هبوط حاد للعملات المشفرة.. «بيتكوين» تتراجع 6.5%    المستشار الألماني: الدفاع الأوروبي يحتاج إلى "مزيد من التصميم"    اكتمال مغادرة الدفعة الثالثة لضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين للعمرة والزيارة إلى بلدانهم    تعليم مكة تحكِّم 16 ورقة عمل تعليمية لبرنامج " جسور التواصل "    أمير القصيم يكرّم المشاركين في ملتقى اليوم السعودي العالمي للتطوع    أمير القصيم يتسلم تقرير أعمال شركة الاتصالات السعودية لعام 2024    محافظ الخرج يستقبل رئيس جامعة الأمير سطام بن عبدالعزيز    روسيا تدرس السعودية والإمارات كموقع محتمل لقمة بين بوتين وترمب    طاقم تحكيم سعودي يقود لقاء العين والريان في كأس الأبطال للنخبة    28 فبراير آخر يوم للاستفادة من مبادرة الإعفاء من الغرامات والمخالفات    نائب أمير الشرقية يستقبل قائد القوة الخاصة للأمن البيئي بالمنطقة    أمانة القصيم تنفذ أكثر من 658 ألف جولة رقابية خلال عام 2024    عبدالعزيز بن سعد: رالي حائل الدولي ..حقق مكاسب تنموية ورياضية واقتصادية تتماشى مع رؤيه الوطن 2030    استئصال ورم سرطاني ضخم يزن 8 كغ من بطن مريضة بالقصيم    7 مليون فحص مخبري في مستشفى الرس خلال 2024    اتفاق بين جوبا والخرطوم على مراقبة الحدود    تفعّيل برنامج "جهود المملكة العربية السعودية في محاربة التطرف والإرهاب"    أمير الجوف يستقبل قائديّ حرس الحدود بالمنطقة السابق والمُعيَّن حديثًا    سلمان بن سلطان يدشن قاعة المؤتمرات الكبرى بغرفة المدينة    جولة مدير مستشفى عفيف العام التفقديه    لمسة وفاء.. الدكتور محمد بن عبدالله آل دخيش القحطاني    رئيسة وزراء الدنمرك: غرينلاند ليست للبيع    "كشتة البديع" تجتذب المزيد من العائلات والأفراد ب 19 فعالية متنوعة    تقييم صادم للنجم المصري عمر مرموش ومدرب «مان سيتي» يبرر !    الهدنة ومصير الحرب على طاولة نتنياهو وترمب الثلاثاء    الجامعة الإسلامية تُطلق فعاليات "أسبوع البحث العلمي السادس"    الدولار الكندي لأدنى مستوياته في 22 عاماً    الرئيس السوري يغادر الرياض وفي مقدمة مودعيه أمير المنطقة    أبو الغيط يأمين الجامعة العربية دعو العلماء العرب لوضع وثيقة لتنظيم الذكاء الاصطناعي بما يتماشى مع المصالح العربية    الموارد البشرية: تعديل المدة المسموحة لرفع ملفات حماية الأجور في منصة "مدد" إلى 30 يومًا ابتداءً من 1 مارس 2025    اليابان تطلق صاروخًا يحمل قمرًا صناعيًا لتحديد المواقع الجغرافية    5 مخاطر صحية تهدد العاملين بنظام المناوبات    عبدالله آل عصمان مُديراً لتعليم سراة عبيدة    أمانة جدة تشرع في إشعار أصحاب المباني الآيلة للسقوط بحيي الفيصلية والربوة    محافظ جدة يطلع على خطط المرور والدفاع المدني    في الجولة ال 20 من دوري" يلو".. الصفا يستقبل العدالة.. والبكيرية يواجه الجبلين    الأهلي يعير «ماكسيمان» لنابولي الإيطالي    كلنا نعيش بستر الله    التعاقدات.. تعرف إيه عن المنطق؟    من أسرار الجريش    ضمن نزالات UFC في «موسم الرياض».. «إيماموف» يحسم مواجهته مع «أديسانيا» بالضربة القاضية    رصاص الاحتلال يقتل المسنين وعشرات يقتحمون الأقصى    إن اردت السلام فتجنب هؤلاء    العلاقات بين الذل والكرامة    توقيع مذكرة تفاهم «الجسر السعودي-الألماني للهيدروجين الأخضر» بين «أكواباور» و«سيفي»    تعزيز استقلالية المملكة في الأنظمة والصناعات العسكرية    مواقف تاريخية للسعودية لإعادة سورية لمحيطها العربي    «عاصفة الفئران» تجتاح 11 مدينة حول العالم    شرطة الرياض تقبض على مقيم لمخالفته نظام مكافحة جرائم الاتجار بالأشخاص    3 أهداف تتنافس على الأجمل في الجولة ال18 من مسابقة دوري روشن للمحترفين    على هوامش القول.. ومهرجان الدرعية للرواية    هيئة الترفيه.. فن صناعة الجمال    محمد عبده.. تغريدة الفن....!    