تشكل الانتخابات البلدية في قطر هذا الاسبوع اهم حدث في البلاد على صعيد الممارسة السياسية منذ استقلال قطر العام 1971، اذ انها المرة الاولى التي تتاح فيها للمواطنين مثل هذه الفرصة. وقد عاشت الدوحة والمناطق الاخرى اجواء انتخابية حقيقية، بدت مظاهرها في الشوارع التي غطتها لافتات المرشحين وكذلك المرشحات الست اللاتي يخضن الانتخابات، وكان ذلك بحد ذاته حدثاً كبيراً. فقد اتاح مرسوم اصدره امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الفرصة للمرأة في المشاركة مرشحة وناخبة. ويبلغ عدد النساء الناخبات اكثر من 40 في المئة من عدد الناخبين الذين يبلغ عددهم من الرجال والنساء نحو 21 الفاً. وعلى مدى اشهر قام اكثر من مئتي مرشح بحملات دعائية كانت مظاهرها ومضامينها جديدة على المجتمع، اذ اتاحت السلطات القطرية للمرشحين طرح برامجهم الانتخابية من خلال الندوات واللقاءات العامة وعبر وسائل الاعلام. وحرص مسؤولو التلفزيون الحكومي على تنظيم مناظرات بين المرشحين بثت على الهواء مباشرة، وتناولت قضايا تهم المواطن وحياته اليومية. ولم يتردد مرشحون في الحديث عن اهمية محاربة المحسوبية والروتين وضرورة العدالة في توزيع الخدمات على المناطق المختلفة. وعلى رغم ان الانتخابات مكرسة لاختيار 29 عضواً للمجلس البلدي المركزي، فان شعارات وبرامج المرشحين عبرت عن رؤيتهم لقضايا مختلفة، ولوحظ ان وزير العدل السابق الدكتور نجيب النعيمي وهو احد ابرز المرشحين انتقد بحدة قانون وزارة البلديات، واعتبره لا يتجاوب مع المسيرة الديموقراطية السليمة. وحرص مرشحون آخرون على استقصاء آراء الناخبين من خلال اسلوب علمي منظم، خصوصاً المرشح محمد صالح الكواري مدير مركز الخليج للتنمية، الذي شدد في برنامجه على اهمية "الحرص على الملكية العامة لاراضي الدولة ودعم جمعيات القطاع العام وتخصيص الاراضي للمحتاجين وضرورة القضاء على الواسطة والمحسوبية وتطوير اعمال وزارة الشؤون البلدية". ومثلما كانت للرجال صولات كانت للمرشحات جولات، اذ حرصت 3 مرشحات هن الدكتورة فوزية النعيمي والسيدة نصرة النوبي والسيدة موزه المالكي على مخاطبة الرجال في ندوة عامة هي الاولى من نوعها، وخاطبت السيدات في ندوة منفصلة اخرى. اما المرشحة الدكتورة جيهان المير وهي استاذة جامعية فحرصت على مخاطبة النساء في ندوة ولم تظهر مثل اثنتين من المرشحات في ندوات رجالية وبدا انهن حريصات على كسب اصوات رجال لا يفضلون ظهور المرأة المرشحة في ندوة عامة او عبر التلفزيون. اما المرشحة موزه المالكي فعقدت اجتماعاً مع ناخبين في "نادي الصقر" وآخر مع ناخبات. ولاحظت "الوسط" انتشار خيم المرشحين في الاحياء السكنية وارتفاع حمى الحملات الانتخابية، وعكس كل هذا اجواء ديموقراطية جديدة في قطر.