قد يكون آخر شيء تريده في فصل الصيف أن ترى الدهون قد تراكمت في جسمك خاصة في منطقة الخصر، لأن منطقة البطن كما يبدو هي أول منطقة تتجمع فيها هذه الكميات الزائدة من الدهون وآخر منطقة تهجرها . وتراكم الدهون في منطقة البطن قبيح ومنفر، فحمل أوزان زائدة منها حول منطقة الخصر ضار بالصحة، بل إنه أسوأ من حمل هذه الأوزان في منطقة الوركين أو مؤخرة الجسم . وإضافة لذلك فإن تراكم الدهون في منطقة البطن يعتبر مؤشراً خطراً أساسياً لخلل في التوازن الهرموني . يعد الانسولين عنصراً أساسياً لمعالجة السكر في مجرى الدم وتوصيله إلى الخلايا لاستخدامه كوقود للطاقة أو تخزين الفائض منه على شكل دهون إن شحوم المعدة تؤسس لمرحلة خطرة من الشيخوخة مع زيادة مخاطر أمراض القلب والسكري . وينبغي أن يشمل أي برنامج للتخلص من الشحوم والدهون العنيدة التغذية الصحية السليمة والنوم وممارسة التمارين الرياضية، وهذا التوازن الصحي هو المحفز الأنسب لإنقاص الوزن . وتنبئ دهون البطن الزائدة بواحدة أو أكثر من مشكلات عدم التوازن الهرموني مثل زيادة الاستروجين ونقص التستوستيرون ونقص هرمون غدد الادرينالين (DHEA)، وزيادة الأنسولين وارتفاع معدلات الكوليسترول . الخلل الهرموني: ارتفاع الأنسولين يعد الانسولين عنصراً أساسياً لمعالجة السكر في مجرى الدم وتوصيله إلى الخلايا لاستخدامه كوقود للطاقة أو تخزين الفائض منه على شكل دهون . والسبب الرئيسي لارتفاع الأنسولين هو الاستهلاك الزائد للسكر أو الكربوهيدرات، وهو أمر أصبح شائعاً في أطعمتنا في الوقت الحاضر، إضافة إلى عدم تناول كميات كافية من البروتين ونقص الألياف . وتشمل الكربوهيدرات قليلة الفائدة الغذائية: الأطعمة المعالجة، الأطعمة قليلة الدسم المعلبة، والمشروبات السكرية والصودا . وتعزى مقاومة الأنسولين إلى قلة الرياضة، والإفراط في الكحول، والقلق، والسكري الوراثي، وارتفاع ضغط الدم وزيادة الدهون والشحوم حول البطن . والثابت أن ارتفاع مستويات الأنسولين يمكن ان تؤدي أيضاً إلى حالة تسبق الإصابة بالسكري تسمى متلازمة التأيض، أو “مقاومة الأنسولين”، بالإضافة لسكري النمط الثاني الذي يكسب المصاب به مزيداً من الوزن . الحل يمكن لحمض اللينوليك إلى جانب التوازن في تناول البروتينات والدهون الجيدة والكربوهيدرات منخفضة السكر مثل البقوليات والخضروات غير النشوية، والتوت، والمكسرات أو خبز الردّة، المساعدة في تصحيح المحيط الدهني . أما الحد الأدنى الذي يجب تناوله من حامض اللينوليك مع الطعام فهو 1500 ملغم مرتين يومياً ولمدة ثلاثة أشهر على الأقل . الخلل الهرموني: ارتفاع الكوليسترول يعرف الكورتيزول بهرمون القلق . ومع أن هذا الهرمون يجعلنا ننهض من الفراش صباحاً ونحن نشعر بالنشاط والحيوية، إلا أن المستويات العالية منه تعتبر مؤذية للجسم وتجعلنا نخمد مع مرور الوقت . وتتضمن العوامل التي تسهم في ارتفاع الكوليسترول: القلق، والكآبة والاضطراب النفسي الذي يلي الصدمات العاطفية والحياتية، إضافة إلى الإرهاق والمشكلات الهضمية “مثل التهاب القولون العصبي” وتوترات الحياة اليومية . وارتفاع الكورتيزول لا يسبب فقط زيادة الشهية للأكل، بل إنه يسبب إنقاص الكتلة العضلية، وتدهور الرغبة الجنسية وكثافة العظام . كما يمكن أن يسبب الإحباط وفقدان الذاكرة . وبمعنى آخر فإن القلق المزمن يجعلنا هشين ومترهلين ونبدو أكبر سناً من أعمارنا الحقيقية . وتظهر الدراسات الطبية أن القلق يسهم في سمنة البطن حتى عند الأشخاص النحيلين . الحل ينصح الخبراء بتناول المواد التي تسهم في تقليص مستويات الكورتيزول ومن أبرزها “فُسْفاتِيدِيل سِيرِين” أو المكملات الطبية مثل “ريلورا” . والجرعة الموصى بها من “ريلورا”، هي حبتان في المساء قبل النوم، وحبة واحدة عند الاستيقاظ . أما بالنسبة للفُسْفاتِيدِيل سِيرِين، فالأفضل تناول 100-300 ملغم قبل النوم . الخلل الهرموني: ارتفاع مستوى الاستروجين تسهم سمنة البطن عند الرجال في زيادة تحول التستوستيرون إلى استروجين . وعندما ترتفع مستويات الاستروجين ترتفع معها دهون وترهلات البطن . كما تزيد مخاطر سرطان البروستاتا أيضاً . أما النساء اللاتي لم يبلغن سن اليأس بعد وتكون مستويات الاستروجين مرتفعة (أو ما يعرف بهيمنة الاستروجين) عندهن فإنه تزداد فرص اكتسابهن لدهون وشحوم في مناطق الحوض