بعد طول ابتعاد عادت "نجاة" الى الشدو ثانية، في الحفل الذي اقامته وزارة الإعلام المصرية في الذكرى26 لحرب اكتوبر. وصوت نجاة دافئ مليء بالحب يحمل تاريخه وينفتح على أفق لانهائي من الجمال والكمال الأنثوي، يرسل أناته وهمساته الى الوجود كافة، حاملاً رسائل الحب المعطرة بفيض الحنين وشوق الوجود. نشأت نجاة محمد حسني في أسرة فنية عريقة، كان كبيرها خطاطاً موهوباً وتدفق الحس الفني في البنات اللاتي ولدن في القاهرة. ويذكر ان نجاة كانت تردد قصيدة "سلوا قلبي" لأم كلثوم،، حين استمع إليها شقيقها عازف الكمان عز الدين حسني فشجعها، واختار لها لقب "نجاة الصغيرة" تمييزاً لها عن المطربة المشهورة نجاة علي. وغنت نجاة للمرة الأولى في مواجهة الجمهور العام 1946 وهي في السابعة من عمرها. مثلت نجاة مرحلة جديدة في تاريخ الغناء المصري، فهي الصوت المعبر عن بنات الطبقة الوسطى الطالعة من رحم تغييرات ما بعد ثورة تموز يوليو 1952. وعبرت عن جيل بأكمله عاش حلاوة الأحلام وزمن الأمجاد. ومست في ادائها شغاف القلب ونقلت التعبير الصوتي الرومانسي الى آفاق عليا من التعبير. وتعاونت مع كبار الملحنين أمثال عبدالوهاب والموجي وبليغ حمدي وكبار الشعراء أمثال كامل الشناوي وحسين السيد وعبدالوهاب محمد ونزار قباني ومرسي جميل عزيز. وكان لنجاة نشاط سينمائي بدأته العام 1947 في فيلمي "هدية"، و"الكل يغني" واستمر الى العام 1975 حيث كان آخر أفلامها "جفت الدموع". ومن أبرز أفلامها خلال تلك المسيرة: "غريبة"، "الشموع السوداء"، و"سبعة أيام في الجنة"، و"ابنتي العزيزة". وهي غنت في أغلب هذه الأفلام أغنياتها التي حُفرت في ذاكرة ووجدان الجماهير. ومن المؤكد ان عودتها ستسعد جمهورها الذي ما يزال يردد اغنياتها.