عُرِفَ الفرنسيون إجمالاً بريادتهم في صناعة السيارات الصغيرة صعوداً الى العائلية المتوسطة - الكبيرة، الى جانب نجاحات أخرى في قطاعات تخصصية رياضية، أو عائلية مثل موديل "إسباس" الذي شقّت به رينو في 1984 قطاع السيارات الأحادية الهيكل في أوروبا. لكن النجاح المذكور توقف غالباً عند عتبة سياراتهم الكبيرة، على رغم حسن تصميم معظمها وتطوّر مواصفاته، إذ ظلّت تُعتبر مثل نسخٍ تحاول محاكاة فخامة السيارات الألمانية. يدرك الفرنسيون طبعاً أن بعض التأثير السلبي على صورتهم التكنولوجية يعود الى نجاحهم في فنون تصميم الأزياء والعطور والمأكولات، ما قد يتناقض في الأذهان مع جفاف الصورة التكنولوجية التقليدية. وهنا أهم أهداف نموذج رينو "فيل ساتيس" Vel Satis الذي سيُعرض في باريس مطلع تشرين الأول أكتوبر المقبل، في الذكرى المئوية الأولى لتأسيس الشركة الفرنسية. صحيح أنه يكشف مزايا تقنية وتصميمية عدة سنراها في بعض موديلات رينو المقبلة، لكنه يُبرز قبل أي شيء آخر التوجهَ الذي سيشق به الصانعُ طريقه في قطاع السيارات الفخمة، على نحو مختلف عمّا عُرِفَ لدى الألمان والأميركيين واليابانيين. من الناحية الصناعية أولاً، تنوي رينو إنتاج الأجيال المقبلة من موديلاتها "لاغونا" سينزل في العام 2000 و"سافران" 2001 و"إسباس" 2003 على قاعدة معيارية Modular مشتركة قابلة لتعديل المقاييس حسب متطلّبات كل موديل. وكل من تلك الموديلات سيقتبس عدداً من مواصفات "فيل ساتيس". ومن الناحية الهيكلية، يُظهر "فيل ساتيس" نية الإبتعاد عن الهياكل المألوفة بثلاثة أحجام بصندوق خلفي واضح أو بحجمَين ونصف الحجم أي بصندوق خلفي قصير كما في رينو "25" ثم في "سافران"، أو بحجمَين مثل الهاتشباك أو الأحادية المينيفان في "صندوق" واحد. فمن الجانب يبدو هيكل "فيل ساتيس" متكاملاً في جزء واحد من المقدّم حتى نهاية السقف، قبل الجزء الإضافي الذي يتشكّل منه الصندوق الخلفي. هيكل بحجم وربع 25.1؟ وعند رؤية "فيل ساتيس" من أعلى أو من الداخل تتضح ميزته الأخرى بزجاجه الخاص القابل للكشف في قطعة واحدة من حافة الصندوق الأمامي الى وسط السقف. في الداخل تختلف فخامة "فيل ساتيس" بوضوح عن الألمان والأميركيين على حد سواء. ليس هناك الجو الألماني المغموس ب"وقار" المتانة الرزينة، ولا وفرة التلبيسات الكرومية والخشبية في جو "مخملي" كما في السيارات الأميركية، بل طابع فخامة معدنية الطابع ولو كانت مستترة العناصر فتتطلب منك كشف الأزرار للعثور على أحدث التقنيات من قارئ الأقراص "دي في دي" DVD ويحل محل ال"سي دي" التقليدي تدريجاً الى الكومبيوتر المتصل بالإنترنت وبالأقمار الصناعية لتقديم الملاحة الإلكترونية، والذي يمكن توضيب لوحة مفاتيحه فوق اللوحة أمام الراكب الأمامي. ويعبّر التصميم الداخلي عن غناه ب"إحتشام" عناصره التكنولوجية عن العيون إيحاء بترف واثق من نفسه وفي غنى بالتالي عن عرض كل شاردة وواردة، بينما يستمد جماليته من المساحات المعدنية الملساء التي تستتر فيها بضعة أزرار متواضعة الأحجام. ويحفل النموذج المتّسع لأربعة ركاب بأحدث الأنظمة مثل إنفتاح البابَين سحّابان وفي كل منهما برّاد فور إقتراب حامل بطاقة "الترخيص الإلكتروني" بفتح السيارة، الى عدسات مراقبة محيط الهيكل عوضاً عن المرايا، الى علبة "زد إف" التتابعية Sequential التي تمكّن من الغيار الأوتوماتيكي أو شبه اليدوي من دون دوّاسة تعشيق بين نسبها الأمامية الخمس، مع محرّك الأسطوانات الست V، سعة 0.3 ليتر المطوّر شراكة مع بيجو، وقوته 210 أحصنة متوافر في بعض فئات بيجو "406" ورينو "لاغونا". يبقى أن العناصر التي قد تنتقل من نموذج "فيل ساتيس" الى حيز الإنتاج التسويقي لن تنحصر بموديل واحد، بل سيتوجه بعضها الى وريثة "لاغونا" الحالية، وبعض آخر الى وريثة "سافران" خصوصاً عناصر الفخامة، أو الى الجيل التالي من "إسباس" تكامل الزجاج الأمامي مع السقف؟. ويبلغ طول النموذج 68.4 متر وعرضه 88.1 وقاعدة العجلات 873.2، ما يضعه في أعلى قطاع السيارات الكبيرة داخلياً قطاع "سافران"، وفي المتوسطة-الكبيرة خارجياً قطاع "لاغونا"