اكتشف باحثون ألمان ان اعطاء النساء اللواتي يعانين من خلل في أداء غددهن الكظرية، جرعة يومية من دواء هورمون ستيرويدي يعرف ب"دي. اتش. إي. آي" DHEA يحسن مزاجهن ويحفز مشاعرهن الجنسية المكبوتة. ومن المعروف علمياً ان مستوى هذا الهورمون يصل الى قمته ما بين سني العشرين والتاسعة والعشرين، ثم ينخفض مستواه مع تقدم الانسان في السن. وكانت دراسات موثوقة سابقة اكدت أهمية هذا الهورمون في المحافظة على حيوية وشباب الجسد نظراً إلى قدرته الهائلة على مقاومة مضادات التأكسد الضارة، ولكنها لم تبين ما اذا كان انخفاض مستوى هورمون DHEA يؤدي الى نتائج سلبية او اضرار صحية في جسم الانسان. ورغم ضآلة الدراسات التي تناولت الفوائد الصحية لهورمون DHEA لم تتردد مصادر الصناعات الغذائية الصحية في تشجيع استخدامه لعلاج مجموعة كبيرة من الاعتلالات والأمراض بما في ذلك اوجاع المفاصل والبدانة. الا ان شكوك بعض الأطباء في حجم تلك الفوائد وشموليتها دفعت فريقاً من الباحثين الألمان في المستشفى التعليمي في مدينة ويرزبيرغ، الى القيام بمحاولة جادة لتحديد الفوائد الصحية الممكن تحقيقها من تناول جرعات منتظمة ومحددة من هورمون DHEA. وقد تركزت الدراسة على مجموعة من النساء اللواتي يعانين من خلل او كسل في اداء غددهن الكظرية واللاتي لا يتعدى معدل اعمارهن 42 سنة، حيث قام الباحثون باعطائهن جرعة يومية منتظمة من الهورمون لمدة اربعة شهور، تحسنت بعدها مشاعرهن المكبوتة وزالت ملامح الكآبة والقلق، وازدادت رغبتهن في ممارسة العلاقات الزوجية. كما شعرت النساء المشاركات بسعادة غامرة واكتفاء نفسي وجسدي لم يعرفنها من قبل. اما الاعراض الجانبية التي واجهت المشاركات فتراوحت بين ازدياد دهونة الجلد وظهور البثور او حب الشباب مع ازدياد نمو الشعر فوق الجسد. وقد أشار القائمون على هذه الدراسة إلى ان بعض النساء المشاركات فرحن بهذه الأعراض خصوصاً أنهن كنّ يعانين من جفاف الجلد وسقوط الشعر قبل تناولهن الجرعات الهورمونية. لكن الباحثين حذروا من عدم صلاحية هذا النوع من الهورمونات للنساء اللواتي يعانين من امراض مرتبطة بالاعتلالات الهورمونية كسرطان الثدي وغيره من الامراض، وذلك للسرعة الكبيرة التي يتحول فيها هورمون DHEA الى هورمونات جنسية قوية. لذا ينصح بعدم تناول اقراص DHEA الا تحت اشراف طبي صارم. ونوّه الدكتور وولفغانغ اولكرز من عيادة فرانكلين في برلين، في تعليق رئيسي في مجلة "نيو انغلند جورنال أوف مديسين" الموثوقة، بفاعلية هذا الدواء مشيراً الى ان استخدامه لعلاج الاشخاص الذين يعانون من كسل في أداء غددهم الكظرية اصبح مبرراً طبياً، طالما استمرت مراقبة المرضى ضد الاصابة بسرطان الثدي وسرطان البروستات.