سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رئيس وزراء افغانستان السابق قلب الدين حكمتيار ل"الوسط" : اميركا ترى حل الأزمة الأفغانية باعادة الملك ظاهر شاه وروسيا تعزز مسعود والحل بنظرها استمرار الحرب
الحوار مع المهندس قلب الدين حكمتيار زعيم "الحزب الاسلامي" في افغانستان صعب لسببين: لأن الحديث جرى في طهران، وهو لديه حساباته. ولأن حسابات "المهندس" قابلة للمراجعة لأن تطورات الوضع في افغانستان متحركة. هذه الخصوصية، هي التي جعلت حكمتيار يقول خارج الحديث ما لا يقال مسجلاً. ومن الواضح ان مشاعره "البشتونية" قوية جداً على رغم نفيه الشديد لذلك. جرى الحوار مع رئيس الوزراء الافغاني السابق على النحو الآتي: الحرب مستمرة في افغانستان كأنها بلا نهاية. هل من امل للخروج من هذا الجحيم؟ - اريد ان اوضح لكم ان الحرب في افغانستان ليست حرباً اهلية، بل هي فرضت علينا من الخارج. الذين يخافون من الدولة الاسلامية، فرضوا هذه الحرب على الشعب الافغاني. مع الاسف هناك ضياع، يقولون ان اصل هذه الحرب عرقي واهلي ونزاع على السلطة بين الشمال والجنوب، وبين البشتون وغير البشتون. والحقيقة ان هذه الحرب حرب شركات، وهي حرب تقف وراءها موسكو، وتريدها الولاياتالمتحدة. والواقع ان شعب افغانستان هو الضحية. اميركا تريد الوصول الى بوابة آسيا، والروس يقفون في وجههم، ويعملون على بقاء هذه الدول تحت سيطرة موسكو. الحرب في افغانستان ذات شقين. شق داخلي وشق خارجي - اقليمي ودولي. لا شك في انه يقع جانب من المسؤولية على الداخل. لنبدأ مثلاً بصراع الاحزاب… - تعرف انه لم يكن هناك صراع بين الاحزاب. لقد بدأت الحرب بعد سقوط حكومة نجيب الله آخر رئيس شيوعي اعدمته طالبان. خلال محادثات جنيف كانت موسكو تدافع عن تشكيل حكومة موقتة بدلاً من حكومة نجيب الله. لكن اميركا كانت تركز على بقاء حكومة نجيب الله وعدم قيام حكومة موقتة، وكانت تخطط لقيام حرب جديدة بعد انسحاب الروس وسقوط حكومة نجيب الله، فهي لم يكن لديها بديل ولا تريد ان ترى المجاهدين في الحكم. لولا حرب الخليج وموقفكم المؤيد للعراق، يقال انك كنت أنسب بديل… - لقد ظلمنا في موقفنا في هذه الحرب، فنحن نددنا بالتدخل العسكري، لكن اميركا لا تريد في جميع الاحوال حكومة اسلامية في العالم. وهي لذلك تؤيد العسكريين، خذ موقفها من تركيا مثالاً. لقد تعاملتم مع الحكومة الاميركية ألم تأخذوا منها ضمانات لما بعد انسحاب السوفيات بترتيب الاوضاع؟ - كانت اميركا تخطط منذ البداية، لعدم قيام دولة اسلامية بيد المجاهدين وعن طريق الجهاد. تعرفون ان المقاومة بدأت بحزب واحد. لم تكن هناك مجموعات اخرى، لأن المنظمات الاخرى تأسست في الخارج. ولماذا لم تبادروا الى افشال هذا "المخطط"؟ - كانت اميركا تضغط على اسلام آباد حتى لا تبقى المقاومة بيد واحدة. مثلاً: رباني الرئيس الافغاني السابق لم يكن له اي دور في الداخل. اسس مجموعته في الخارج وتحديداً في باكستان. وماذا كنتم تريدون اصلاً؟ - كنا نريد حكومة موقتة تنقل السلطة من نجيب الله وبعدها تجرى انتخابات عامة تهيئ لانتخاب رئيس دولة وبرلمان. وما طبيعة النظام الذي كنتم تريدونه؟ - نظام فيه رئيس منتخب. يوجد هنا اي طهران رئيس منتخب وفي اميركا رئيس منتخب ماذا تريدون تحديداً؟ - ان شعب افغانستان شعب مسلم، وكنا نريد نظاماً اسلامياً. يعني كنتم تريدون جمهورية اسلامية او امارة اسلامية؟ - دولة اسلامية وبرلمان منتخب ورئيس دولة منتخب. ألم تناقش هذا المشروع مع الاميركيين؟ - لذلك عارضونا. الاميركيون لا يريدون ذلك ويرون ان التجربة الايرانية تكفيهم. انهم لا يريدون حكومة اسلامية ثورية اخرى. ولكن كنتم على خلاف مع طهران. وكان وجود حكومة اسلامية في كابول معادية لطهران او على غير وفاق معها يناسب واشنطن. - الاميركيون لم يروا ذلك. لقد رفضوا قيام مثل هذه الحكومة في كابول. انهم يريدون حكومة عميلة لهم لا تفاجئهم. هذه حكومة "طالبان" حالياً في كابول. وهم غير متفقين معها كلياً… - هم لم يأتوا بطالبان لحكم افغانستان. اميركا تريد وتصر على عودة ظاهر شاه. لقد اشتعلت الحرب بين المنظمات الاسلامية فور انسحاب السوفيات. وقد فشلت كل محاولات المصالحة؟ لماذا؟ - موسكو كانت تريد استمرار هذه الحرب لانها تخدم مصالحها وتبقي الدول المجاورة الدول الاسلامية في الاتحاد السوفياتي سابقاً تحت سيطرتها بسبب الخوف والقلق. وباكستان… - باكستان كانت تريد خروج افغانستان من الحرب واقامة حكومة مركزية. وهي لذلك ايدت حركة طالبان. لكنها ايدتها بعدما فقدت الامل في كل التنظيمات الافغانية القائمة… - باكستان كانت تؤيد رباني. وقد اختير رباني رئيساً للدولة في اسلام آباد وليس في كابول. باكستان ضغطت على كل المجموعات للموافقة على رباني رئيساً واحمد شاه مسعود وزيراً للدفاع. واميركا كانت تريد ذلك. للأسف باكستان ايدت ذلك فاشتعلت الحرب من جديد. حالياً احمد شاه مسعود اصبح القائد الميداني الوحيد المعارض في افغانستان… - نعم. في الحقيقة تلك هي الحرب في افغانستان. الذي تصل إليه المساعدات من الخارج، وتموله دولة يستطيع ان يستمر في الحرب. والذي ليست لديه دولة تؤيده وتموله لا يستطيع ان يستمر. يعني احمد شاه مسعود قوي بتأييد من؟ - بتأييد موسكو. فهي تصله بالمساعدات من ذخائر وسلاح باستمرار. لماذا؟ - لانه يخدم اهدافها. فما تريده موسكو حالياً هو استمرار الحرب. اي الحرب من اجل الحرب. وهي لا تريد حتى حكومة برئاسة احمد شاه مسعود. انها لا تريد الاستقرار في افغانستان. فهي بذلك تنتقم من الشعب الافغاني، وتبقي الباب امام الدول المجاورة للاطلال على الخارج مقفلاً بوجهها! هل تعتقد ان مسعود يدرك ذلك؟ - انه يدرك ويعرف. وموسكو تساعده منذ العام 1982 كما كتب الجنرال غراموف قائد الجيش الروسي في افغانستان. تقصد ان موسكو تساعد احمد شاه منذ العام 1982 وليس 1992؟ - نعم، قبل انسحابهم من افغانستان. الجنرال غراموف الذي كان آخر روسي انسحب من افغانستان كتب في مذكراته انه حصل اتفاق بين الروس وبين احمد شاه مسعود، وهو التزم الاتفاق، وكنا اي الروس ومسعود نقوم بعمليات مشتركة ضد الحزب الاسلامي حزب حكمتيار. هل هذا يمنعكم من الاتفاق مع مسعود مستقبلاً؟ - نحن مستعدون للتحالف معه. اقترحنا على الجميع ان نجلس من دون اي وسيط اجنبي ونتفق على وقف النار، وتكوين حكومة موقتة ومحايدة مقبولة من جميع المجموعات، ثم نجري الانتخابات. وماذا عن طالبان التي تسيطر على 90 في المئة من اراضي افغانستان. هل ستقبل ذلك؟ - لن توافق؟ اذن الحل مستحيل… - اعتقد بأن هذا هو الحل الوحيد. لكن هذا يتطلب الحاق هزيمة عسكرية بطالبان… - كان الوضع في لبنان صعباً. هل كنتم تتصورون اجراء انتخابات في لبنان؟ انه امر مستحيل. ولكن حصل. لم تجدوا طريقاً آخر غير الموافقة على الحل ومن ثم اجراء الانتخابات. ولكن كيف يمكن اقناع "طالبان" بالحل على طريقتك وهم يسيطرون على البلد؟ - يجب ان نتوحد في جبهة تضم جميع المعادين لطالبان وبالقوة نفسها فيحصل التعادل. على اي اساس تريد قيام هذه الجبهة المشتركة؟ - على اساس الاتفاق على منع اي تدخل اجنبي في امور افغانستان، ووقف النار والتفاهم من دون اي وسيط اجنبي والاتفاق على تشكيل حكومة موقتة ونترك لشعب افغانستان اختيار مصيره وقادته. كنت انت ونجيب الله واحمد شاه مسعود تدرسون جميعاً في جامعة كابول؟ - التقيت احمد شاه مسعود للمرة الأولى في بيشاور العام 1974. لكنك ذكرت في مقابلات صحافية سابقة انكم كنتم زملاء دراسة… - هذا الامر ليس صحيحاً، انتم لا تعرفون الوضع. كنت متهماً بتدبير انقلاب عسكري ضد الدولة. وعدد من الاخوة كانوا في السجن بينما كنت ملاحقاً من قبل الامن. وقد اعلنت الاذاعة ان المحكمة ادانتني فخرجت من البلد. احمد شاه مسعود كان طياراً وكان معنا في المحاولة، قبض عليه رجال الامن وكانوا يريدون القبض على آخرين من عائلته، لكن مسعود هرب وجاء الى بيشاور. وفي اول يوم رأيته فيه سألته: هل اشتركت بنشاطات حركة اسلامية؟ فقال لا. هل قرأت كتباً اسلامية؟ فقال لا. هل سمعت محاضرات؟ قال: لا. قلت: اذن كيف جئت الى بيشاور؟ ولماذا؟ اجابني انا صهري قبض عليه والامن يلاحقني فجئت الى بيشاور. اول لقاء بيننا حصل في بيشاور وليس في الجامعة. حالياً هل يمكن القول ان الصراع ليس عرقياً بين البشتون والطاجيك؟ - نعم. هل "طالبان" هم من عرقية البشتون؟ - نعم. والواقع بعد الانقلاب على نجيب الله وبعد انهيار الاتحاد السوفياتي، التحق الشيوعيون بعرقياتهم. البشتوني عند البشتون، والطاجيكي عند الطاجيك، والهزاري عند الهزارة. وقد استخدموا هذا كله للانقلاب على الحزب الاسلامي للانتقام والعودة الى السلطة. الواقع يقول ان ضعفك الحالي لا يعود لاميركا ولكن لان "طالبان" من البشتون، وانت ضربت كما يقال في بيت عائلتك… - لا يمكن ان تقول اننا ضعفاء الآن. اقصد انك ضعيف في اطار المعادلات السياسية… - لا. لا. كيف؟ انا اريد ان اعرف من الذي يقول ذلك؟ وجودكم العسكري حالياً ضعيف. كنتم اقوى تنظيم وحالياً اضعف تنظيم. - اقول لك انني ارأس الآن اقوى تنظيم. انا ارى واحس وضع الحزب الاسلامي وهو افضل من السابق انه افضل مما كنا في كابول. كيف؟ ولماذا؟ - الشعب الافغاني يعرف من دمّر كابول. ومن هو وراء استمرار الحرب. الحزب الاسلامي ليس له دور في هذه الحروب. الرئيس رباني يقول ان الحزب الاسلامي ما عدا حكمتيار يقاتل مع "طالبان". ماذا تقولون؟ - لو اراد الحزب الاسلامي الوقوف مع طالبان ومساعدتهم في الحرب في الشمال فان مسعود ورباني لن يصمدوا بضعة اسابيع على رغم كل المساعدات الروسية. كيف تقدر قوة حركة "طالبان" حالياً؟ - الذين لا يريدون حكومة رباني انضموا الى "طالبان". هل صحيح ان عددهم 25 الفاً ام كما يقال احياناً 90 الفاً؟ - الرقم الاول هو الصحيح. الباكستانيون هل وجودهم مباشر ام غير مباشر؟ - الباكستانيون العاملون في صفوف حركة طالبان حوالى الف مقاتل. يعني من الخبراء؟ - لا، ليسوا من وحدات عسكرية نظامية، بل من مجموعات باكستانية. احزاب اسلامية وغيرها