قرية القصار التراثية.. مَعْلَم تاريخي وحضاري في جزر فرسان    اعتقال أكثر من 100 محتج خلال احتجاجات مناهضة للحكومة بجورجيا    غداً..أول اجتماع خماسي لبحث خروقات هدنة لبنان    «الداخلية»: ضبط 19024 مخالفاً لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود خلال أسبوع    هل بدأ زيلينسكي مرحلة تقديم التنازلات؟    الكشافة السعودية تستعرض تجربتها في مكافحة التصحر بمؤتمر COP16    الفنون الشعبية والتراثية تُثري فعاليات حائل    "التعاون الإسلامي" تشارك في اجتماع التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين في بروكسيل    تنفيذ حُكم القتل في مواطنين خانا وطنهما وانضما لكيان إرهابي    الفرصة مهيأة لهطول الأمطار على 5 مناطق بالمملكة    وصول الطائرة الإغاثية السعودية ال 26 إلى لبنان    "وفد سعودي" لتعزيز التعاون الاقتصادي في طاجيكستان    "بلاغات الأدوية" تتجاوز 32 ألفًا في شهر واحد    «فيفا» يعلن حصول ملف استضافة السعودية لكأس العالم 2034 على أعلى تقييم في التاريخ    أستراليا تحظر «السوشال ميديا» على الأطفال    سكري القصيم «عقدة» رائد التحدي    استهداف 34 ألف لاعب تتراوح أعمارهم بين 6 إلى 9 سنوات    نائب رئيس مجلس الإفتاء السويدي: المملكة ناصرة للدين الإسلامي    بحضور وزير الرياضة.. انطلاق منافسات سباق "سال جدة جي تي 2024"    «الإيدز» يبعد 100 مقيم ووافد من الكويت    معرض "أنا عربية" يفتتح أبوابه لاستقبال الجمهور في منطقة "فيا رياض"    باكستان تقدم لزوار معرض "بَنان" أشهر المنتجات الحرفية المصنعة على أيدي نساء القرى    انطلاق فعاليات معرض وزارة الداخلية التوعوي لتعزيز السلامة المرورية    مطارات الدمام تدشن مطارنا أخضر مع مسافريها بإستخدام الذكاء الاصطناعي    ديوانية الأطباء في اللقاء ال89 عن شبكية العين    أمير منطقة تبوك يستقبل رئيس واعضاء مجلس ادارة جمعية التوحد بالمنطقة    مدني الزلفي ينفذ التمرين الفرضي ل كارثة سيول بحي العزيزية    مدني أبها يخمد حريقًا في غرفة خارجية نتيجة وميض لحظي    الأهلي يتغلب على الوحدة بهدف محرز في دوري روشن للمحترفين    ندى الغامدي تتوج بجائزة الأمير سعود بن نهار آل سعود    البنك المركزي الروسي: لا حاجة لإجراءات طارئة لدعم قيمة الروبل    الجبلين يتعادل مع الحزم إيجابياً في دوري يلو    "أخضر السيدات" يخسر وديته أمام نظيره الفلسطيني    حرمان قاصر وجه إهانات عنصرية إلى فينيسيوس من دخول الملاعب لمدة عام    6 مراحل تاريخية مهمة أسست ل«قطار الرياض».. تعرف عليها    خطيب المسجد النبوي: السجود ملجأ إلى الله وعلاج للقلوب وتفريج للهموم    السعودية تتسلّم مواطنًا مطلوبًا دوليًا في قضايا فساد مالي وإداري من روسيا الاتحادية    الشؤون الإسلامية تطلق الدورة التأهلية لمنسوبي المساجد    خطيب المسجد الحرام: أعظمِ أعمالِ البِرِّ أن يترُكَ العبدُ خلفَه ذُرّيَّة صالحة مباركة    وكيل إمارة جازان للشؤون الأمنية يفتتح البرنامج الدعوي "المخدرات عدو التنمية"    الملحم يعيد المعارك الأدبية بمهاجمة «حياة القصيبي في الإدارة»    التشكيلي الخزمري: وصلت لما أصبو إليه وأتعمد الرمزية لتعميق الفكرة    تقدمهم عدد من الأمراء ونوابهم.. المصلون يؤدون صلاة الاستسقاء بالمناطق كافة    انطباع نقدي لقصيدة «بعد حيِّي» للشاعرة منى البدراني    فصل التوائم.. البداية والمسيرة    "راديو مدل بيست" توسع نطاق بثها وتصل إلى أبها    بالله نحسدك على ايش؟!    حملة توعوية بجدة عن التهاب المفاصل الفقارية المحوري    أمير تبوك يستقبل المواطن مطير الضيوفي الذي تنازل عن قاتل ابنه    وزير الخارجية يصل الكويت للمشاركة في الدورة ال 162 للمجلس الوزاري التحضيري للمجلس الأعلى الخليجي    إنسانية عبدالعزيز بن سلمان    أمير حائل يعقد لقاءً مع قافلة شباب الغد    أكدت رفضها القاطع للإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين.. السعودية تدعو لحظر جميع أسلحة الدمار الشامل    محمد بن عبدالرحمن يشرّف حفل سفارة عُمان    رئيس مجلس الشيوخ في باكستان يصل المدينة المنورة    أمير تبوك يقف على المراحل النهائية لمشروع مبنى مجلس المنطقة    هيئة تطوير محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية ترصد ممارسات صيد جائر بالمحمية    هنآ رئيس الأوروغواي الشرقية.. خادم الحرمين الشريفين وولي العهد يعزيان القيادة الكويتية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نفت كل الإشاعات عن حياتها العائلية وأكدت أنها لا تلتقي إسرائيليين . سهى عرفات ل"الوسط": أبو عمار أسعد زوج !