القيادة تعزي أمير الكويت في وفاة الشيخ دعيج إبراهيم الصباح    القيادة تُعزي رئيس ألمانيا في وفاة الرئيس السابق هورست كولر    أمير تبوك يواسي أسرتي الطويان والصالح    الأسرة في القرآن    تفسير الأحلام والمبشرات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بطولة القارات الرابعة لكرة القدم . المكسيك تثأر من البرازيل والسعودية تعود بجائزة ترضية والزلزال يضرب الكرة المصرية

فازت المكسيك على البرازيل 4/3 في المباراة النهائية لبطولة القارات الرابعة التي أقيمت على ستاد أزتيكا في مكسيكو وثأرت لخسارتها أمام راقصي السامبا مرتين في كوبا أميركا 1999 الأولى في الدور الأول 1/2 والثانية في الدور نصف النهائي صفر/2. وكان اللقب أفلت من المكسيك في بطولة القارات الثانية التي أقيمت في المملكة العربية السعودية عندما خسرت المباراة النهائية أمام الدنمارك صفر/2.
وجاء اللقب تتويجاً لجهود المدرب مانويل لابوانتي ولجهود اللاعبين الذين استماتوا في الشوط الأول من المباراة هجوماً ودفاعاً فصالوا وجالوا ونهبوا أرض الملعب وقطعوا الماء والهواء عن لاعبي المنتخب البرازيلي، وأعطوا انطباعاً بأنهم يلعبون نيابة عن شعب بأسره متعطش الى الفوز، وأثمر الضغط الذي مارسه المكسيكيون هدفين مبكرين الأول سجله زيبيدا في الدقيقة 12 والثاني سجله أبونديس في الدقيقة ال 27 وخشي المراقبون أن يتكرر سيناريو كأس العالم 1998 في باريس لان البرازيليين فقدوا توازنهم وعجزوا عن بناء هجمة واحدة يهددون بها مرمى الحارس المكسيكي كامبوس. ولولا الهجمة الأخيرة التي أثمرت هدفاً من ضربة جزاء والشوط الأول يلفظ أنفاسه الأخيرة لكان بوسعنا أن نعتبر البرازيليين ضيوفاً على المباراة لأنهم قدموا أسوأ أداء لهم خلال هذه البطولة.
وفي الشوط الثاني أجرى المدرب البرازيلي تبديلاً ناجحاً أسفر عن هدف مفاجىء سجله البديل روني بعد دقيقتين من نزوله الى الملعب فعادت الحرارة الى أجواء المباراة التي شهدت منافسة ندية بين الفريقين لكن صحوة البرازيليين لم تدم طويلاً لأن المكسيكيين عقدوا العزم على حسم المباراة لصالحهم فسجل الهدف الثالث في الدقيقة ال 51 ورفع بلانكو المتألق الغلة الى أربعة أهداف في الدقيقة ال 62، وجاء رد البرازيليين سريعاً فسجل زي روبرتو هدفاً في الدقيقة ال 63، لكنهم عجزوا عن ادراك التعادل وبالتالي فشلوا في الحفاظ على لقب بطولة القارات.
والواقع أن بطولة القارات الرابعة التي أقيمت في المكسيك حفلت بالمفارقات والمفاجآت، وشهدت زلزالاً ضرب هيبة الكرة الألمانية التي خسرت أمام البرازيل صفر/4 وأمام الولايات المتحدة صفر/2 وخرجت من الدور الأول، وخلف آثاراً مدمرة على الكرة المصرية بعد الهزيمة الثقيلة التي مني بها المنتخب أمام السعودية 1/5 ولم يوفر الكرة السعودية التي تلقت هزيمتين قاسيتين الأولى أمام المكسيك 1/5 والثانية أمام البرازيل 2/8. لكن السعوديين خرجوا من بطولة القارات بجائزة ترضية اذ بلغوا الدور نصف النهائي وعزاؤهم ان المكسيك شهدت ولادة نجم جديد هو مرزوق العتيبي لاعب الشباب، فقد لفت الأنظار بأدائه المميز ومهاراته العالية وتوج هدافاً للدورة برصيد 6 أهداف مع البرازيلي رونالدينيو والمكسيكي بلانكو. وستحاول "الوسط" أن ترصد الانعكاسات التي خلفتها مشاركة كل من مصر والسعودية في بطولة القارات.
