أصدر قسم النشر في الجامعة الاميركية في القاهرة، كتاب جمال الغيطاني "قاهرة نجيب محفوظ" بالانكليزية. وتحمل المقدّمة توقيع عميد الرواية العربيّة نفسه، أما الصور التي يضمّها الكتاب 62 صورة ملونة فحققت بعدسة الاميركية بريتا لوفا. يركز الغيطاني على القاهرة بصفتها منشأ رواية محفوظ. فالمكان الذي وُلد وعاش فيه الأديب الكبير، وكتب فيه كل أعماله الروائية والقصصية، هو البطل بامتياز، والمسرح الذي يحتضن الأحداث وتتحرّك فوقه الشخصيات. تشكل المدينة الحب الأكبر في حياة محفوظ، وهو يستعيدها دائماً في كل كتاباته سواء أكانت المدينة الواقعية بكل دقائقها وتفاصيلها الحياتية اليومية، أم المدينة المتخيلة التي تنبعث من تداعيات الذاكرة وهيامات التوق. ويذكّر الروائي المصري جمال الغيطاني أن القاهرة هي النموذج والأمثولة بالنسبة إلى محفوظ، الذي يذكر شوارع ومناطق بعينها في القاهرة القديمة، سارداً كل اوصافها في بعض اعماله خصوصاً ثلاثيته الشهيرة "بين القصرين" و"قصر الشوق" و"السكرية"، وبعض رواياته الاولى مثل "زقاق المدق". وهذه القاهرة القديمة التقطت كاميرا بريتا لوفا بعض ملامحها، وتبدو شوارع وحواري وازقة المدينة المحفوظية في صورها، أمينة لرؤية الكاتب ونظرته إلى المدينة وعلاقته بها. ويعتبر الغيطاني أنّه قام بجولة في صحبة محفوظ، نحو الاعماق المنسية في محاولة لنبشها واخراجها الى سطح الذاكرة، انطلاقاً من شوارع الجمالية، في قلب القاهرة التاريخي، حيث عاش كل منهما أكثر من ثلاثين عاماً. وعلى طول الرحلة يتذكر نجيب محفوظ ما كان وما جرى، ويشير الى التغيرات التي حدثت في موطن طفولته عبر العقود المنصرمة، في رفقة صديقه الحميم ومريده، صاحب "الزيني بركات" و"التجليات" الروائي جمال الغيطاني.