نشر في الحياة يوم 06 - 09 - 1999

كثرت الأقاويل والإشاعات في الآونة الأخيرة عن علاقة سهى عرفات بزوجها الرئيس ياسر عرفات. وحين غادرت أراضي السلطة الوطنية الفلسطينية أخيراً في إحدى رحلاتها السنوية المعتادة، تحدثت إشاعات عن أنها غادرت نهائياً ولن تعود، لأنه لم يعد ثمة ما يربط أبو عمار بها! وتداخلت هذه الإشاعات والتكهنات مع مسائل أخرى إثر ما نسب الى سهى عرفات من تصريحات تضمنت إنتقادات حادة لبعض مستشاري زوجها.
حملت "الوسط" تساؤلات جريئة وصريحة الى سهى عرفات التي كانت قد عادت لتوها الى منزلها في غزة، وحاولت أن تحصل منها على إجابات تكشف الحقيقة عن علاقتها بزوجها وابنتهما، وعلاقتها بالاسرائيليين والارتباطات الأسرية الأخرى داخل فلسطين وخارجها" فكان هذا الحوار.
بدت سهى عرفات 35 عاماً في غاية السعادة والفرح وهي تتبادل الحديث مع حشد من سيدات غزة اللاتي وفدن لتحيتها إثر عودتها الى قطاع غزة من عطلة قضتها ضيفة على السيدة ليلى قرينة الرئيس التونسي زين العابدين بن علي. وكان واضحاً أن الحديث في صالون قرينة الرئيس الفلسطيني يتناول القضايا المختلفة التي تهم النساء في كل مكان، وكانت قد بدأته السيدة عرفات بسؤال لضيفاتها عن سر محافظتهن على شبابهن. غير أنه مع ذلك لم يخل من تطرق الى السياسة والمشكلات الإجتماعية وآخر المستجدات في غزة. وتحدثت سهى عرفات لزائراتها عن جولة قامت بها على عدد من الدول الأوروبية لدعم "مؤسسة المستقبل الخيرية" التي ترعاها. ولم تنس أن تتحدث عن شفائها من وعكة صحية ألمت بها أخيراً... وهي الوعكة التي انتقلت من حديث المجالس الخاصة الى صفحات عدد من الصحف العربية والأجنبية التي ذكرت أن المسألة ليس مرضاً، بل أكثر من ذلك... إنها أسوأ الفصول في علاقة السيدة الفلسطينية الأولى مع زوجها!
تقول سهى عرفات إن فصل الصيف هو، عادة، أسوأ الفصول بالنسبة الى الصحافة المحلية والعالمية، "بسبب غياب الأحداث الكبيرة التي ترتبط بصنّاع الأخبار الذين يقضون عطلاتهم خلال هذه الفترة بعيداً عن السياسة ووسائل الإعلام. وحتى الصفحات الأُولى في كبريات الصحف العالمية تضطر بسبب غياب الأخبار الكبيرة صيفاً الى احتضان أخبار صحية وعلمية وما يتعلق بالتغيرات الجوية". وتضيف الفلسطينية الأولى إنها لم تكن تتوقع مطلقاً أن تتحول الحياة الزوجية للرئيس الفلسطيني مادة تتداولها المجالس وصفحات الصحف. وتصمت ثم تتابع: "صحيح ان كل زوجة مسؤول كبير أو رئيس دولة أو قائد شعب تحظى باهتمام إعلامي، وقد تُسلط الأضواء عليها، لكن المسألة لا تخلو من مبالغة وتضليل".