المشاركة المصرية
مباريات كرة القدم أشبه بسباق العدو لاجتياز الحواجز. والعداء الذي يفرح ويهلل عند عبور الحاجز وينظر خلفه لرؤية الحاجز الذي سقط يدفع الثمن سريعاً ويسقط عند الحاجز التالي.
وهذا هو الموقف الذي عانى منه المنتخب المصري في بطولة القارات في المكسيك فقد تمكن منتخب مصر من التعادل 2/2 مع المكسيك بعدما كان خاسراً صفر/2 وهو يلعب ناقصاً، وخرجت الجماهير المصرية الى الشوارع تحتفل بالنصر، وتحدث محمود الجوهري المدير الفني للمنتخب بزهو عن لاعبيه، ونسي اللاعبون مباراتهم التالية ضد السعودية، وتحدثوا عن مباراتهم المتوقعة ضد البرازيل في نصف النهائي، واعتبروا مباراة السعودية نزهة في الملعب.
وفي ظل تلك الثقة الزائدة أو الغرور القاتل لقي المنتخب المصري أثقل هزيمة عربية في تاريخه وسقط أمام السعودية 1/5. ولكن الخسارة الفادحة في الملعب لم تكن الوحيدة للمصريين، وجاءت السقطة الكبرى في الانفلات السلوكي للاعبين وفي ردود أفعال المسؤولين.
اللاعبون لم يتحملوا تقدم السعودية المبكر بهدف، ففقدوا أعصابهم، وارتكب عبد الستار صبري مخالفة أخلاقية باعتدائه على صالح الداود، ونال البطاقة الحمراء، وتبعه حازم أمام بسلسلة من الاخطاء استوجبت بطاقة حمراء ثانية، ولعب المصريون بتسعة لاعبين، وفي الشوط الثاني نال سمير كمونة البطاقة الحمراء الثالثة.
الهزيمة 1/5 من السعودية هي الاولى للمنتخب المصري رسمياً أمام شقيقه الاسيوي. لكنها جاءت مريرة ودفعت الجماهير المصرية الى تصرفات تعبر عن الذهول، وصلت الى ذروتها في تظاهرة لأكثر من الف شخص في الساحل الشمالي على شكل موكب جنائزي، حملوا نعشاً يمثل منتخب مصر ورفضوا دفنه، وألقوه في البحر.
الصحافة المصرية وصفت الهزيمة بالفضيحة والنكسة و"الوكسة". وقال البعض إنها إهدار لكرامة الكرة المصرية.
وتحول الجميع للبحث عن سبب خارجي لإلقاء مسؤولية الهزيمة عليه.
الجوهري واللاعبون وسمير زاهر رئيس الاتحاد، وجدوا في الحكم الباراغواني، بالدو اكينو، الذي ادار المباراة، ضالتهم المنشودة. وانطلقوا جميعا يعزفون على وتر واحد. ويؤكدون ان الحكم ظلم المنتخب المصري وكان متربصاً باللاعبين وان قراراته غير العادلة حولت مسار المباراة. وذهب البعض الى حد اتهام المسؤولين في "الفيفا" بالتآمر ضد المنتخب المصري وشراء الحكم.
وركبت الصحافة المحلية هذه الموجة، فشنت هجوماً شرساً ضد الحكم واشاعت ان "الفيفا" اوقف الحكم. وقال اخرون انه تعرض للشطب، ولكن "الفيفا" رد على تلك المزاعم باختياره لادارة مباراة السعودية والولايات المتحدة لتحديد المركز الثالث. والتأكيد على الثقة به وعلى نزاهته.
أسباب الهزيمة
والواقع أن الهزيمة المصرية امام السعودية جاءت طبيعية لأسباب عدة. اولها الغرور "القديم والجديد" لدى اللاعبين. ويعتقد لاعبو منتخب مصر ان مبارياتهم ضد المنتخبات العربية الاسيوية مضمونة ازاء الفارق التاريخي الكبير بين الكرة في البلدين. وكانت نتيجة مباراة مصر والسعودية الدولية الاولى العام 1971 في المغرب 13/صفر لمصلحة مصر.
