقاء الاتحاد القطري والوحدات الاردني، قال السعد: "لم نكن نتمنى ان تقع تلك الاحداث المؤسفة بين الاشقاء العرب، وهي ظاهرة لم نعتد عليها في بطولاتنا العربية، رد فعل الاتحاد العربي كان سريعاً جداً. لن نسمح بتكرار مثل تلك الاحداث، رفعنا الامر الى رئيس الاتحاد العربي لكرة القدم الأمير سلطان بن فهد الذي قام بدوره بتطبيق انظمة الاتحاد الدولي وأوقع العقوبات بحق مثيري الشغب، وبدورنا سنقوم برفع هذه العقوبات الى الاتحاد القاري لكل فريق". ذهبيات "الزعيم" أحرز الهلال السعودي كأس البطولة والميداليات الذهبية وحصل النصر على الميداليات الفضية. وفاز بجائزة افضل لاعب في البطولة لاعب وسط الهلال نواف التمياط، ونال جائزة افضل حارس محمد الخوجلي حارس النصر، وحقق لقب الهداف مهاجم الهلال عبدالله الجمعان برصيد 6 اهداف، وذهب كأس الأمير فيصل بن فهد للعب النظيف الى فريق الهلال، أما جائزة الجمهور المثالي فكانت من نصيب جمهور جبلة السوري. يعشق الهلاليون ان يكونوا دوماً في المقدمة، فقد سبق لهم الحصول على كأس اول دوري ممتاز يقام في السعودية، وكأس الأبطال الآسيوية وكأس "السوبر" الآسيوية، وكأس الاتحاد السعودي بعد تغيير مسماه الى كأس الامير فيصل بن فهد. ورسخ "الزعيم" وهو اللقب الذي يشتهر به الهلال عند انصاره هذا المفهوم بحصوله على هذه الكأس. لم يكن مشوار الهلال مفروشاً بالورد، اذ واجه الكثير من المطبات التي كانت ستعصف به، وكانت البداية عندما اعلن مدربه الروماني ايلي بالاتشي ابعاد قائد الفريق يوسف الثنيان مع التيماوي واحمد خليل من قائمة الفريق، ولقي هذا التصرف حنقاً لدى الجماهير الزرقاء، وزاد الطين بلّة الاداء المتواضع الذي ظهر به الفريق في مباراته الافتتاحية امام العربي الكويتي وفاز بصعوبة 2-1، لكنه عاد وقدم الأداء المعروف به واكتسح المريخ السوداني وسجل 5 اهداف نظيفة، ثم تعادل مع جبلة السوري 2-2، في مباراة اعتبرها الكثيرون مفاجأة، وبات مصير بالاتشي معلقاً على تجاوز اتحاد عنابة الجزائري في آخر مبارياته، ونجح في مسعاه وسجل مهاجمو الهلال هدفين لهدف، وفي الدور قبل النهائي وجد الهلاليون انفسهم امام فريق قوي للغاية هو شباب المحمدية المغربي، وخاضوا مباراة عالية المستوى وفازوا بالهدف الذهبي عن طريق نواف التمياط، وتأهلوا للمباراة النهائية. وسبقت النهائي تصريحات نصراوية ملتهبة من جانب رئيس نادي النصر الأمير عبدالرحمن بن سعود الذي توقع فوز فريقه على الهلال لخمسين سنة مقبلة! ودعا جماهير الهلال الى التنزه خارج الرياض لانهم لن يحققوا الفوز . وجاءت المباراة النهائية قمة في كل شيء الى ان نجح مهاجم الهلال عبدالله الجمعان في احراز الهدف الذهبي والفوز بالكأس العربية للمرة الأولى.