ولاحظت سهى عرفات، بعدما أشارت "الوسط" صراحة الى ما أشيع خلال الأسابيع الماضية عن علاقتها بزوجها، أنه كلما تعقدت إحدى جولات المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين، "خرجت أجهزة إعلام معينة بروايات تعتقد بأنها ستؤثر في المركز التفاوضي الفلسطيني".
وأضافت: "حين تعقدت المفاوضات بين الطرفين أثناء حكم رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتانياهو، أشيعت أخبار عن تدهور صحة أبو عمار وذلك بهدف خلق بلبلة. الآن في عهد رئيس الوزراء ايهود باراك تخرج الآلة الإعلامية التي تديرها أصابع فلسطينية بإشاعات تحاول النيل مني ومن علاقتي بزوجي، لكنها لا تستطيع ذلك، فأبو عمار أسعد زوج". وتضيف الفلسطينية الأولى: "الله يعين أبو عمار، هل تنقصه هموم غير التي هو فيها؟"
زهوة تعلم أباها
وتزامنت عودة سهى عرفات من رحلتها الخارجية الأخيرة مع فوز المنتخب الوطني الفلسطيني لكرة القدم بالميدالية البرونزية في منافسات الدورة الرياضية العربية التي استضافتها العاصمة الأردنية عمّان. وكان الرئيس الفلسطيني مفعماً بالفرح والسعادة في تلك الليلة.
عند وصول الطائرة التي أقلت سهى عرفات الى مطار غزة، وجدت في استقبالها أم ناصر القدوة شقيقة أبو عمار. وانتقل الركب من المطار الى "الفيلا" المخصصة لإقامة الرئيس وأسرته في حي الرمال القريب من الشاطئ.
كان ابو عمار في مكتبه الذي لا يبعد كثيراً عن "الفيلا". وبعد استمتاعه بمشاهدة المباراة وفرحته بنتيجتها، توجه الى "الفيلا" ليرحب بزوجته، وليستأنف "دروساً" يتلقاها في اللغة الفرنسية على يد طفلته زهوة التي تجيد الفرنسية أكثر من أبيها. ويبدو أبو عمار سعيداً وهو يستذكر دروس اللغة الفرنسية التي تعلمها في السابق لكنه نسي معظمها. وللدلالة على جديته، يغني أبو عمار لصغيرته الأغنية الوحيدة التي يجيد أداءها، وهي أغنية "فريري جاكي" الفرنسية الشهيرة التي يرددها الأطفال وتحبها زهوة. يبدأ أبو عمار الغناء، غير أن زهوة لا تلبث أن تستكملها. ثم تنطلق لتلقي على والدها سيلاً من الأسئلة، قبل أن تتدخل أمها "لإنقاذ" أبو عمار.
والواقع - تقول سهى عرفات - أن زهوة تعلمت الفرنسية من مربيتها السنغالية التي أرسلها خصيصاً الرئيس السنغالي عبده ضيوف. وحين يهم عرفات بأداء الصلاة تنطلق زهوة لتقلده، وهو أمر يملأ نفسه زهواً وافتخاراً. تشير سهى عرفات الى أن حفاظ المربية السنغالية على أداء الصلوات ترك أثراً كبيراً في نفس زهوة، "وهو أمر إيجابي".
لكنها تقول إن الحياة ليست مليئة في كل الأوقات بالأشياء المفرحة، "فقد كان الأسبوع الماضي محزناً جداً بالنسبة إلينا، إذ فقدنا صديقاً عزيزاً بالنسبة إلينا - شعباً وأسرة - وهو الأمير فيصل بن فهد بن عبد العزيز الرئيس العام لرعاية الشباب في المملكة العربية السعودية الذي تربطنا به وبزوجته علاقة وطيدة". وذكرت سهى عرفات ل "الوسط" أنها تخطط لبناء مركز يحمل اسم الأمير الراحل في قطاع غزة للعناية بالأطفال المرضى والمعاقين. وأوضحت أن الأمير فيصل بن فهد تبرع قبل شهرين من رحيله بمليون و200 ألف دولار لتشييد المركز المذكور.