والحقيقة ان مستوى الكرة العربية الاسيوية تطور جداً. وهو امر بات واضحاً من خلال النتائج والبطولات والمواجهات المشتركة.
والغرور الجديد للاعبي مصر تمثل في الزهو بتعادلهم - وهم عشرة لاعبين - مع المكسيك 2/2 بعدما تقدم المنافس 2/صفر امام 70 الفاً من انصاره. وبالغ اللاعبون في الحديث عن براعتهم وعن طموحاتهم.
وثاني الاسباب فني مئة في المئة، ويتمثل في غياب الهداف الاول حسام حسن والعمود الفقري للوسط ياسر رضوان، والتشكيل الدفاعي الغريب بإشراك ستة مدافعين واربعة لاعبين للوسط مع عدم وجود اي مهاجم، واخيرا الاندفاع الهجومي غير المحسوب ما ترك مساحات شاسعة في الدفاع، احسن السعوديون استغلالها.
ثالث الاسباب سلوكي، وهو عدم احترام قرارات الحكم، وكثرة الاعتراض ومحاولة رد الاعتبار باليد والقدم وهو الامر الذي كلف المنتخب المصري نقص العدد الى عشرة لاعبين ثم تسعة ثم ثمانية. وفقد المنتخب الكثير من الحب والتعاطف والاحترام في الاوساط الكروية العالمية.
ردود الافعال..
المباراة انتهت بالهزيمة 1/5. ولكن ردود الافعال لم تنته. وجاءت فريدة من نوعها لأنها شملت كل عناصر اللعبة. وتفاعل معها رجل الشارع وازداد التفاعل تأججاً حتى وصل الى قمة الدولة. وانتهى بقرار للرئيس حسني مبارك بتكليف الدكتور كمال الجنروري رئيس الوزراء لإعداد تقرير عن اسباب الهزيمة وتحديد المقصرين واعداد خطة للنهوض بالكرة المصرية.
زلزال ردود الافعال شمل احداث شغب في المقاهي وفي الشوارع عقب نهاية المباراة مباشرة. واختنق مرور القاهرة بالجماهير الغاضبة. واضطرت الشرطة لبث رجالها حول مقر اتحاد الكرة لحمايته.
سمير زاهر رئيس الاتحاد أحس بالخطر مبكرا، وبادر، وهو لا يزال في المكسيك بإصدار بيان يتهم الحكم بظلم منتخب مصر ويتهم اللجنة المنظمة بالتآمر ويعلن تقديم احتجاج رسمي الى "الفيفا".
ورغم الحركة الجماعية المنظمة للاعبين والمدربين والاداريين والصحافة ضد الحكم بهدف صرف النظر عن الاسباب الحقيقية للهزيمة، فإن زلزال الشارع الكروي كان اقوى، وارتفعت الاصوات المطالبة بإقالة محمود الجوهري واتحاد الكرة وتسريح اللاعبين.
وسرعان ما طالت توابع الزلزال كل الاطراف خصوصاً بعد التحرك الايجابي من كبار رجال الدولة لمواجهة التحرك الشعبي.
مجلس ادارة اتحاد الكرة بادر إلى عقد اجتماع عاجل بعد ساعات من عودة رئيسه سمير زاهر من المكسيك. واختلف الاعضاء بين ثلاثة محاور. زاهر يتزعم جبهة الإبقاء على الجوهري ومعاقبة اللاعبين. وجبهة ثانية تطالب بإقالة الجوهري ومواكبة الرأي العام الجارف. وجبهة ثالثة تفضل الاستقالة.
انتصر زاهر موقتاً خلال الاجتماع. واعد تقريراً الى الجنزوري يؤكد ان الحكم الباراغواني اكينو هو السبب في الهزيمة، وان اخطاء اللاعبين الجسيمة لن تمر من دون عقاب رادع، وإبقاء الجوهري حتمي لمواجهة المرحلة المقبلة.
ولكن صدمة زاهر كانت شديدة عندما تلقى تعليمات عليا تطالبه بالاستقالة السريعة قبل أن يتعرض للإقالة. واختار زاهر الطريق القصير، وابلغ زملاءه بالحقيقة. وتقدم مجلس إدارة اتحاد كرة القدم باستقالة جماعية هي الاولى في تاريخ هذا الاتحاد الذي تأسس قبل 78 عاماً.
ولم تمر دقائق على إعلان استقالة زاهر حتى أعلن محمود الجوهري وبقية اعضاء الجهاز الفني للمنتخب استقالة جماعية ايضاً. وبات واضحاً انها اضطرارية ايضاً لتفادي الإقالة الحتمية.
