كانت مصر، ليل السبت - الأحد، على موعد نادر مع الصوت الذي هو كالضوء المسموع، كما وصفه الشاعر الراحل كامل الشناوي. أطلت نجاة التي لم تعد صغيرة على الملايين الذين افتقدوا طلتها الدافئة طوال 17 عاماً، توقفت خلالها عن إحياء حفلات غنائية في مصر. جاءت طلتها تلك من خلال الحفلة التي نظمتها وزارة الإعلام المصرية، في إطار الاحتفالات بذكرى نصر تشرين الأول اكتوبر في قاعة "خوفو" في مركز القاهرة الدولي للمؤتمرات، ونقلها التلفزيون على الهواء مباشرة. غنت نجاة ساعة فقط، في حضور الرئيس حسني مبارك والسيدة قرينته وكبار رجال الدولة، ورافقتها بالعزف اوركسترا اوبرا القاهرة بقيادة المايسترو مصطفى ناجي. واستقبلها الجمهور بعاصفة كبيرة من التصفيق فور صعودها إلى المسرح. انشدت ثلاث أغنيات، اثنتين منها جديدتان هما "انشودة مصر" للشاعر عبدالرحمن الابنودي ولحنها سامي الحفناوي، و"إطمن" وهي اغنية عاطفية للشاعر وليد رزيقة لحنها صلاح الشرنوبي الذي تتعاون معه نجاة للمرة الأولى. أما الأغنية الثالثة فكانت قصيدة "إلى حبيبتي" للشاعر نزار قباني وألحان الموسيقار محمد عبدالوهاب، وهي من قديمها إذ غنتها للمرة الأولى عام 1971 وأعادت تقديمها في فيلم "جفت الدموع"، آخر افلامها في نهاية السبعينات. انشدتها بتمكن وسعادة كبيرة، ولوحظ أن تغييراً طرأ على توزيع القصيدة التي اصبحت راسخة في صورتها الأولى في أذهان الجمهور، فقد حل القانون والبزق محل الاكورديون والاورغ. ولم تنشد نجاة في الحفلة قصيدتها الجديدة "أنا أنت" لنزار قباني وألحان كمال الطويل، كما كان يتوقع جمهورها، لأن خلافها مع الطويل على القصيدة لم يحسم بعد.