ومما يثير القلق في نفس الفلسطينية الأولى خوفها على صحة السيدة انعام عرفات - كبرى شقيقات الرئيس الفلسطيني - التي تمر بوضع صحي دقيق في مستشفى خان يونس. وقالت إنها حرصت في اليوم التالي لعودتها على عيادة السيدة انعام "الغالية على قلبي وقلب أبو عمار". وأشارت الى أن السيدة انعام عاشت معظم سنوات عمرها في القاهرة قبل انتقالها الى غزة. وأوضحت أن زوجها يحرص على زيارة شقيقته في المستشفى كلما اتيحت له الفرصة، لأنها تولت العناية به أثناء طفولته.
وتحدثت أيضاً عن لوعتها لرحيل صديقة عزيزة وأثيرة لديها، وهي السيدة فريال الأغا زوجة زكريا الأغا عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح". وتضيف، في حسرة، "الأعمار بيد رب العالمين".
انزعاج اسرائيلي
غير أن غياب سهى عرفات الطويل من غزة كان كافياً لتغذية الإشاعات عن حياتها الزوجية. سألتها "الوسط": لماذا هذا الغياب؟ فأجابت: "أنا فعلاً اشتقت الى غزة وأهلها الطيبين، ولكن ليس كل ما يتمنى المرء يدركه. الواقع أنه مرت بي ظروف صحية كان لا بد من العناية بها. كما حدثت ظروف أخرى تتعلق بنشاطات لها علاقة بالجمعية التي أرعاها وأشرف على عملها في قطاع غزة والضفة الغربية، إضافة الى اتصالات تتعلق بالتحضير لمهرجان بيت لحم الذي سيقام العام 2000. والمهم أنني عدت وأنا سعيدة بعودتي الى منزلي وزوجي ونشاطي وابنتي ومدرستها".
وتضيف سهى: "الواقع أن تحركاتي تثير انزعاج الاسرائيليين لأنني لم أزر المناطق الخاضعة لسيطرتهم، كما أنني لا أستقبل اياً منهم ولا أتعامل مع إداراتهم ومكاتبهم. وتسأل "الوسط": ألا يتعارض هذا الموقف مع الاتصالات واللقاءات المستمرة بين زوجها والاسرائيليين؟ تجيب: "لأن أبو عمار يعمل في المجال السياسي فهناك من المبررات ما يسوغ لقاءاته مع الاسرائيليين، أما أنا فلا أستقبل يمينيين ولا يساريين منهم. وهم، من جانبهم، يعتبرون موقفي هذا عقبة أمامهم، خصوصاً أنني أركز على علاقاتي العربية انطلاقاً من دمشق مروراً ببغداد والكويت وانتهاء بالمنامة وأبو ظبي وقطر".
ولكن كان ملحوظاً أيضاً أن سهى عرفات كانت في الخارج الشهر الماضي الذي يصادف عادة يوم مولد الرئيس الفلسطيني. وربما كان غيابها عن الاحتفال بيوم ميلاد أبو عمار سبباً في كثرة الإشاعات التي تناولت حياتها الأسرية. تقول عن ذلك: "الواقع أن أبو عمار يكره الاحتفال بمناسبات من هذا القبيل. ولم نحتفل مطلقاً بهذه المناسبة في أي سنة سابقة. وحتى حين نكون موجودين في فلسطين، يصادف أنه يكون في رام الله وأنا في غزة. وهو يمنعنا - كرب أسرة - من الالتفات الى مثل هذه المناسبات".
وروت الفلسطينية الأولى كيف استشاط زوجها غضباً ذات يوم، حين فوجئ بأن مسؤولي مكتبه أحضروا شمعات وأوقدوها ليطفئها الزعيم في مناسبة يوم ميلاده. وأضافت: "إنه لا يتذكر أعياد ميلاد الآخرين، وآخر هم لديه أن يتنبّه الى عيد ميلاده. بل هو لا يحضر عيد ميلاد ابنته زهوة، ولو حضر فلن يبقى معنا سوى دقائق".
وكأنها شعرت بأن حديثها طال وهي تجيب عن أسباب غيابها، يأتي صوتها قوياً هذه المرة لتقول: "ما الغرابة في أن أسافر الى الخارج؟ لقد درست وعشت فترة طويلة من حياتي في الغربة. السفر بالنسبة إليّ وإلى أسرتي أمر طبيعي، كما أنني أقضي بانتظام عطلتي في الخارج ليكون بوسعي استئناف علاقاتنا الأسرية مع كثير من أصدقاء الأسرة الذين لا تسمح لهم ظروفهم بزيارتنا في الأراضي الخاضعة للسلطة الفلسطينية. وحين يأتي اليوم الذي تُزال فيه الحواجز التي تعرقل مجيء إخوتنا وأصدقائنا ليزوروا القدس ورام الله سأبذل قصارى جهدي للبقاء في هذه الأرض التي فتحت عينيّ على جبالها ووديانها وطرقاتها المتعرجة".