وفور اعلان استقالة الجوهري أكد خمسة من لاعبي منتخب مصر اعتزال اللعب دولياً. وجاءت قرارات الاستقالة والاعتزال الدولي بمثابة الانتحار لنجوم وضعهم الجمهور المصري في مصاف الابطال منذ فوزهم بكأس الامم الافريقية الاخيرة في بوركينا فاسو في شباط فبراير 1998.
المستقبل.. الى أين؟
الهزيمة، زلزال ردود الأفعال، استقالة زاهر والجوهري، اعتزال اللاعبين، والبحث عن مدرب جديد للمنتخب كلها عناصر تضع مستقبل الكرة المصرية في مهب الريح. ويزيد من الاهتزاز ان المنتخب المصري لديه مباراتان مهمتان ضد ايران على الكأس الافرواسيوية يومي 27 تشرين الاول اكتوبر في طهران و17 تشرين الثاني نوفمبر المقبلين في القاهرة.
المؤشرات تتجه نحو اختيار مدير فني اجنبي على مستوى عالٍ.
الكرواتي بيلازفيتش الذي قاد منتخب بلاده الى برونزية كأس العالم 1998 هو اقوى المرشحين. ولكن قبوله المهمة الصعبة يبدو محل شك لأن ارتباطات منتخب مصر القريبة كثيرة، وعلى رأسها كأس الامم الافريقية في مطلع العام 2000.
اتجاه ثان يبدو واضحاً وهو تغيير جذري في تشكيلة المنتخب باستبعاد اللاعبين كبار السن وغير المنضبطين والتركيز على جيل جديد من اللاعبين. ويبدو أن عصر حسام حسن وإبراهيم حسن وهاني رمزي وياسر ريان ومدحت عبد الهادي ولى الى غير رجعة. وستكون المهمة الاولى لمجلس ادارة اتحاد كرة القدم الجديد إعادة الانضباط الى الملاعب المصرية والتشديد على تحكيم حازم وعادل ومحترم. والاهم اقامة مسابقة محلية جادة تتسع فيها دائرة المنافسة بين الاندية.
قديما قالوا: رب ضارة نافعة. ولذلك فإن التحول المتوقع في مسار الكرة المصرية في ضوء التطورات الاخيرة يمثل فرصة نادرة لإصلاح عيوبها وإعادتها الى الطريق الصحيح.
المشاركة السعودية
على صعيد آخر تركت النتائج التي حققها المنتخب الأخضر في بطولة القارات انعكاسات على الشارع السعودي تراوحت بين الخيبة المريرة والفرح المذهل، الى كونها أثارت الدهشة والاستغراب اذ سرعان ما تحولت مواكب الافراح التي تجوب الشوارع تعبيراً عن اعتزازها بلائحة المنتخب السعودي الجديدة الى مسيرات حزن احتجاجاً على اللائحة نفسها.
وهذه التناقضات لم تجئ من فراغ بل جاءت ردة فعل للنتائج المتفاوتة التي سجلها الاخضر في تلك البطولة والتي كانت على النحو التالي:
خسارة قاسية امام المكسيك 1/5، وتعادل سلبي امام بوليفيا، وفوز ساحق على مصر 5/1 وهزيمة نكراء امام البرازيل 2/8 وخسارة امام الولايات المتحدة صفر/2.
"الوسط" استطلعت آراء السعوديين وانطباعاتهم حيال مشاركة منتخبهم في تلك البطولة، وجاءت الانطباعات والآراء متفاوتة على غرار النتائج التي حققها المنتخب الأخضر.
يقول لاعب المنتخب والاتفاق السابق صالح خليفة: "لم نكن نتوقع ان يظهر الاخضر بصورة هزيلة امام البرازيل ويخسر بهدفين مقابل ثمانية اهداف خصوصاً بعد الفوز التاريخي على مصر 5/1 لكننا للأسف، لم نستثمر ذلك الفوز جيداً وتعاملنا مع منتخب البرازيل كأنه منتخب عادي ولم نقفل خطوطنا بشكل سليم ما تسبب بجملة من الاهداف لا تتلقاها شباك منتخب سبق ان تأهل لكأس العالم مرتين. وأضاف احد رموز الكرة السعودية في العقد الماضي قائلاً "بطولة القارات بمجملها كشفت ثغرات عدة لا بد ان نعيها جيداً وأبرزها الاعداد النفسي قبل خوض اي مباراة".
