اتهمت أوساط مغربية اسبانيا بالعمل على تثبيت احتلال مدينتي سبتة ومليلية المغربيتين على خلفية استمرار السلطات الاسبانية العمل في الجدار الأمني على طول حدود مليلية بدعوى تعزيز الرقابة لمحاربة الهجرة السرية. واعتبرت هذه الأوساط الاجراءات الاسبانية مساهمة في تكريس الأطروحة الاستعمارية الاسبانية التي مضمونها "سبتة ومليلية اسبانيتان"، وحذرت من خطورة الجدار الذي سيغلق المحيط الحدودي لمليلية واصفة اياه ب "جدار برلين جديد". وكانت اسبانيا قد شرعت في آذار مارس الماضي ببناء جدران وحواجز متطورة على حدود مليلية وتشديد الحراسة عليها بهدف الحد من تدفق المهاجرين غير الشرعيين على المدينة، ويتوقع أن يتم الانتهاء من انجاز هذه الجدران والحواجز قبل نهاية العام الحالي. وترى هذه الأوساط ان اقدام السلطات الاسبانية الى وضع الأسلاك الشائكة على مسافة طولها عشرة كيلومترات على الحدود مع المغرب، لن يخلو من خطورة، أقلها تشديد المراقبة على الحدود المغربية - الاسبانية نظراً الى تكثيف الوجود العسكري في المنطقة الذي اعتبرته بأنه "وضع غير عادي". كما أكدت ان الأمر يتعلق بعملية "عسكرية يتعين النظر إليها بحذر في علاقات اسبانيا بشمال افريقيا". وكان نائب وزير الدفاع الاسباني ادولفو ماندير اعلن في وقت سابق ان مشاركة وحدة عسكرية برية اسبانية في عمليات المراقبة على المدار الحدودي لمدينة مليلية يعد حدثاً "ظرفياً محضاً" يدخل في اطار الأنشطة ذات الطابع المدني التي يقوم بها الجيش. وأوضح ان مشاركة الجيش في عمليات المراقبة التي يقوم بها الحرس المدني في مليلية لا يمكن وصفها بأنها "اضفاء طابع عسكري على هذه المدينة" وانما "مشاركة معقولة ومنطقية". وتقوم وحدات عسكرية اسبانية بمراقبة الحدود الى جانب الحرس المدني الاسباني الذي يتولى عادة مراقبة نقاط العبور وحركة الأشخاص والبضائع في المنطقة. فيما أكدت معلومات قيام سلطات مدريد أخيراً بنشر مئات عدة من جنودها على الشريط الحدودي لمليلية وفي مدينة سبتة للمشاركة في مهمات تعزيز المراقبة.