وأشارت "الوسط" الى ما نسب الى سهى عرفات من انتقادات وجهتها الى أعوان أبو عمار، فردت بأنها ترفض التعليق على علاقتها مع المحيطين بزوجها، وقالت: "ما يهمني في الدرجة الأولى علاقتي بزوجي، وكل ما سبق أن وجهته من انتقادات كان يتعلق بتحسين الأداء الإداري ومكافحة الفساد. وليس سراً أن أبو عمار كان أول من بادر الى فتح الملفات التي أشارت اليها تصريحاتي". وزادت: "المهم أن تنجح السلطة الوطنية الفلسطينية في بناء مؤسسات تتسم بالشفافية على رغم الظروف الخاصة التي تعمل فيها تلك المؤسسات، خصوصاً أن شبح الاحتلال لا يزال يخيم على كل ممرات العبور".
إذاً أي علاقة تلك التي تربط بين سهى وزوجها؟ ترد قرينة الرئيس الفلسطيني: "إنها علاقة قائمة على الاحترام والحنان والتقدير والحب المتبادل". وتشير الى أسفار زوجها الكثيرة، وتعتبر أنها تعودت هذه الأشياء، لأن أبو عمار قام بتمديد نفوذ السلطة الوطنية الفلسطينية الى عدد من المدن الفلسطينية، وهو مضطر للتنقل بين تلك المدن، وذلك الى جانب أعبائه ومسؤولياته الأخرى. غير أنها رأت أن إقامته في تونس لم تكن تنطوي على أسفار كثيرة وطويلة كما هي حاله الآن.
وتضيف ضاحكة: "الواقع أننا نجحنا في التأقلم مع أسلوب حياة أبو عمار". لكنها سرعان ما تعود لتقر بأن حجم المهمات والالتزامات التي يقوم بها زوجها زاد كثيراً عما كان عليه الأمر في تونس. وتقول: "خذ مثلاً السبت قبل الماضي... استيقظت من النوم لأفاجأ بأن منزلي يعج بالضيوف من مفاوضين فلسطينيين وإسرائيليين قدموا للإجتماع مع أبو عمار في الطبقة الأولى من المنزل. وتواصل ضاحكة: "صافحتهم جميعاً ومازحتهم بأن وصفتهم بأنهم يحتلون منزلنا. ولم يكن أمامي متسع للبقاء معهم لأنه كان لزاماً عليّ أن أرافق زهوة الى مدرستها لتلتحق برفاقها ورفيقاتها في الصف التمهيدي الثاني".
والحديث عن زهوة يملأ والدتها حماساً وزهواً. تقول إن بنتها لا تواجه أي صعوبات في التحدث بالعربية والفرنسية على رغم أنها لم تتخط عامها الرابع. لكنها تعترف بأن بنتها أضحت تفضل السهر على النوم المبكر، "لأن تلك هي فرصتها الوحيدة لتستعرض لعباتها أمام والدها. ومع ذلك فهي تحرص على أداء التحية العسكرية لأبيها قبل مغادرته المنزل صباحاً. وتترقب موعد عودته بعد الظهر لتكون جاهزة لأداء التحية العسكرية".
تذكرت - وهي تتحدث - أن هناك من أشاروا الى أن سهى عرفات على رغم غيابها الطويل خارج بلادها لم تكن على اتصال هاتفي بقطاع غزة! وجهت إليها السؤال فتحفزت وردت: "هذا ليس صحيحاً، إذ كنت على اتصال مستمر بأبو عمار، إما بشكل مباشر وإما من خلال مدير مكتبه الدكتور رمزي خوري. وبالمناسبة أبو عمار لا يحب الحديث على الهاتف طويلاً، وهو مقل ومختصر للغاية في محادثاته الهاتفية. ويدرك أن أجهزة الاستخبارات في كل أنحاء العالم تراقب إتصالاته وتتنصت حتى على دقات قلبه".