اما نجم المنتخب السابق والشباب سعيد العويران فيقول "اداء الاخضر كان متبايناً في بطولة القارات فهو تارة باهت ومتواضع وتارة اخرى لافت ومميز. وهكذا اصابنا الاخضر بالحيرة والقلق والتوتر معاً. اعترف ان اللائحة جديدة بحاجة الى الخبرة لكن على مدرب المنتخب ماتشالا ان يعي جيداً ان المشاركة في هذه البطولة ليست بالأمر اليسير لذا كان الاحرى به ان يتعامل معها بموضوعية وحذر لا أن يطلق العنان لمغامرة غير محمودة العواقب، فالتاريخ لن ينسى انه مع نهاية الالفية الثانية اكتسحت البرازيل منتخب السعودية بنتيجة قياسية".
وعبر الظهير السعودي الطائر المعتزل محمد عبدالجواد عن ضيقه من بعض الامور التي عكرت عليه صفو بطولة القارات فقال "بطولة القارات اكتظت بالمفارقات التي كان ضحيتها الشارع السعودي. فالى الأداء الباهت للمنتخب السعودي في عدة مباريات وتحديداً امام المكسيك والبرازيل وأميركا عانينا جميعاً من توقيت المباريات الذي لم يناسبنا ناهيك ب"تشفير" المباريات وبثها على احدى القنوات المخصصة ما حرمنا من الاستمتاع بها في منازلنا. وأضاف عبدالجواد "امسى المتفرج السعودي يبحث عن مطاعم الوجبات السريعة والمقاهي حتى يتسنى له مشاهدة مباريات منتخب بلاده ما جعلنا نفتقد التركيز والهدوء في دوامة الصخب والازعاج في الاماكن العامة".
لائحة مرتبكة
وقال الاكاديمي الدكتور حمد الخالدي: "مدرب المنتخب الوطني ماتشالا "ذبحنا" بلائحته الهزيلة حيث اشرك مجموعة من اللاعبين الناشئين في التشكيلة الأساسية كمحسن الحارثي وفهد السبيعي رغم توافر من هم افضل منهما. يدعي المدرب انه سيبني منتخباً حديثاً ومتطوراً لكن كلامه غير مقنع وذهب ادراج الرياح عندما طالعنا لائحته بعد اذاعتها رسمياً قبيل انطلاقه بطولة القارات... فهد الداود وحمزة ادريس والتمياط وماطر والشلية وعبدالغني عناصر جديدة... حسنته الوحيدة هو اتاحة الفرصة لمهاجم نفتخر به كسعوديين هو مرزوق العتيبي وأجزم شخصياً انه سيتجاوز الاسطورة المحلية ماجد عبدالله".
صانع الألعاب السعودي المخضرم خالد مسعد جدد الثقة بنجوم منتخب القرن المقبل على حد وصفه وقال "شاهدت اثناء بطولة القارات بوادر غير مسبوقة قامت بها الجماهير السعودية تتمثل في مواكب حزن تجوب ازقة الشوارع احتجاجاً على لائحة ماتشالا. وسمعت مطالب باتاحة الفرصة امام خالد قهوجي للعب كأساسي. ان الاخضر ما زال تحت التجربة ولا بد ان ندعمه ونسانده بكل قوة والاخفاق امام البرازيل ليس كارثة لأنهم اسياد كرة القدم شئنا ام أبينا وقد سحقوا المانيا في هذه البطولة 4/صفر".
من المفارقات التي سادت الشارع السعودي اثناء بطولة القارات نحر السعوديين الذبائح والسهر حتى مطلع الفجر يرقصون العرضة ويهتفون باسم مرزوق العتيبي... الذي سجل اربعة اهداف في المرمى المصري. لكن الجماهير عندما خسر المنتخب امام البرازيل بدت حزينة وغاضبة على ماتشالا وقد طالب بعضهم برأسه اقالته لأنه تسبب في هزيمة تاريخية!!
وقد عبر معظم السعوديين عن اعتزازهم بالنجم القادم بقوة مرزوق العتيبي فأطلقوا اسمه على المواليد الجدد تقديراً منهم لنجم احرز 6 أهداف في مشاركته الدولية الأولى وفرض نفسه هدافاً للبطولة.
ومع ان صفحة بطولة القارات قد طويت واحتلت السعودية المركز الرابع، فان السعوديين سيتحدثون طويلاً عما رافق هذه البطولة من مفارقات كان لمنتخبهم منها حصة الأسد


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.