والأرداف، وبالإضافة لذلك يجدن صعوبة في إنقاص أوزانهن . وقد يعاني الرجال والنساء الذين وصلوا إلى سن اليأس ضعفاً في الرغبة الجنسية، وفقداناً للذاكرة، وافتقاداً للدوافع، وكآبة، ونقص الكتلة العضلية، وزيادة في سمنة البطن . الحل إن مجرد ظهور الأعراض يعني الحاجة إلى العلاج، ويمكن فحص مستويات الاستروجين عن طريق فحص اللعاب او الدم، وإذا كنت تعاني من خلل أو ارتفاع مستوى هرمون الاستروجين استخدم اندول -3- كاربينول، أو “كلير ديتوكس” التي تسهم في تخليص الجسم من الاستروجين الفائض الضار، وتوازن معدلات الاستروجين مع التستوستيرون . الخلل الهرموني: تدني مستويات التستوستيرون: تنخفض مستويات التستوستيرون بتزايد القلق، وكلما عملت سمنة البطن على تحويله إلى استروجين . فتحت وطأة القلق يعمل الجسد على إنتاج كورتيزول أكثر من إنتاجه للتستوستيرون . والمعروف ان مستويات التستوستيرون تميل للتناقص مع التقدم في العمر، والسمنة والقلق، وفي أيامنا هذه يختبر الرجال انخفاض مستويات التستوستيرون في مراحل مبكرة من حياتهم . ويرتبط هذا الكشف الصادم بالاكتئاب، والسمنة، وهشاشة العظام، وأمراض القلب وحتى الوفاة . أما المؤشرات الأخرى التي تدل على تدني التستوستيرون فتتضمن تناقص أنسجة العضلات، وتدهور القوة، والقدرة على التحمل، والدوافع . وقد وجد الباحثون أن الرجال الذين يعانون تدني مستويات هرمون التستوستيرون تزداد نسب إصابتهم بسمنة البطن . كما وجد الباحثون أن تعويض النقص في مستويات التستوستيرون يسرع تبديد الشحوم والدهون الزائدة في الجسم . الحل من الممكن أن تسهم أعشاب “تريبولوس تيريستريس” البرية (والتي تعرف باسم الضريسا في السودان) في زيادة مستويات التستوستيرون من خلال تقليل ارتباطه بالغلوبولين من دون آثار جانبية . كما أن مكملات الزنك الطبية قد تكون مفيدة ايضا في زيادة مستويات التستوستيرون إلى جانب تمارين إنقاص الوزن وتناول كميات كافية من البروتين . الخلل الهرموني: نقص هرمون غدد الادرينالين “DHEA”: إن هرمون DHEA هو هرمون تنتجه الغدد الكظرية، وهو يمهد الطريق للتستوستيرون والاستروجين ويقاوم الآثار السلبية للكورتيزول . ويوصف هذا الهرمون عادة باعتباره هرموناً يقاوم الشيخوخة أيضاً، وهو إلى جانب ذلك يملك المقدرة على تبديد الدهون والشحوم الزائدة واكتساب العضلات، ويعزز الرغبة الجنسية والشعور بالدافعية والتحفيز، ويكسبنا الإحساس بالطاقة وروح الشباب . الحل تقاس مستويات ال “DHEA” في الدم أو اللعاب، ولا ينبغي تناول المكملات الطبية إلا إذا شخص الأطباء نقصاً فيه . ومن الممكن أن تسهم تركيبة ريلورا العشبية في إنقاص الكورتيزول وزيادة مستويات هرمون DHEA خلال أسبوعين من بدء استخدامها، من دون التعرض لآثار جانبية . وينصح الأطباء بتناول كبسولتين “الواحدة 250 ملغم”، واحدة عند النوم والثانية حين الاستيقاظ . ويمكن أيضاً زيادة هرمون “DHEA” بممارسة الصلاة والتمرينات الرياضية المقوية للعضلات والتأمل . الخلل الهرموني: هرمون النمو البسيط يؤثر هذا الهرمون قوي القدرة تقريباً في كل خلية موجودة في الجسم، ولديه أيضاً تأثير كبير في المشاعر والأحاسيس والتصرفات والمظهر العام للمرء . ويفرز الجسم هرمون النمو خلال النوم العميق وممارسة التمارين الرياضية . وهو مهم لإصلاح الأنسجة وبناء العضلات وكثافة العظام والبناء الصحي للجسم . وفي إحدى نشراتها ربطت مجلة الهرمونات والغدد والأيض “2007” سمنة البطن لدى النساء اللواتي تخطين سن اليأس بقلة إفراز هرمون النمو وتصاعد العلامات الالتهابية وتزايد مخاطر الأمراض القلبية . ولأن هذا الهرمون المتجدد يتناقص مع التقدم في العمر، فإنه يتم غالباً الترويج للمكملات الطبية التي تزيد هرمون النمو باعتبارها وسيلة من وسائل إبطاء عوامل الشيخوخة . الحل إن النوم في مكان شديد الظلمة يساعد على إفراز الميلاتونين الذي يعمل على تبريد الجسم، وعندما تهبط درجة حرارة الجسم فإن هرمون النمو يفرز وينشط سحره التجديدي . أما النوم تحت الأضواء أو تناول الطعام عند حلول موعد النوم فإنه يعوق عملية تبريد الجسم الطبيعية ويخفض كلا من مستويات الميلاتونين وهرمون النمو، ولذلك ينبغي الحرص على إجراء ثلاث جلسات تمارين قوية تدوم كل وحدة منها 30 دقيقة أسبوعياً لتعزيز إفراز هرمونات النمو بشكل طبيعي. وكالات