قلبه؟ هذه ملائمة لتوجيه سؤال عن صحة الرئيس الفلسطيني التي تتناولها وسائل الإعلام بشكل لا ينقطع. قالت: "الحمد لله، أبو عمار صحته جيدة، وللدقة أقول إنها ممتازة". وحين أشارت "الوسط" الى ارتجاف شفتي الزعيم الفلسطيني، ردت زوجته:"إنها رجفة حميدة، تبرز كلما أصيب أبوعمار بالإعياء والتعب. وعندما تتاح له فرصة الاستراحة من السفر بضعة أيام تختفي الرجفة. وإذا كان الشبان يصابون بالإعياء بعد سفر يستمر يوماً أو يومين مروراً بعواصم عدة، فكيف الحال برجل يحمل هموم شعبه على كتفيه منذ حوالي 50 عاماً"؟ وتضحك أم زهوة، وتواصل: "الأعمار بيد الله. هناك من تقبض أوراحهم وهم في عمر الورود . لقد سلمنا أمرنا الى الله".
هل لقرينة الرئيس الفلسطيني صلة بعالم المال والأعمال؟ سؤال أثار عدم الإرتياح في نفس سهى عرفات. تساءلت في ضيق ظاهر:"أي مال؟ وأي أعمال؟ لو كان هناك شيء من هذا القبيل لرأيتم وسائل الإعلام كلها تتحدث عني. لكن الحمد لله أن كل النشاطات التجارية التي تتم في المناطق الخاضعة للسلطة الفلسطينية تقوم بها عائلات فلسطينية معروفة. وأضافت: ليس هنالك شيء مخفي عن عالم المال والأعمال في الضفة الغربية والقطاع. إن درجة الوعي لدى المواطن الفلسطيني - داخل فلسطين وخارجها - مرتفعة، وهي صمام أمان لنا ولمستقبل قضيتنا.
وتابعت: "إن الإنتقادات التي توجه الى إداء السلطة الوطنية الفلسطينية، وإن كثرت، لا يعني أن الوضع على درجة كبيرة من السوء، بل هي بمثابة إنذار يمنع كل من هم على استعداد للتهاون في مصلحة الشعب ومستقبله من المضي في توجهاتهم". وقالت: "هناك مخلصون في أداء واجباتهم، لكن المجتمع الفلسطيني لا يختلف عن المجتمعات العربية الأخرى المحيطة بنا. وأكدت أن انفتاح الفلسطينيين على وسائل الإعلام في مناطق السلطة وخارجها يجعل من السهل على وسائل الإعلام اقتناص كل شاردة وواردة".
وزادت: "لا أدري هل هو من حسن حظنا أم من سوئه أن صراعنا يدور مع الشعب اليهودي الذي يملك من المال والمقدرات ما يجعله قادراً على التأثير على الآخرين الى درجة أكبر من تأثير الشعوب الأخرى".
لكن "الوسط" عاودت الكرة لتسأل الفلسطينية الأولى عن علاقتها ب "صفقة الهاتف" والدعوى التي أقامها رجال أعمال ضد السلطة الفلسطينية التي قامت بإلغاء الصفقة. ضحكت سهى عرفات وقالت: "هذه القصة لها أكثر من ست سنوات، وأنا شخصياً لا علاقة لي بها ومع ذلك يزجون باسمي فيها في مسعى للنيل مني ومن زوجي".
وتقر قرينة الرئيس الفلسطيني بأنها على رغم أنها تحمل درجة جامعية في الاقتصاد، إلا أنها لا تبدي رأياً في كثير من القضايا الإقتصادية "حتى لا يساء فهم موقفي في مثل هذه الحالات". وتؤكد أن اهتمامها ينصب على النشاط الإجتماعي الذي يسهم في رفع مستوى الطفل الفلسطيني "باعتباره عماد المستقبل لهذا الشعب والوطن". ويضيف مقربون الى الأسرة الفلسطينية الأولى إن حرص عرفات على عدم ارتباط أي فرد من أسرته بأي نشاط تجاري أو مالي، الى جانب حياته التقشفية القاسية، كل ذلك يلقي ظلاله على حياة سهى عرفات التي كان والدها مديراً مرموقاً قبل وفاته لأحد المصارف في فرنسا. وتهتم سهى عرفات باحترام العادات والتقاليد، وتقول: "نحن شعب محافظ، وأمة متمسكة بتقاليدها، ودوري في المجتمع دور السيدة التي تدعم زوجها في كل خطوة يخطوها، خصوصاً حين يتعلق الأمر بمصير شعبنا ودولته"


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.