أعجبتني قدرتكم على الاستشعار التي اتضحت من خلال الموضوع الشيق الذي نشرته مجلتكم العدد 451 حول خرق العقوبات الدولية على العراق. فالموضوع استقرأ تحركات فرنسية بالسماح لطائرة مدنية بالتوجه إلى بغداد. وكما اتضح من مقالتكم، فإن الحصار الدولي على العراق يخلو من قرار دولي يمنع الطائرات المدنية من التوجه إلى بغداد. وصاحب الفكرة هو عراقي الأصل استطاع أن يستغل الفجوة القانونية الموجودة في القرارات الدولية. لقد غادرت الطائرة الفرنسية إلى العراق وحطت هناك من دون الحاجة إلى استئذان مجلس الأمن الدولي، وتبعتها طائرة روسية تقل عدداً من الخبراء في شؤون النفط، وكما يرى بعض المحللين فإن هذه الخطوة قد تكون بداية النهاية للحصار الدولي على العراق، لذا فإن استقراءكم المسبق للأحداث ثبتت صحته، فإن تكاثر الخروق "القانونية" على "الحصار" القانوني يجعل القرارات الدولية حول العراق أشبه بالمنخل ذي الإطار العام المتماسك، والثقوب التي تسمح بتسرب الماء بحرية تامة، وهذا هو ما نشهده بالفعل الآن! محمود عبدالسلام باريس